انهم جوعى حكم مثل الاخوان !!

الجمعة, 06 شباط/فبراير 2015 21:09
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في وقت واحد، كانت جماعة الحوثي  تفاوض القوى السياسية في الموفنبيك لحل  معضلة الفراغ الدستوري والسياسي بعد استقالة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وكانت تعقد مؤتمراً شعبياً في الصالة الرياضية،  للضغط على ذات القوى لتمرير خططها،   وكانت تتواصل مع دول اقليمية مؤثرة  في صناعة القرار السياسي في اليمن (السعودية وايران )، لترتيبات المرحلة القادمة، وتنسق بشكل واضح مع الولايات المتحدة في اطار عملية مكافحة الارهاب !!

في الموفنبيك تبحث عمن يشرعن لانقلابها سياسياً، وتحاول اقناع الاخرين بان طي صفحة هادي لم تعد رغبة (مؤتمرية / حوثية )، وانما هي رغبة جميع القوى السياسية في الداخل، وبمباركة اقليمية و اممية .

وفي الصالة الرياضية كانت تستعرض قوتها الشعبية، التي قالت الجماعة انها تمثل ارادة كل اليمنين وكل اطيافهم وشرائحهم وطبقاتهم، ،وبختام هذا اللقاء وجهت  تهديدا ووعيداً للجميع، في حل معضلة الفراغ في ظرف ثلاثة ايام ...والا !! وكأن الاخرين هم من ورطوا البلاد في هذه اللحظة المجنونة، وليس هم وحليفهم الابرز الرئيس السابق علي عبد الله صالح .

لم يعد خافياً على احد، ان عديد لقاءات جمعت قيادات حوثية رفيعة مع مسئولي اجهزة الاستخبارات السعودية . اولها الذي سبق اسقاط منطقة دماج، واخرها ما قيل انه جمع خالد بن بندر بن عبد العزيز(رئيس الاستخبارات العامة السعودية ) مع ناطق الجماعة واخر منها، قبل اعفاء الاول من منصبه مع تولي الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في الايام القليلة الماضية. وكل ذلك يتم في اطار التفاهمات الاقليمية السعودية الايرانية، وبمباركة  امريكية ورغبة منها،  في تصليب عود الجماعة في مركز صناعة القرار القوي، عوضاً عن الحكومات الهشة التي تعاقبت على ادارة البلاد، في السنوات الاربع المنقضية كما قالت الادارة الامريكية، على لسان رئيسها  الذي قال( اليمن بلد لم يعرف حكومة قوية أبداً، وأن هشاشة الوضع فيه ليست أمراً جديداً).

في ظرف اسبوع واحد، انجزت الدرونز (الطائرات الامريكية بدون طيار) عمليتين نوعيتين في البيضاء وشبوة، بعد انقطاع طويل لأخبار مثل هذه العمليات، بتنسيق استخباراتي ولوجستي مع الاجهزة الامنية اليمنية، التي باتت جماعة الحوثي، هي صاحبة اليد الطولى في قراراتها، وفي احداها تمت تصفية احد  قادة الجماعة المؤثرين ومنظريها، وهو حارث النظاري وثلاثة من مرافقيه.

كل هذه المعطيات تقول، ان الجماعة ذاهبة الى التفرد بالقرار السياسي، وادارة البلاد بالفوضى والازمة، كما فعل سابقيها وان تبريرات الشراكة ومحاورة القوى السياسية، ونفي  تنسيقها مع الولايات المتحدة الامريكية، وانكار تواصلها مع ايران والسعودية، ليس اكثر من شعارات تزاود بها على جمهورها المسكين، مثلما كانت تزاود بزهدها عن الحكم، ومطامع الدنيا في ذروة تحشيد الشارع، لإسقاط حكومة (الجرعة والفساد) في اغسطس من العام الماضي.

ان ما يلاحظ على الجماعات العصبوية (الدينية والعرقية) في اوج لحظات قوتها وسيطرتها، هو تمثيلها لدور الضحية والجلاد في آن، فتقوم بتعزيز الاولى في اذهان اتباعها، بمشغلات المقدس وتجاهد لتخفي الثانية عن الضحايا الحقيقيين في المجتمع، وكل ذلك من اجل اتمام سيطرتها على بنى الدولة  المترنحة التي تنشأ فيها، وتشغر الفراغات التي تتركها، وتحاول بكل الوسائل اخفاء  جوعها الحقيقي للحكم،  في الوقت الذي تحاول ايهام الجميع بزهدها وترفعها !! التمثيل الاقرب والطري في الذهن  عن ذلك، هي تجربة الاخوان المسلمين في حكم  مصر ،فبعد ان تحولوا الى الرقم الصعب في المعادلة السياسية بعد مرحلة حسني مبارك، قالوا  انهم  لن يسيطروا على البرلمان والشورى، وقالوا انهم لن يخوضوا انتخابات الرئاسة المصرية بمرشح يخصهم، ولم تمض سوى اشهر قليلة حتى كانوا قد ابتلعوا المجلسين (الشعب والشورى)، وبدلاً عن مرشح واحد تقدموا لانتخابات الرئاسة  بمرشحين اساسيين واحتياط،  تحسباً للمفاجئات غير السارة التي حسبوا حسابها، فكان ان قفز الى كرسي الرئاسة مرشح الجماعة الاحتياطي (محمد مرسي)، في لحظة دراماتيكية عجيبة.

 وخلال عام ونصف اصدرت الجماعة وبغطاء الرئاسة اعلانات دستورية مفصلة عليها، وخاطت دستوراً اشكالياً بثوبها، ومكنت عناصرها قليلي الخبرة والكفاءة من المؤسسات،  في عملية تمكين فجة، جعلت الشارع المصري يثور عليها ويسقطها، غير مبال  بأمريكا والغرب ،التي ارتزحت الجماعة على حوائطهما !!

الحوثيون يمضون الان بنفس الطريق، لانهم ايضاً جوعى حكم، كما تدل الوقائع والاحداث .

قراءة 1505 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة