وشـمٌ فـي الذاكرة

الخميس, 12 شباط/فبراير 2015 18:28 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

أن تكون على قيد الحياة في فجر هذه الأحداث، فتلك نعمة أما أن تكون شاباً فقد أدركت الفردوس بعينه!. بهذه الأبيات أخذ الشاعر الإنجليزي ويليام وورد زوورث يصف مشاعر الكثير ممن عاصروا اندلاع الثورة الفرنسية العظمى. وبالنسبة لنا، فإن الأيام الأولى لثورة فبراير 2011، ستظل تذكرنا دائماً بمشاعر لم يسبق لنا معرفتها، بكل الخوف والشجاعة، بالخسارات التي لم يعد لها معنى وبالانتصار العظيم الذي لم يتحقق، وايضاً بالكثير والكثير من الأشياء ستظل كوشم في الذاكرة، لقد عرفنا الثورة ولن ننساها إلى الأبد.

بدأ الشباب يتحدثون في السياسة، لقد شجعتهم الثورة على ذلك، كان لا بد أن هناك شيئاً ما سيجعلهم يقتنعون بجدوى السياسة، لحسن الحظ أن التذمر لم يعد الشيء الوحيد الذي يمكن للشباب تبنيه عندما يتعلق الأمر بالوضع العام، غير أن ما يعرفونه عن السياسة بسبب العزلة التي عاشوها في السابق، لم يكن ليسعفهم في إدارة حديث جيد. لم يخلو التوجه الجديد من الشطح والمثاليات المفرطة. لعلهم فكروا بأنه يتوجب عليهم قراءة كل ما يتعلق بالثورة الفرنسية، لقد كان لديهم هذا الاحساس المبكر تجاه ثورتهم التي سيرافقها الكثير من الصعوبات، وكان حديثهم السياسي في خيم الثورة أو أي مكان يحلون فيه، ما يزال ناقصاً، وفي معظم الأحوال أشبه بلوحة سوريالية، خليط من الألوان الزاهية التي لا تفضي بنا إلى معنى محدد، كانت الثقة التي اكتسبوها للتو بحاجة لمزيد من الوعي بالذات وليس المعرفة فقط. اما الآن فإن التجربة قد اختمرت بما يكفي، لنعرف اننا قادرون على المضي قُدماً ومجابهة كل التحديات.

لنكن متفائلين قليلا، لنكن غير منكسرين على الأقل ونحن نشاهد ثورتنا محاطة بالمصير المجهول، مهما يكن فإن ما يحدث اليوم ليس سوى إرهاصات للزمن الجديد الذي تطلعت له ثورة فبراير. لكن التفاؤل وحده ليس كافياً ليتحقق الحلم، لندرك هذا ايضاً، وبالطبع كان كارل ماركس قد وصف الانتفاضة بأنها «فن»، فهي تحتاج للكثير من الإبداع والمرونة لكن أيضاً الانضباط والتنظيم المُحكم. وهذا ما كنا نفتقده تحديداً في ثورة فبراير. التنظيم هو الأمر الذي علينا ان نفكر فيه الآن على نحو جدي.

***

اليمن لا تؤخذ عنوة!

قراءة 1964 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة