نعم ... قبل عقدين مر هؤلاء من هنا لاجتياح الجنوب!!

السبت, 21 حزيران/يونيو 2014 20:21
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في تعليق على كتبته الاسبوع الماضي عن(الطوفان ... وكروت عمران المحروقة) ، قال احد الاصدقاء لماذا لم تحضر في مقالك الاشارة  الى أحداث عمران قبل عشرين عاماً؟!

 اقول نعم ، واسأل في ذات الوقت : هل اعاد الزمن دورته بعد عقدين من الزمن لتكون عمران من جديد منطقة تصفية فاتورة حلفاء حرب 94، بعد ما كانت نقطة الانطلاق لاستباحة الجنوب وتصفية مؤسسته العسكرية ، حين استهدف اولاً اللواء الثالث مدرع الجنوبي المرابط في مدينة عمران في 27 ابريل 1994، وبعدها معسكر باصهيب  في ذمار  لتشتعل بعدها البلاد بحرب اهلية عرفت بحرب صيف 94 ، حيث كان الطرف الوازن فيها هو تحالف الجيش المناطقي ومقاتلي قبائل الشمال والطرف المنهزم في احداث 86 19الى جانب جماعات العنف الديني المسلح الذين استخدمتهم الاجهزة في ثاراتها السياسية مع بُنى الدولة والمجتمع في الجنوب ومكتسباتهما  الاقتصادية والاجتماعية.؟؟

صحيح ان الحوثيين الذين يشكلون الطرف الاخطر في المواجهات القائمة الان لم يكونوا بمسماهم هذا ولا منطلقهم الايديولوجي  التعصبي  حاضرين في تحالف الشر آنذاك ، لكنهم كانوا جزءاَ من بنية الوعي المتهيج لاستباحة الجنوب باسم الوحدة المقدسة ، وهم الان الحليف الاهم لاحد اعمدة الحرب اياها ، وقبل هذا وذاك هم البوصلة التي يسترشد بها متعصبو المذهب من اجل التمدد و الاستحكام بما يظنوه حقاً جغرافياً اصيلاً في شمال البلاد التي تشكل الحاضن الاهم للوعي المتشبث بتحققاته المذهبية على حساب التعايش المذهبي ،  الذي ظن البعض  ان الاختراقات التي احدثها (التفسيل) الوهابي الاهوج سوف تصمد في مثل هكذا بيئة . !!

الهدنة الهشة التي انتجنها السلطة خلال الاسبوعين الماضيين ،وقلنا باستحالة دوامها ، لان المنطق التسكيني في معالجة المشكلة  ومنها تعيين محافظ جديد قريب من النظام السابق بدلاً عن المحافظ الاصلاحي ، بالضرورة سيقود الى تفجرها من جديد وباستشراس  اكثر ، وهو الحاصل بالفعل منذ بداية الاسبوع الماضي اذ تعددت جبهات المواجهات بين اطراف التنازع في حدود عمران وخارجها في همدان وظفير بني مطر وبني ميمون كانت مسرحاً دموياً فاجعاً منذ منتصف الاسبوع الماضي!!

السؤال المتكاثر في الذهن الان  هل هناك علاقة بين انفراط الهدنة  في عمران و الاحتقانات السياسية والامنية في صنعاء؟

او بأكثر مباشرة هل كان لإعادة تفجير الاوضاع في عمران علاقة بالتنفيس عن الرئيس السابق ، الذي وجد نفسه محاصراً بالسنة الحرائق التي حاول اشعالها في صنعاء صبيحة الاربعاء قبل الماضي ، مستغلا الوضع المتردي وانعدام الخدمات (الكهرباء) والنفط ومشتقاته ، التي حولت العاصمة وبعض المدن الى حفرة معتمة وطابور طويل من السيارات امام المحطات؟

واظهرت ليس فقط الحكومة التي يحضر بخمسين في المائة من قوامها الرخو، بل السلطة العليا في اكثر لحظاتها عرياً ، والاخيرة هذه (المختزلة بشخص الرئيس هادي ) لم يكن امامها من خيار سوى استنهاض حلفائها ، واللعب بأخطر الكروت مع الرئيس السابق في محاولة لتقليم مخالبه الاعلامية بالإقدام على مداهمة واغلاق قناة اليمن اليوم  ، وتالياُ دهسه معنويا بمحاصرة جامع (الصالح) واظهاره اعلامياً ليس كمكان للعبادة وانما بوصفه ثكنة عسكرية  مجهزة تجهيزا متقدماً، يستخدمها (المخلوع) في محاصرة وخنق منطقة الرئاسة ،التي ظن بادامتها كعزبة للعائلة ،وهذه المرة من بوابة احمد علي الذي تسوقه الماكينة الاعلامية  ، بوصفه المنقذ او سيسي اليمن !!

غير ان (الولد) هو الاخر بدأت تطاله السنة اللعبة ، بعدما بدأت تشير اليه اصابع الاتهام  بتسليح جماعة الحوثي بأسلحة متطورة ، كانت في الاصل بعهدته ابان كان قائدا للحرس الجمهوري (المنحل)!!

هذا السؤال  يعيد التذكير بسؤال مقارب ، و حفر على ذات اللازمة وسياقه تكثف على نحو: هل كان جر الجيش في مواجهات عمران من قبل الطرف العسكري القريب من حزب الاصلاح ،  كان للتنفيس عن المجاميع الجهادية المسلحة التي خاض معها الجيش خلال شهر مايو الماضي اشرس المعارك في محافظتي ابين وشبوة ، لينتقل الكثير من افرادها للقتال ضد جماعات الحوثي في مناطق الشمال الملتهبة؟؟

الاجابات ليست قطعية  بالتأكيد لا بالسلب ولا بالإيجاب ، لكنها تُبقي فضاءات الاحتمالات مفتوحة على كل شيء والسبب ان مراكز النفوذ بتقاطعاتها الحادة  تدير لعبها بكل الاشتراطات التي تمكنها من تحقيق اهدافها على حساب الجميع ، لأنها في الاصل  لم تعد مضغوطة بأخلاقيات ادارة قواعد اللعبة في مساحة الثوابت، وعلى رأسها الثوابت الوطنية ،التي استطاع النظام تخريب اساسها لصالح اعلاء قيم الذوات المتكسبة على ما سواها ، ومنها قيمة التكسب من العنف واستطالاته ، التي تتحول الى حروب كارثية مستدامة يدفع ثمنها الابرياء من سكان المناطق المنكوبة ، ويكون وقودها قطعان العمى(من الشبان المتعصبين) ، الذين يجرون الى اتونها  بقليل من محفزات الخطاب التحريضي بلبوسه المذهبية او تعصباته القبلية في اكثر المناطق انغلاقاً !!

وعودة على المفتتح  وعلى تساؤل الصديق نكرر السؤال مرة اخرى:

هل اعاد الزمن دورته من النقطة الاكثر مخالفة ، لتكون عمران بوابة التناحر  بلبوسه الاكثر مذهبية داخل ذات التحالف الذي  اجتاح الجنوب كما  تشير الى ذلك المقدمات كلها ؟

نعم جرت مياه كثيرة في مجرى التحالفات لتصل الى لحظة الفرز العجيبة ، فخصوم الامس (صالح والحوثيين) صاروا في ذات الجبهة وبترسانة حديثة ، تقول بعض التسريبات انها استجلبت من مخازن الحرس الجمهوري المنحل بمعرفة نجل صالح حين كان قائدا له . الترسانة التي جعلت مقاتلي الحوثيين اكثر ثباتاً وسيطرة ، في معاركهم الشرسة مع خصومهم الذين يعون تماما ماذا سيعني سقوط عمران لمستقبلهم السياسي والقبلي .

اما اهم اركان تحالف صيف 94 (صالح ومحسن وال الاحمر او الاصلاح والمؤتمر) ،اصبحا في جبهتين متناقضتين ،ويوماً بعد اخر تزداد نقاط تقاطعهما اكثر من نقاط التقائهما ، لتأتي احتقانات صنعاء الاخيرة بالخبر اليقين ، ولتظهر جميع الفرقاء بانهم ليسوا اكثر من دُمى تحركها القوى الاقليمية التي استمرأت اللعبة على جغرافيا مستباحة بالأموال القذرة لكل من هب ودب!!

قراءة 2155 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة