ياسين سعيد نعمان..

الأربعاء, 10 كانون1/ديسمبر 2014 19:06
قيم الموضوع
(2 أصوات)

 

غاندي ونهرو ينتميان -قبل أي شيء- إلى الهند، ويذكرهما التاريخ الهندي والإنساني كشخصيتين لعبتا دوراً مهماً في تطوير العقل السياسي لإنسان الهند.

ولو أننا نعيش في بلد متعافٍ سياسياً لكان لدينا نماذج كثيرة يمكن الاحتفاء بها كشخصيات يمنية تنتمي إلى اليمن قبل أي شيء آخر، لكننا -للأسف- غارقون في خصوماتنا السياسية ونمــارس عـــلى أنفسنا عقاباً أسطورياً حتى بدت اليمن أشبه بالقطة التي تأكل أبناءها واحداً تلو الآخر.

من بين طابور طويل من السياسيين اليمنيين أحب «ياسين سعيد نعمان» كقائد وزعيم يساري وأتشيع إلى عقليته السياسية في كثير من المواقف، تماماً كما أتشيع للشهيد إبراهيم الحمدي كنقطة ضوء خسرتها اليمن.

بالنسبة إلى الرجل الفذ «ياسين سعيد نعمان» لا تبدو محاولات وخطط اغتياله المتكررة فعلاً صبيانياً فحسب، بل «خواشة» سياسية سخيفة، والمورطون بها أو المتواطئون معها لا تنقصهم الرصاصة، بل ينقصهم معرفة أن «ياسين» بالنسبة إلى جميع اليمنيين ليس مجرد شخص، بل نقطة ضوء محاولة إطفائها ستقود بلد بأكمله إلى حقبة جديدة من الدم والخراب.

شهوة الاغتيالات، شهوة شيطانية سواء تعرض لها موكب وزير الدفاع أو تعرض لها «صالح» أو تعرض لها «علي محسن، أو حميد الأحمر أو تعرض لها عبده مهيوب بائع البطاط». الاغتيالات فعل بشع، وتاريخ السياسة اليمنية لم يعد ينقصه مزيد من البشاعات.

شخصياً حين أطمح إلى التحرك في محيط متمدن، تخطفني عيناي من بين كل السياسيين في المشترك والمؤتمر إلى رأس ياسين، وليس إلى رأس عيسى أو رأس الرجاء الصالح.

وحين أبحث عن مساحة بيضاء تتوسط دفتي السواد القاتم والأحمر الدامي، من بين غالبية السياسيين تستقر قناعتي فوق ذاك اللون الغيمي الذي يعتلي خصلات شعر المخضرم ياسين سعيد نعمان.

وعلى الرغم من أنني لا أرى في غالبية السياسيين أية أناقة ذهنية، لكنني حين أبحث عن أداء سياسي أنيق، أذهب في الغالب إلى صوت ياسين سعيد نعمان.

أتخيل كيف ستصبح الحياة السياسية لئيمة أكثر إذا ما نجحت مخططات اغتيال ياسين سعيد نعمان، وأقول الحمد لله، ما يزال بوسع اليمنيين أن يقوضوا الشر لصالح الحياة.

لم يكن اغتيال الشهيد جار الله عمر بالأمر الهين والسهل، لكننا شعب بلا ذاكرة، ولم تستطع كل الحكومات المتعاقبة أن تغتسل - ولو لمرة واحدة من وسخ السياسة - وتسمي شارعاً عاماً باسم شهيد بحجم جار الله الكبير.

لا بأس عموماً، إننا لا نريد أن نسمي الشارع الفلاني باسم «ياسين» بل نريد لياسين وغيره أن يمروا من الشارع بأمان.

خذوا الشوارع كلها وأطلقوا عليها أسماء رموزكم العائلية، وأطلقوا عليها أسماء زعمائكم المبجلين، ولا تطلقوا النار على هاماتٍ البلد بأمس الحاجة إليها، ليست لأنها من الحزب الفلاني أو من الفصيل الفلاني، بل لأنها من رصيد الإنسان اليمني البسيط.

قراءة 1390 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة