كل متشائم أحمق.. كل متفائل أحمق مرتين .. يمكننا القول: إن الموضوعي هو "المتشائل "، نسبة إلى رواية "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل " للروائي الفلسطيني الراحل إميل حبيبي . وأن تكون "متشائلاً " برأيي يعني أن تتلفت من حولك في الطريق الشاق وتنتبه، بحيث تتوقعك وتراقبك في الاحتمالات والمفاجآت الحلمية كلها لكن بحذر وبحب . بينما تواصل الاجتياز وتتقدم في الإدراك والفرز للمعوقات رغم كل شيء .
ذلك أن الوضع العام بهيئته اللاحيوية هو أكثر تجسيداً للخيبات، فلا يضطلع بالمسرات كما ينبغي . في حين تندلع الآمال التي لابد منها بالمقابل .
و لعل كل ذات حالمة بالتغيير اليوم صارت مشحونة بالتيه وبالإصرار في آن واحد.. بقيم الأضداد كلها وهي تتصارع في مساراتنا .. تحديداً بوجوم العاطفة وبسلاسة الجنون . كما بالمتاحات الصعبة وبعدم الثقة الجارفة إضافة إلى توهج العناد الذاتي لمقاومة اللاشيء السهل بقليل من الأشياء الممكنة .
وأما بحسب انطونيو غرامشي نبدو الآن تماماً مابين "تفاؤل الإرادة وتشاؤم العقل " .
فقط .. لنتشاءل حتى نجدنا أكثر، وكي لانفقدنا أكثر كذلك . !
لنتشاءل من أجل أن ننجو ولو وهماً على الأقل ..