الخلاصة المريرة

الأربعاء, 16 آذار/مارس 2016 00:54 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ستلاحظ أن أكثر شيء بات يشغل الناس بعد ان فرغوا من فرحتهم بفك الحصار عن تعز وقبل أن يذهبوا في نسج التوقعات وبناء التحليلات حول الكيفية التي ستتم بها استكمال عملية التحرير...

ستلاحظ في هذه الاثناء أن أحاديثهم مع أنفسهم وفي المقابل مع بعضهم اثناء نشوة القات، ان تفكيرهم اثناء الساعة السليمانية...

ستلاحظ أن ما ينتزعهم من أكثر لحظاتهم حميمية ليس العودة مجددا لمعانقة احلام قديمة حول وطن يسوده العدل والرخاء...

ستلاحظ أن الوعي الجمعي كله يتركز حول تلك الترتيبات الاجرامية والسيناريوهات المرعبة التي أعدها صالح لتعز خلال فترة ما بعد التحرير وفي أثناءها.. أنها طريقة تفكير شائعة لأجل حراسة نصر صغير.

ستلاحظ أنها الفكرة التي لا تشغل بال كل من وقف بوجه الثورة المضادة ولكن ايضا بال أولئك الذين هم جزء اساسي في مشروع الحوثي وصالح، أولئك الذين يشكلون تروسا لا تصدأ في ماكينة الخراب العظيم...ولكنه انشغال من زواية أخرى.

هؤلاء الأخيرين عمليين أكثر، حيويين طوال الوقت وها هم قد آخذوا يساعدونا في توقع أي نوع من المحن في انتظارنا. لقد آخذوا يبشرون الجميع بجنة المخلافي في بير باشا، ولمزيد من الاحتياط ستجدهم يدخلون أشياء من قبيل المناطقية الى ساحة المران من اجل اكتساب اللياقة الكافية لتأدية نفس دور الجريمة المنظمة وتحسبا لأي خلل طارئ لطالما كانت تعز مدينة المفاجآت دائما.

واذا اردت ملاحظة أخيرة؛ فستجد أن أولئك الذين ينشغلون بصدق، هم حتى الآن ينصدمون بحائط منيع من قلة الحيلة، على ما يحمله انشغالهم من توقعات قاتمة.

لكن مع كل ذلك يبقى ثمة جانب مشرق في كل هذا الذي يحدث، أنه ذلك المتعلق بالخلاصة وإدراك ماذا يعني أن تسلم بلدا كاملا طوال ثلاثة عقود ونصف لمجرم.

أنها الخلاصة الأشد مرارة في حياة الشعوب. وهي نقطة اصيلة للوثوب والمضي قدما.

قراءة 1554 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة