تفوق صريح للحراك

الجمعة, 28 شباط/فبراير 2014 20:10
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يروج الإعلام المعادي للقضية الجنوبية، خبراً لا يصدقه أحد، ويعيد نشره مرة تلو أخرى، خبراً يلخص أمنية هذا الإعلام البائس، مع سبق الإصرار والترصد.

إعلام يلجأ إلى طرق لا أخلاقية في إشاعة الخوف بين المواطنين في البقعة الجنوبية، وهو شكل من أشكال العنف والعبث بالمشاعر وبالسلم والأمن، يخلق مجتمعا متشككا بالآخر، ويهدف الى تفكيك التضامن السياسي والاجتماعي بين مكونات الحراك الجنوبي، ويضرب مشروعيته، ويشكك بسلميته، وإنسانيته، هو إعلام اقل ما يوصف بأنه فاشي مغطى بالشراشف، ويمكن لأي جنوبي أن يعتبره خصماً لا تتوفر فيه أية فضيلة، وهو كذلك..

آخر ما كنا نقرؤه في اليومين الماضيين، وبالتوازي مع جريمة الاعتداء على «أنسام» نشر صورة شخص محترق، ورافق الصورة تهمة قيام الحراك بجريمة قتل مواطن من الشمال، وحرقه.

إعلام يلصق بالحراك أي تهمة يمكن أن تصل لها مخيلاتهم، ونظراً إلى استحالة الحصول على تأكيد على مثل هذه الإشاعات، أو دليل على صدقها، تبقى تلك الصور مجرد إشاعات يرسلها إعلام فاشي دعائي مغرض، غير قابل للتصديق.

بنت عدن أنسام، أمها أصولها مقطرية، وأبوها من اصول دبعية، وزوجها من عدن، ومن اصول مقطرية ايضاً، نالت تضامناً وموقفاً جنوبياً واسع النطاق وأصيلاً، وامتد الأمر الى الشمال تضامناً وموقفاً مؤيداً ورافضاً ما جرى لها، لم يثنِ أحد على ميلادها، ولم يتعامل معها كافة مناصري وداعمي القضية الجنوبية والعلم الجنوبي، على أساس عنصري.

وللأسف يغفل الإعلام الفاشي قوة التضامن، والموقف هذا، وتبريراً للجريمة تلك، وحرفاً لمزاج الرأي العام شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، نشر صورة بشعة لشخص تم حرقه وقالوا إنها من أفعال الحراك العنصري.

وبالتالي، ببساطة الحراك، كما رأيناه مع أنسام، يناقض تماماً، بل عكس ما يروج له الإعلام الفاشي غير المسؤول، ويسقط تهمة أنه عنصري ومناطقي. ظهرت أنسام مع قضية الجنوب، بل حملتها بإصرار واضح وحازم، وبادلها الشارع الجنوبي الموقف بموقف أكثر تضامناً وتقديراً، رغم أصولها التي كانت محل تشكيك وشغل ممنهج طوال الوقت الماضي.

جهود كبيرة بذلها أشخاص ووسائل إعلام لتصوير عنصرية الحراك، ومحاولات إشعار كل مواطن بالتهديد ممن حوله بشكل لم يسبق له نظير في بلد يدعون حرصهم عليه، يثيرون عن عمد خشية الضالعي من البدوي، والتعزي من الحضرمي، والحضرمي من العدني،... الخ. كل هذا لتهيئة الرأي العام في الشمال، من ناحية، وزرع الشك وعدم الاطمئنان في صفوف الجنوبيين مع بعضهم البعض، من ناحية أخرى، وطبيعي لو نجح مثل هذا الأمر، أن يتخلى كثيرون عن القضية الجنوبية، فمن ذا سيكون مع قضية تقتل وتحرق الناس لأسباب مناطقية.

حادثة «أنسام» أسقطتها جميعاً. فهي ليست فقط مجرد حدث عابر. فمن سوء أقدار تلك الأبواق الشريرة أنها كشفت أمام الرأي العام، ولخصت أن كل ما يسمعه وكل ما ينشر غير صحيح، وصحيح أن هناك اصواتاً عنصرية داخل الحراك الجنوبي، ويجري تغذيتها واللعب عليها، لكنها ليست الحراك، وليست المسألة الرئيسة التي يناضل من أجلها الشعب الجنوبي، اقصد العنصرية، شهدنا في حادثة أنسام موقفاً يسقط كل الإشاعات السابقة، بنت عدن ذات الأصول التعزية، كشفت الفارق بين الحقيقة والإشاعات المثيرة للاشمئزاز، وأظهرت ردة الفعل الجنوبية السوية والطبيعية.

يبدو أن أنسام اسقطت الكثيرين، أشياء متعلقة بالجنوب والشمال، أقصد المعادين للقضية الجنوبية وللحراك الجنوبي، ومأثرتها سوف توضح للشماليين قبل الجنوبيين، مقدار العبث والتضليل والإشاعات التي يروج لها إعلام واطي، يشيع ويخترع الجريمة من تلقاء نفسه، ويلصقها بمواطنيين آخرين، بطريقة قذرة وغير مسؤولة، بهدف تحقيق مكاسب على حساب أصحاب القضايا، وبهدف إسقاط استحقاقتهم المختلفة.

إنني لست سوى حريصة على إشاعة السلم بين مختلف المواطنين، على مختلف مناطقهم وأصولهم، في كل مكان، ومن حيث الجنوب، من سخريات القدر أن «أنسام» سوف تثبط وتشيع الكثير من الجو الإيجابي على مستوى قضية الجنوب، وكذا على سوية الإنسان الجنوبي وخلوه من العنصرية والهمجية التي يصورها إعلام بتاع البتاع الرجعي.

سوف تغيض الحادثة عاهات جنوبية، بل سيغيضهم مجرد الحديث عن أصولها، وخاصة بعد هذا التضامن الجنوبي الواسع، لكن هؤلاء المخبولين، اياً كان أصلهم، شمالياً أو جنوبياً، هم أعداء القضية الجنوبية، وأعداء السوية في الإنسان، هم مثل المستنقعات النائية، سوف يحلق فوقها البعوض.

ليس صعباً فكل ما يحتاجه الجنوبيون التفوق الإنساني على خصومهم الكاذبين.

 

=================================

 

 

قراءة 1629 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة