إغفر لنا يا رفيق

الإثنين, 12 تموز/يوليو 2021 18:47 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

من الصعب الكتابة عن رجل مثل الشاعر توفيق القباطي، فقد كنا جميعا مذنبين بحقه وكنا جزءا من مأساته ومعانته

كنا في كثير من الاحيان نتجنب الوقوف والحديث معه وفي اوقات كثيرة نحاول الابتعاد عنه ولا نقدر الحالة النفسية والظروف التي مر بها ونقول في أنفسنا يكفينا ما فينا

وهو بطبيعته كان إنسان عزيز النفس لا يطلب المساعدة من اي شخص حتى في اشد اوقاته حاجة..

ولذلك إختار لنفسه العزلة عن الجميع وفي معظم اوقاته كان الجميع لا يدري اين هو..

كان شاعرا ذو حس مرهف وباحث متمرس في مركز الدراسات والبحوث

بعد اعتقاله في العام 2015 من قبل سلطة الامر الواقع بصنعاء خاض معاناة مزدوجة بل أكثر من ذلك..

حيث كان يحاول بعجز نفي التهم الملفقة عليه ولكن دون جدوى فقد خضع للتعذيب النفسي والبدني وذلك دفعه الى توقيع اعترافات على نفسه بالتهم التي وجهوها اليه سواءا تهمة العمالة للعدوان او التهم الاخلاقية..

وعمدا قطعوا عنه ادويته التي كان يستخدمها بأمر الطبيب..

بل وصل الامر بأنهم اتهموه بالادمان واعتبروا تلك الادوية المصروفة له بأمر الطبيب (مخدرات) لكي يمعنوا في إيذائه فتدهورت حالته النفسية والجسدية وفقد ما بقي من عقله وبعد ذلك تم الافراج عنه.

اختار الارصفة والشوارع لكي يعيش بعيدا عن المجتمع الحقير والمنافق ووجد فيه حرية لروحه وذاته بعيدا عن نظرات الشفقة من البعض والاحساس بالنبذ او التجاهل من البعض الآخر

البعض كان يراه مجنونا ومعتوها وهكذا ظنه الكثير ممن لا يعرفونه

 والبعض الآخر كان يراه إنعزالي لا يريد الاحتكاك بأحد ووجدوه عذرا للابتعاد عنه وهكذا كنا نراه نحن

افترش الأرض والتحف السماء وكتب الشعر من وسط معاناه شخصية حقيقية

كانت حياته بمجملها فصول متلاحقة من مأساة مستمرة

وكنا نحن رفاقه وأصدقائه جزءا من هذه المأساة ولن نغفر لأنفسنا أبدا وعساه هو أن يغفر لنا

لروحه الرحمة والسكينة والسلام

قراءة 1831 مرات آخر تعديل على الإثنين, 12 تموز/يوليو 2021 19:05

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة