استغباء لعقول المستقلين

الجمعة, 14 تشرين2/نوفمبر 2014 17:48
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الترويج للاستقلالية واتهام التعددية وإدانة الأحزاب يعني شمولية.

الاستقلالية لا تعني تياراً.. الاستقلالية تفرد، هي ابتعاد عن التنظيم والالتزام التنظيمي سواء لعدم اهتمام أو لمحاذير متعلقة بالمهنة، أو لرغبة ذاتية.. الاستقلالية لا تعني ان يتكتل المستقلون، ومتى ما تكتلوا تحت أي اطار بدؤوا يأخذون شكل التنظيم.

الاستقلالية ان تبني رأيك، فكرك، وتتخذ موقفك بقناعتك، دون حساب مع من اتفق أو اختلف..

المهم انه رأيك، الذي لا يؤثر في اتجاهه غير قناعتك، ولا يعني بالضرورة ان يتفق مع رأي طرف منظم انك لست مستقلا..

دعوة الشباب المستقل لتأسيس حزب تنم عن جهل وعدم فهم الاستقلالية والتعددية والحزبية..

هي هي عقلية صالح التي تسوق القشور، وتهدم كل القيم المدنية بينما تظهر انها تنادي بها.

الأصل في العمل الديمقراطي السياسي المدني الحضاري الراقي هو الانتماء التنظيمي السياسي الحزبي..

والاستثناء هو الاستقلالية..

بدون انتماء سياسي وعمل والتزام جماعي فلا ديمقراطية ناضجة ولا حياة سياسية متعافية..

مطالبة المستقلين بتشكيل حزب سياسي، هو استغباء لعقول المستقلين، بما هم أصلاً بعيدون عن الالتزام التنظيمي، ويعبرون عن قناعاتهم بحرية لأسبابهم الخاصة أياً كانت، دون حساب لاتفاق أو اختلاف.

الأصل التشجيع على الانتماء السياسي لأي حزب وليس المستقلون ان يتكتلوا في حزب واحد..

ذلك أمر غريب..

لكن دعوة المستقلين لتشكيل حزب سياسي هي أغبى دعوة في التاريخ سواء صدرت من زعطان أو فلتان..

وان انطلت على بعض «المستقلين» الشغوفين بالاستقلالية الانتهازية -ومن حقهم أساساً التعددية وكما ان من حقهم ان تنطلي عليهم تلك المزحة السمجة، وان يتقبلوها باسم التكتل كمستقلين- فذلك يعني..

روحوا بيعوا بلس..

 

قراءة 1330 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة