رئيس بلا غطاء سياسي

الثلاثاء, 11 تشرين2/نوفمبر 2014 17:25
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ازاحة هادي من موقعه في قيادة المؤتمر نزع للغطاء السياسي الذي كان هادي يحكم من خلاله ولو لم يكن بالصورة الكافية التي تمكنه سياسيا.. فمهما كانت شرعية قرار الازاحة من عدمها فهو استهداف لهذا الجانب تحديدا والذي باعتقادي سيكون مقدمة لإزاحات كبيرة سنشهدها جميعا في قادم الايام. والمدخل للإزاحات القادمة هو ما اشار اليه علي صالح في كلمته امام امانة المؤتمر قبيل امس حول انتهاء ولاية هادي وكذلك كما هو واضح في تحركات جماعة الحوثي المسنودة بالدعم الكبير من قبل قيادة المؤتمر وكان المؤتمر القبلي الذي نظمته الجماعة قبيل عشرة ايام تجسيدا لهذا التوجه.

التحالف الجديد الذي تشكل مؤخرا تحت غطاء محاربة الفساد وما اطلقوا عليها اسم الثورة الشعبية التي يقودها هذا التحالف" الحوثي المؤتمري "  وسقطت على اثرهها معظم محافظات الشمال بيد مليشيات الحوثي وقوات من الجيش موالية لصالح كما يتم تداوله هذا التحرك حاصر هادي من استخدام الكثير من صلاحياته كرئيس كما عرقل مسار العملية السياسية تماما واعادها لمربعاتها الاولى بالرغم من الدعم الدولي الغير منقطع النظير لهادي والعملية السياسية برمتها وبالصورة نفسها التي تم احتواء هادي بها من قبل الجنرال علي محسن وعيال الشيخ الاحمر والتجمع اليمني للإصلاح ومثلما عمل الاول على اضعاف هادي تمهيدا للانقضاض على السلطة يعمل  هذا التحالف بنفس الالية بل وبصورة فجة.

اجزم يقينا ان علي صالح لا يمكنه التحرك بهذا الشكل بدون ضوء اخضر من حكومات اقليمية ودولية ليعمل على تغيير المعادلة السياسية التي كانت قاب قوسين من ترسيخ مفاهيم ومبادئ الدولة والشراكة الوطنية التي تضمنت بعضا منها مخرجات الحوار. فهناك من لا يرغب بقيام دولة وطنية في هذه المنطقة الحساسة التي سيكون تأثيرها كبير على الاقليم والسعودية ودول الخليج تحديدا.

فمثلما انقلب على صالح وتحالفه مع القوى الدينية والعسكرية والقبلية النافذة في عام ١٩٩٤م وبدعم دولي على مشروع الدولة الوطنية.. ها هو اليوم من جديد يمارس نفس التآمر على تطلعات الشعب والذي ضحى في سبيلها بخيرة ابنائه وشبابه لكن بصورة مختلفة عما جرى بالأمس وبفارق الحشد المناطقي والطائفي كمخزون عمل عليه طيلة حكمه الثلاثة والثلاثون عاما الماضية في اذكاء وتأصيل لهذه النزعات ليستخدمها اليوم.

التحركات لهذا التحالف الذي يمثل في قطبية تحالف للفساد والاستبداد.. وكتعبير جلي عن هزيمة المشروع الوطني الجامع تعمل بدون مشروع وطني او اسناد شعبي سوى ما يظهر منها من تعبيرات عن حالة انتقامية من الخصوم وهذا ما مورس بعد حرب صيف ١٩٩٤م الفارق انه يذكى بنكهة طائفية وهذا اخطر ما في الامر  وانتجت تلك الحرب ما انتجته من الحالة المأساوية التي عانى ويعاني من اثارها الشعب في الجنوب حتى اليوم. وما ستنتجه هذه الحالة اليوم هو مزيدا من الالم وتراكم للتصدعات في النسيج المجتمعي اليمني ككل شمالا وجنوبا.

وكانت هذه التحركات منذ انطلاقها من عمران وبعد القرار الاممي القاضي باتخاذ تدابير عقابية على معرقلي العملية السياسية هي عملية استباقية من قبل طرفي هذا التحالف الذي ادرك انه مستهدف من هذا القرار لما يبيت له تجاه العملية السياسية وهو احد اطرافها لكنه كان يشعر انها لا تتجه في صالحه ابدا.

تاريخيا يتحمل مسؤولية هذا الاخفاق للمشروع الوطني الرئيس هادي الذي جعل من نفسه صيغة سهلة لقوى سياسية تحديدا الاصلاح الذي كان يمارس اشد الضغوطات لتمرير اشياء لا تخدم التوجه الوطني ولا القضية الوطنية وخير شاهد على هذا ما مارسه هادي في مؤتمر الحوار في موضوع الاقاليم والقضية الجنوبية وتمريره لصفقة التقسيم الفدرالي والقفز على المعالجات الجادة للقضية الجنوبية كمدخل حقيقي لحل المشكلة الوطنية.. سماحه بهذه التجاوزات هي من اضعفته واوصلت العملية السياسية لما وصلت لها اليوم من انسداد وفشل معها المشروع الوطني.

اللحظة الراهنة يستطيع هادي تلافي هذا الفشل والعودة الى القوى السياسية والمجتمعية صاحبة المصلحة الحقيقية في المشروع الوطني برغم ان المصاعب كبيرة حاليا لكنه يقدر يشكل التفاف شعبي حوله اذا كان لديه توجه جاد بذلك مع ما تبقى له من دعم دولي وليثبت انه خارج اللعبة الحاصلة.. مالم سيجد نفسه طالع كش ملك.

قراءة 1694 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة