سأظل أؤمن بان الوحدة جنوبية وان الانفصال شمالي حتى وان صار الناس في الجنوب مع مراكز القوى الجنوبية في مزاج متطابق تماماً مع الانفصال كردة فعل طبيعية بمواجهة الفعل الشمالي السيء النابع من ممارسات مراكز قواه القهرية والاستعلائية و الاقصائية والدموية والاستغلالية التي تمثل أساساً جوهر الممارسات الانفصالية ، بينما يتشدق اصحابها بالوحدوية ويزعمونها لكن على طريقتهم الالحاقية والاكراهية والاحتيالية التي تراكم المظالم ولاتأبه إلا لنزواتها ومصالحها المشتشرسة بالضد من فكرة الدولة العادلة و سيادة القانون و المواطنة المتساوية .

 لذلك لا يمكن ان يصلح الحال دون ان ينجب الهم الشمالي قولاً وممارسة القضية الشمالية المؤازرة للقضية الجنوبية التي انجبها الهم الجنوبي ، ما يعني ضرورة توحد الشمال و الجنوب معاً وكمصير حتمي من اجل حلم الدولة التي تصون اليمنيين بمختلف توجهاتهم الاجتماعية والفكرية والسياسية من خلال وضع حد ضروري لممارسات مراكز القوى المركزية في الشمال وهي لا تستسيغ اعادة النظر في ممارساتها والتخلي عن الحماقات والتفاهات اللاوطنية التي ترتكبها باسم الوطنية زوراً ( بالتأكيد هذا لايعني ان الجنوب ليس فيه مراكز قوى متعطشة للعودة الى ماقبل الدولة الوطنية بالطبع غير انها منذ مابعد مايو 90 على الأقل تأتي ثانياً في الاعاقات بعد مراكز قوى الشمال المتجذرة في مهام الاعاقات عن بلوغ دولة وطنية حقيقية ) .

ولقد حاولت الثورة الشبابية الشعبية السلمية في بدايتها النقية اجتراح فعل التوحد الهمي المأمول ، اما الآن فلم تعد للقبضة المركزية تلك القداسة الوهمية التي خدعت اليمنيين مراراً-في الشمال قبل الجنوب- وجلبت لهم اللعنة تلو الاخرى ، بل ان منطق القوة والغلبة المسلحة تحديداً لم يعد كافياً كما كان ، فضلاً عن ان الناس البسطاء في الشمال قبل الجنوب صاروا يدركون جيداً انهم مجرد وقود لممارسات ذات القوى المراوغة والمستخفة والمهنجمة اكثر من أي شيء آخر ، وان آفة اليمن واليمنيين الرئيسية هي عقلية الفندمة والمشيخة والمسيدة المتدفقة و الضليعة بممارساتها التاريخية التي لاتريد النضوب ، بينما لاتمت للكرامة الانسانية بصلة، مابالكم بالكرامة الوطنية المنشودة لكل اليمنيين شمالاً وجنوباً .. " والمشكلة في الليم لو محد كله اما العنب معلوم بايرجع زبيب"