لفت انتباه

الأحد, 19 نيسان/أبريل 2015 19:39 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في احد منشورات عاصفة الحزم التي سقطت اليوم فوق المساكن، وردت كلمتي "المد الفارسي"، وهذا مؤشر خطير على ان السعودية ليس هدفها ان تخلصنا من صالح والحوثي وتخلص نفسها من اي تواجد ايراني على مقربة من حدودها. ونحن نتمنى بكل خشية أن لا يكون حقا أبعد. حتى الحوثي لا نريد ان نتخلص منه دينيا وطائفيا، ولكن أن ينال عقاب سياسي يستحقه.

امس سمعت شخص في مقطع فيديو، يقول بان المقاومة الشعبية في تعز دخلت معسكر قوات الأمن الخاصة، ووجدت جثث للحوثيين "الرافضة"، "الشيعة الانجاس" ويرسل تحياته الى شباب المستقبل، "شباب السنة ان شاء الله".

الممارسات الفردية لا تكفي حتى نستشعر الخطر، مثلا لا يكفي ان يستقوي مروان غفوري بعاصفة الحزم، ويكتب مقال عن الدكتور ياسين، بدون مناسبة، قبل ايام، وعندما اراد ان يجد مناسبة، قال ان المقال قراءة لما كتبه الدكتور ياسين قبل اربعة اشهر.

طيب فين كان مروان الغفوري كل هذه الفترة؟ كان ينتقد قيادات الاصلاح ويكفر بها، لكن ما ان بدأت "عاصفة الحزم" حتى عاد لكي يتحدث عن اليدومي الرجل القوي الذي حمى ياسين سعيد نعمان، حين لم يكن له من اصدقاء اقوياء في صنعاء. ولم يكتب عن المقال، لكنه أظهر نزعة مخيفة تلبست شاب اصلاحي ومثقف في ألمانيا، ربما لأن أحد القيادات الاصلاحية العائدة، أتصل به وحدثه عن الضغائن. ولأن الغفوري مجرد ظاهرة صوتية، فقد كان بارعا، في جلب الصخب والضجيج الى صفحته، وكأنه يريد أن يقول: هذا خصمي القادم، هذا أكبر. طبعا هو لم يناقش المقال المزعوم، بقدر ما أراد ان يتهم ياسين سعيد نعمان بأنه من أدخل الحوثي الى صنعاء، وهذا أخطر تمهيد لأخطر خصومة.

لا يكفي أن تستشعر الخطر لمجرد ان صديق، ارسل لي يقول: "باقي قليل وبرجع حوثي". وعندما سألته عن هذا الارتداد المفاجىء، قال بأن معه اصلاحين في السكن، عادوا فجأة لترديد تلك الاسطوانة القديمة عن الاشتراكيين، بأنهم يقولون "لا اله والحياة مادة". وبأن الاشتراكيين أخطر من الحوثي، ذكروا له قصة الشاب الذي عاد من روسيا واراد ان يتزوج اخته. واشياء اخرى من هذا القبيل.

كانت هذه بقية الرسالة: "عيال ... انتفخوا هذه الايام.. وانا بطلت اناقشهم.. والله لو مش انا داري ان الحوثي هو نفسه يؤمن بنفس العقلية بس يداري او لهجته مخفف.. لأنه عاده ما تمكن تمام.. لكنت اول المناصرين له نكاية بهم.. قهرونا.. عيال... عاده المنهج القديم حقهم يشتغل".

لا يكفي هذا، حتى نستنتج اننا فعلا ذاهبين الى ما هو ابشع وأقذر مما يحدث الآن. لكن يكفي ان يلفت انتباهك هذا. دائما يمكنك قياس توجه اي جماعة، من احاديث الناس البسطاء فيها، غير المسيسين، من يقولون ما يعتقدونه بدون نقص أو حذلقة. أو عليك ان تراقب ما يصدر عن الحمقى أمثال مروان الغفوري. الحمقى هم أيضا من فصيلة الصدق النادرة.

الكارثة لا تزال أبعد من هذا بخطوة، لا تزال في مكان ما تحلق، قد تهطل على شكل منشورات، وقد تأتي على شكل سيارات مفخخة. الكارثة هي ان تجد اطراف دولية، تدعم حروب على اسس طائفية، ترسل منشورات عن "المد الفارسي" وربما قريبا عن "الشيعة الأنجاس". من شأن هذا ان يزج بالبلد الى قلب التقيحات التي تعاني منها المنطقة.

قراءة 1467 مرات آخر تعديل على الأحد, 19 نيسان/أبريل 2015 19:54

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة