أخـــر الأخبــــار

 

اليمن .. مدخلات متعددة لأزمة مستدامة افضت الى حرب لا يمتلك طرف بعينه قرار انهائها في الوقت الحاضر!! مميز

الإثنين, 21 آذار/مارس 2016 18:34 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

(1)

الترحيلات الطويلة، لاختلالات المسالة الوطنية، من اكثر المدخلات  صلابة،  للازمات المستدامة في هذا البلد المنهك سياسيا واقتصادياً . فقد عمل الوعي السياسي المرتبك، على انتاج و تكريس منظومة حكم، اعتمدت في ادارتها للشأن العام، على تقسيم اليمن الى ثنائيات متعارضة ،لم تسمح، ومثل أي سلطة استبداد، بمقاربتها بالدرس والتحليل في اكثر المنعطفات قسوة ودموية . اما اكثرها اختزالاً هي ثنائية الجغرافيا والمذهب في اليمن المجزأ، واضيفت اليها ثنائية الاصل والفرع في اليمن الموحد . وهذه الثنائيات انتجت تفريعاتها (الظلية) النشطة، التي كانت تبرز مع كل ازمة تدخلها  البلاد. وافضت منذ قرابة عام الى حمام الدم هذا، الذي تقول القراءات المتعددة ان لا احد بعينه يمتلك قرار ايقافه حتى الان.

وفي السياق سيكون الاكثر تجسيماً ،هو وضع اليمن الشمالي، الذي نال استقلاله مباشرة، بعد خروج  الاتراك، بعد الحرب العالمية الاولى(1918). وترتب على ذلك اخضاع اليمن الاوسط (الذي عرف في الوعي السياسي الشعبي حينها باليمن الاسفل)  سياسياً ـ ببواطن عسكرية واضحة، لصالح السلطة الناشئة في صنعاء، التي تسلمت الحكم بما ترتبت عليه نصوص (صلح دعان) التي كانت تعطي الامام يحيي سلطات دينية وادارية على المناطق الزيدية فقط، لكنه بسبب المتغيرات ،استطاع فرض سلطاته المطلقة( روحية وزمنية) ،باستمالة مشايخه ووجهاته، بوظائف ادارية  ومواقع قيادية، قبل ان تتم ازاحتهم نهائياً، بتولي رموز هاشمية (زيدية) من بيت حميد الدين وال الوزير( تحالف سلطة الحكم المبكر في المملكة المتوكلية)  امر ادارة المناطق السنية في تعز واب والبيضاء وتهامة.

 تعيينات بهذا الوضوح، شكلت بداية الهتك الصريح للمسألة الوطنية، ليتعاظم مع مرور الوقت ،شعور ابناء هذه المناطق  بالتمايز الذي تفرضه سلطة  انغلاقية مستبدة، تتحكم بمصائر الجميع، من موقع الاصطفاء السلالي، دون ان تتشارك مع احد.

سلطة عززت حضور (اليمن الاعلى)، حيث يسود المذهب الزيدي، كمستفيد اوحد من هذا الوضع الاعرج، فمقابل  الامام والسيد والعسكري، ثمة رعوي وفلاح ومهاجر وعامل ،يُعتاش من كدهم وشقائهم . لهذا حين ظهرت حركة الاحرار اليمنيين ،بنزوعها الاصلاحي، كان يتقدم الصفوف فيها، رموز ثقافية وقبلية وتجارية من (اليمن الاسفل)، وحين  قامت ثورة سبتمبر 1962(بعد ربع قرن من كفاح الاحرار) ،كان اكثر من دافع عنها وحاول حمياتها ابناء هذه المناطق، لأنها مثلت للجميع  الفرصة التاريخية الناجزة، لصياغة دولة المواطنة، على قاعدة التشارك، والمساوة .غير ان هذا الحلم سيتبدد، بعد وقت قصير حين تكشف للجميع ان الازاحات المتعاقبة للخط الجمهوري وطاقته الشابة، التي كانت احداث اغسطس  1968، التعبير الواضح عنها، كانت بغرض اعادة ترتيب السلطة داخل بنيتها الطائفية الصلبة، وان تجملت ببعض رموز التيار المشيخي، وبعض من سياسيي وعسكر اليمن الاسفل، الذين عبروا عن ذواتهم وانتماءاتهم بواسطة حركة الخامس من نوفمبر  1967م (التي مثلت الانتصار الناجز للتيار المحافظ داخل البنية السياسية للجمهورية الوليدة).

اما الاكثر تعزيزا لهذا الخط، ستكون المصالحة الجمهورية /الملكية  التي رعتها السعودية مطلع السبعينيات، التي  اصبحت اللاعب الرئيس الاوحد، بعد انسحاب الجيش المصري، مستفيدة من نتائج الضربات (الماحقة) التي وجهتها طيلة سبعة اعوام لمشروع التحول، الذي بشرت به ثورة سبتمبر. وهو ما جعلها ، قادرة على فرض سياساتها وايديولوجيتها الدينية، بغير ارهاق،  ولو بذات المال السياسي ،الذي انفق على المشايخ والضباط وكبار الموظفين، الذين فتحوا البلاد برمتها، لتستنبت فيها ادواتها التقويضية لمشروع الثورة، بدءا من خلق تعليم  ديني مواز للتعليم العام ،عرف منذ منتصف السبعينيات باسم المعاهد الدينية، وجعلت من امر انقسام المجتمع ثقافيا امراً بائناً، وانتهاء بخلق  سلطة  هشة موالية.

وخلال عقدين كاملين سيتقوى تآلف سلطة استبدادية، مكون من الزعامات القبلية وضباط جيش موالين ورجالات دين متشددين، وستتعزز ادوات حكمهم من خلال  استقرار اقتصادي نسبي بفعل الطفرة النفطية التي شهدتها المنطقة بعد حرب حزيران / يونيو 1973.

لكن قبل ذلك لابد من الاشارة، انه وبعد ان ضربت الفوضى المدمرة  كل شيء في البلاد، وأوصلتها الى حالة الانهيار الشامل مطلع السبعينيات ، تخلقت حالة جديدة داخل الجيش، افضت الى (حركة) الثالث عشر من يونيو 1974،التي قادها ابراهيم الحمدي، وخليط من الضباط ذوي الانتماءات السياسية والقبلية والجغرافية المختلفة. وفي سنوات ثلاث ونيف، قدم الحكام الجدد انموذج خارج رغبة الشقيقة وحساباتها، مستفيدين من النزوع  الشعبي الجارف، لاستعادة ثورته، والاهم استعادة قراره السياسي المختطف منها اومن حلفائها. لهذا دفع الحمدي حياته، ثمناً لمغامرة شديدة الخطورة، استهدفت بالأساس مشروع القوى التقليدية (بجناحيها القبلي/الديني) التي راهنت عليه الجارة كسلطة مستدامة.

وفي يوليو 1978 ،آلت السلطة الى احد الضباط  الموالين(علي عبد الله صالح) ،الذي عمل على مدى ثلث قرن  على بناء سلطة امنية متعددة الاذرع ، ومن  تطييف اوسع من التحالف  ذاته للقوى التقليدية (مشايخ وعسكر ورجال دين)  بدلاً عن بناء  دولة ، توفرت على الارض الكثير من شروط بنائها آنذاك، مثل الاستقرار الاقتصادي، والتقاربات بين الشطرين التي شهدتها مرحلة الحمدي.

اما جنوب اليمن،  الذي نال استقلاله عن بريطانيا اواخر العام 1967، سترتبط مشاريع الحكم فيه ،بتجارب يسارية ،اكثرها تعيينا كانت تجربة الحزب الاشتراكي اليمني(1978)   الذي لم تكن الروافد التأسيسية له  يسارية صرفة، بل وكانت ايضاً قومية شديدة الخصوصية، بعد ان اجرت الفصائل، الي انضوت تحت مشروعه الوطني على تجاربها النظرية الكثير من المراجعات، لتتماهى مع الخطاب اليساري الجاذب ايديولوجياً ،التي حاولت الحركات السياسية الحديثة في الوطن العربي ومنها اليمن الاحتماء به، بعد الانهدام الكبير للحلم القومي،  بعد نكسة يونيو/ حزيران 1967.

خليط هذه التوجهات، التي تطابقت ربما مع الرغبة الجامحة عند قادة الدولة في الجنوب (بمثاليتهم ) الثورية ورومانسيتهم الايديولوجية،  في اقامة دولة وطنية، جعلت الجميع   يتبارون على اكثر من قاعدة لتجسيدها، لم تخل من لُعب الدم و الازاحات القاتلة للشركاء والرفاق ،في سبيل تقديم  حالة  مغايرة، في بنية شديدة التعقيد لهذا كانت دولة (جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية) التي تحولت على مدى عقدين الى انموذج دولة اكثر تعيننا من نظيرتها في الشمال، غير ان هذا التحقين الجاذب لم يخل هو الاخر من خضات  دموية عديدة، وضخ امني مرعب في حياة الكثيرين من ابنائها

لهذا لم تكن احداث يناير  1986، الا تتويجاً لمحطات التنازع على السلطة بين رؤوس متعددة ، بمحمولات لم تتخلص هي الاخرى من امراض (مناطقية) واضحة، اعادت التذكير بالبنية العميقة للمجتمع القبلي المعقد، الذي حاول المنظرون الأيديولوجيون في الحزب القفز عليه قسراً.

الاحداث هذه هي  الاكثر ايلاماً، وايذاء لروح الحزب، اذ شكلت المنعرج الاخطر في البنية التنظيمية والشرخ النفسي الكبير في المجتمع ،ومع ذلك ظل الحزب  يمثل للقوى الجديدة و للكثير من اليمنيين، الملاذ الاخير للحلم الذي بدأ يتآكل بفعل تماسك القوى التقليدية المتربصة بحوامل التغيير في الشمال والجنوب .

 دخول الحزب  في الوحدة الاندماجية الفورية في مايو 1990 ،في ظروف عاصفة اجتاحت العالم ،بعد سقوط جدار برلين وتمثيلات التجلي للقطبية الواحدة ،ورواج مقولات نهاية التأريخ والايديولوجيا ،لم يكن في سياقه الاوحد هروبا للأمام كما تحاول قراءات الخصومة الاعتداد بسلاحها السهل ،وانما بتلك المسحة الثورية الرومانسية والعاطفية المنغرسة في ذهنية قادته واعضائه معاً، التي ارتأت في الوحدة هدفا استراتيجيا وطنياً متوجب التحقيق، كما جاء في شعار الحزب المركزي وأديباته ،ولان الشارع برمته عول على الحزب ،اعادة انتاج اللحظة التاريخية المختلفة في الدولة الجديدة، بدلا عن القوى الظلامية التي ناصبت الوحدة ومشروع دولتها العداء منذ اللحظة الاولى، عمدت هذه القوى بتطييفها الواسع (قبلي/ديني/ عسكري)الى نصب عشرات الكمائن للحزب، بهدف تشتيته لتصل الى تصفية كوادره العسكرية والامنية والسياسية، قبل جره الى مستنقع حرب صيف 94 ،التي خاضتها قلة قليلة من قواته دفاعاً عن الجنوب من الاستباحة.

ارتباط  قيام الدولة الموحدة بالتعددية السياسية وحرية التعبير، اتاح للكثير من الاحزاب (الدينية والقومية واليسارية) والصحف، الاعلان عن نفسها، في مشهد تبشيري مختلف، لكن سرعان ما سيزول هذا الوهم، حين حولت السلطة  الغالبة ذاتها، وبعد صيف 94، هذا المشهد الى لازمة ديكورية فارغة لتسويق نفسها في الخارج ،باعتبارها حالة  ديمقراطية ناشئة، دون ان تعمل على تقوية حضورها في الحياة العامة، بل وعمدت الى اضعاف الاحزاب اما بشقها وتفتيتها، او بتأبيد قيادتها(الديكتاتورية) التي داخل الكثير منها في شبكات مصالح مع النظام .

في مطلع الالفية،  بدأت تبرز التعارضات الحادة بين رأس الحكم وحلفائه ،بعد ان ادرك اصدقاء الامس ان علي عبد الله صالح ، يبني مشروعه الخاص في الحكم، وتوريثه على حساب الجميع ،الذي بدأ بتحييدهم، او التخلص من اقو يائهم في حوادث متفرقة .

وخلال العقد الاول من الالفية ستسيل مياه كثيرة في مجرى السياسة المضطرب ،اذ سيشهد اوسع تحالف سياسي للمعارضة من احزاب  وتنظيمات، ظلت  نقاط التقاطع التي تتحكم بمسارات تحالفاتها اكثر من توافقات الثقة فيما بينها، وساعد على استمرار هذا التحالف الهش،  تصدعات  بيت الحكم ذاته ،ابتداء من انتخابات الرئاسة في سبتمبر 2006م التي خاضتها المعارضة بشخص فيصل بن شملان،  حاصدة صوتاً جارفاً في الشارع، عبًر عن ملله من تأبيد حكم صالح.

وتُبعت هذه اللحظة  ببروز الحراك السلمي في مطلع العام 2007م،الذي اختزل صوت المعارضة في الجنوب،  المناهض لاستبداد المركز الذي مارس اقصاء للكادر و تجريفاً بشعا للثروة والمقدرات والهوية في مناطق الجنوب، فاجتذب اليه كامل الشارع هناك، فارتفعت اصوات مطالبه من اصلاح مسار الوحدة، الى مرحلة فك الارتباط ،مع ارتخاء قبضة السلطة في الامساك بالملفين الامني والاقتصادي، وظلت تناور فقط بالملف السياسي، مع خصومها المدجنين، اللاهثين وراء فتات التقاسم!!

 وحين وصلت تباشير الربيع، صاغ اليمنيون ربيعاً مختلفاً ابتداء من فبراير 2011،الذي زلزل الارض المائعة تحت اقدام الحاكم، لتتمكن المعارضة السياسية، وتحديداً حزبها الاكبر (تجمع الاصلاح بأذرعه القبلية والعسكرية) من استحضار السلطة من بوابة المبادرة الخليجية (التي ابقت على النظام وحصنت رأسه)، ليلتبس بها حد الالتصاق الفج  بعد نوفمبر 2011،دون ان يعمل على تهيئة ارضية  صلبة للمشاركة ،التي كانت  بحسابات متعددة  لا تخدم مشروعه التمددي في بنية الدولة الرخوة ،التي اديرت خلال فترة الانتقال بفلسفة الحكم السابقة، التي لم يكن الاصلاح بعيداً عنها اصلاً.

نزوع التقاسم بين الحزبين الكبيرين (المؤتمر والاصلاح) المترافق مع ازمات اقتصادية وفساد مستفحل، اتاح لقوى جديدة (قديمة) ،صقلت مشروعها  المظلومية التاريخية ،وجنون الحروب الستة التي خاضتها ضد النظام في صعدة بين (2004و 2009) ان تقدم نفسها للمجتمع ،كحالة  كفاحية لتخليص البلاد  من حالة الخطف الطويلة، كما قالت، واستطاعت في ظرف عامين ان تلتقط الكره في ملعب مهيأ، وتضع نفسها كبديل لكل القوى السياسية التاريخية والتقليدية بما فيها الاحزاب، التي ظلت لسنوات تمثل لحظة الديكور الفارغ للعملية السياسية المعطلة.

هذه القوى (الحركة الحوثية) ،وخلال الاشهر الاولى من سيطرتها، تبين انها، ليس اكثر من واجهة للحلقة الاضيق لنظام صالح، الذي ارادها ان تكون مخالب لتصفية حساباته مع خصومه القبليين والسياسيين، والاهم الانقلاب على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني،  وانها بذات الادوات البالية، اعادت انتاج الاستبدادين الديني والسياسي ،في حياة اليمنيين بكثير من العجلة والتهور.

 (2)

الان وبعد عام ونصف من تكتلها مع نظام علي صالح، كتحالف حرب داخلي ضد اليمنيين، يمكن القول  انه اتاح لطرف خارجي ان  يخوض حربه ايضا، تحت لافتة دعم الشرعية، وهو اصلا ، يحاول ابقاء الجغرافيا ونظام الحكم في متناوله، بعيدا عن لاعب جديد، حاول استعراض عضلاته في الحدود الجنوبية الرخوة للسعودية، في مناورة عسكرية في مارس 2015، بواسطة قوى غير محكومة بالعقل السياسي الناضج، مهدت لهذا الزلزال الكبير.

يراهن التحالف الداخلي  اطالة امد الحرب بضخ مئات الشبان من فقراء الشمال الى تعز  والحدود الشطرية السابقة في حروب (استرداد) مقدسة، من باب كسب المزيد من الوقت ،على امل ان تتدخل بعض القوى الاقليمية والدولية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من هيبة الجماعة، التي لا تقهر !! او جعل صالح في وضع تفاوضي محسن، للخروج الآمن، بعيدا عن الملاحقة والاقتصاص.

الرصيد الذي يستنزفه تحالف الحرب الداخلي يومياً، بحصار المدن وتجويعها وتعطيشها وقصف الاحياء السكنية (انموذج تعز) والتخدير الاعلامي بالصمود الاسطوري للشعب المغلوب (الذي ينفق وقته في طوابير الغاز والماء والبترول وبوابات مراكز الاغاثة) ،يقول بان اللاعقل  السياسي وشهوة الانتقام، هي المشغل الفعلي لهذه المغامرات ،اكثر منها استراتيجيات ادارة الحرب والازمات.

لم يعد تحالف الحرب الداخلي من يمسك بزمام المبادرة، بعد فقدانهم الكثير من المواقع الهامة على الارض في الجنوب ومأرب والشريط الغربي الساحلي لتعز وحجة، وحدها السعودية غدت اللاعب الرئيس في البلاد كما هو الحال طيلة السنين الخمسين المنقضية ،فالمال والقوة العسكرية وحلفاء الداخل ،وقبل هذا وذاك  انشغال حلفاء الحوثيين وصالح الاقليميين والدوليين (ايران وروسيا) في معركتهم المقدسة في سوريا، يجعل الملف اليمني سعودياً خالصاً.

السعودية ستعمل بكل الوسائل للخروج بانتصار واضح،  مهما بهظت تكاليفه، وذاق اليمنيون (الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب) من جرائه الويلات (من قتل وتجويع وحصار ونزوح)، فالانتصار غير الكامل، سيكون عندها كأس السم الاخير، الذي سيعرض الاسرة الحاكمة للانقسام والجغرافيا التي اقامت عليها دولتها (الاصولية)  بالحيلة للتفكك.

في سبيل نصر كامل  ومكلف، ستدمر السعودية كل شيء في هذه البلاد ولن تعمر شيئاً في المستقبل، وفي سبيل وهم الصمود  سيضحي تحالف الحرب  الداخلي بكل شيء امتلكه اليمنيون بكد السنين، والضحايا وحدهم بسطاء هذه البلاد وفقرائها ،الذين تقذف بهم الآت الحرب العمياء، الى ما هو ابعد من الحياة، دون رأفة من احد. حرب صار من الواضح ان لا احد قادر على ايقافها ،قبل ان تنضج ظروف ايقاف نظيرتها السورية !!

حرب انتجت طبقتها العابرة للطائفة والجغرافيا والتراتب الاجتماعي، الصاعدة بقوة الصاروخ المعتاشة من اوجاع البلاد  وتشظيها، و التي لا تريد لأصوات الرعب ان تصمت ،ولا لرائحة  الموت ان تنطفئ ، لأن ذلك هو الشريان الممتلئ الذي يمدها بالحياة ، ولا تريده ان يتيبس ويجف.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية
للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة 
@aleshterakiNet 

 

قراءة 3368 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 23 آذار/مارس 2016 10:50

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة