نحو معاضدة مطلب الدولة أولاً

الجمعة, 30 تشرين1/أكتوير 2015 17:44 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كان يفترض اصلاح بنية الدولتين قبل توحدهما في العام 90 بدلاً من توحدهما وهما بحالة عميقة من الأزمات ثم ما بعد حرب 94 كان يفترض الانصات الجيد الى مطالب اصلاح مسار الوحدة وتعضيدها بمطالب اصلاح الدولة بالضرورة بدلاً من التجاهل غير المسؤول المأخوذ بنشوة تنمية المصالح المشوهة فقط ما فاقم المأزق المزدوج للمسارين بحيث أفضي الى عدم إصلاح مسار ثورة 2011 وبالتالي الى حرب 2015 التي اكدت محق وتلاشي الدولة وبالنتيجة تجريف وتهشيم الوحدة أكثر ..إلا ان استعادة الدولة بالتزامن مع ترميم الوحدة من اجل اصلاح مسارهما معاً كان ومازال هو الممكن غير المستحيل رغم كل شيء إذ لايزال في الحلم رمق الأمر الذي يستلزم نفي الجميع لظاهرة الرفض المطلق او العناد من اجل مصلحة المجتمع لا مصلحة جماعاتهم مالم فعلينا الاقرار بأن تصاعد مسار اليمن المنكوب على جميع المستويات والصعد هو آخر ما تبقى لليمنيين.

وليعلم الجميع بانه لا خلاص لأحد من تداعيات الانهيار الرهيب والمرعب .

فكلما توحش العقل الرديء قام بالتهام الارادة الانقاذية .

وكلما استمر كل طرف يمارس العداء ضد نفسه وضد الأطراف الاخرى سيصبح الألم العبثي والقاسي هو الهوية الوحيدة التي ستجعلنا جميعاً نصل الى ذروة تهلكة كاسحة لن ينجو منها أي طرف .

غير ان من أكبر الأخطاء التي لن تغفرها الاجيال القادمة هو استسلامنا الفج للنخب المتصادمة ضيقة الأفق في حين قررت ان تمنح الشقاء للحاضر وللمستقبل معاً جراء استمتاعها المخيف بالانتقامات والمكائد والتنصلات والمراوغات مصممة على استدامة عدم ثقتنا بعدم جدوى العنف خصوصاً وقد صار يستغرق ويصطخب في ارهاقنا وافراغنا من محتوانا الوطني لنصبح جميعاً بلا اي معنى مبشر او قيمة تستحق .

لذلك كله كان ومازال علينا ان نتمرد على البروتوكولات غير المقبولة وغير المعقولة لتلك النخب البائسة مهما كانت العواقب و باعتبار ذلك هو المعيار النوعي والفاعل بالطبع لخلق تيار شعبي وطني متين وفق رغباتنا ومعاناتنا الجامعة بل من المهم ان تردد أصداؤه في كل أرجاء اليمن بما يعيد ثقة اليمنيين بأنهم شعب واحد يتوق الى تحقيق حلم واحد غايته بعث مشروع الدولة الوطنية الذي افشلته تلك القوى الأنانية العمياء وبالتالي الدأب على انجاحه للحفاظ على وطن للأجيال القادمة كما ينبغي .

والحال ان الفرصة صارت مواتية اكثر من أي وقت مضى لنبدأ بتحقيق هذه المعجزة التي انتظرنا كيمنيين على مدى عقود نضج تراكماتها وشروطها الموضوعية كي تنبثق بوعي وطني موحد وحتى يكون الانضمام لصفوفها بدرجة عالية من الحس المدني والحضاري والديمقراطي الذي يتسم بالفاعلية والاجماع وعدم انسداد المسار ما سيؤدي رويداً رويداً الى تحقيق وتأمين دولة المواطَنة المتساوية والمؤسسات الصلبة والراسخة والوطن العادل والحقيقي للجميع.

وبالتأكيد لم يسبق ان احس كل يمني نقي بفظاعة ضياع الدولة وجنون السلاح المنفلت ومشاريع الارهاب والتحشيدات الجهوية ما قبل الوطنية مثل هذه اللحظة .

ولذلك فإنه باستثناء المتعصبين لحماقاتهم يبقى على الغالبية الشعبية تنظيم صفوفها بمرونة واقعية باتجاه الضغط لفرض الاولويات على الواقع

وعلينا ان نتشافى من تناقضاتنا ونفهم طبيعة المرحلة ومقتضياتها بتماسك اخلاقي وقيمي يتجاوز ويهزم منطق الكراهيات المناطقية والمذهبية

فما دون هذا التغيير في تفكيرنا ستنتصر لاشك اختلالاتنا المنتشرة على التوازنات التي نأملها بينما لن نتمكن من العيش سوياً سواء كنا في الشمال او في الجنوب !

بمعنى آخر آن تتوق غريزتنا الفاعلة الآن إلى معاضدة مطلب الدولة أولاً وتأجيل كل الاختلافات الفرعية حول العديد من الرؤى السياسية ذلك ان تقديمها على مطلب الدولة في الوقت الحالي سيجعلها وياللأسف تتأسس على وعي سطحي صادم لا يحتمل ولا يطاق.

قراءة 2098 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة