الفنانة شروق تروي قصة أغنية "ما ليس مقبولا ولا معقولا"

الثلاثاء, 09 أيلول/سبتمبر 2014 17:10 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

المقا لح لم يجد غير الدموع ليعبر عن تأثره الشديد بالأغنية التي كتب كلماتها

---------

لم يوافق الدكتور عبدالعزيز المقالح في البداية على أن تصبح قصيدته "هجاء وطن" أغنية. هي قصيدة تحمل هجاء شديد اللهجة للوطن وأبنائه، ثم أنها قصيدة ليست غنائية من وجهة نظره. الفنانة شروق تحدثت في هذه الدردشة عن القصة الكاملة لهذه الأغنية.

 كنت قد ألتقيت بها أكثر من مرة في السابق في فعاليات مختلفة، لكن لم يسبق لي الحديث معها، ومؤخرا قبل أسبوعين تقريبا، كانت حاضرة في احدى الفعاليات.

قلت لمن حولي بأن أي صحفي ناجح لن يهدر هذه الفرصة، فهو سيعرض عليها اجراء حوار قصير، أو على الأقل دردشة حول أغنيتها الناجحة "ما ليس مقبولا ولا معقولا". بمجرد ما سمع الرفيق ابراهيم الأزرقي هذا، طلب مني القيام على الفور والذهاب إليها، قال: أنت صحفي، وهذه فرصة، وقصة الأغنية لا تزال مجهولة.

 لم يسبق لي أن قمت بإجراء حوار صحفي، أعني لم يسبق لي أن جلست مع أحدهم أطرح الأسئلة وأدون ما يقوله، وعندما يكون عليّ آخذ معلومات من آخرين، فإن التلفون وسيلة مناسبة لذلك، لكن بتشجيع الرفيق ابراهيم اقتربنا من الفنانة شروق وطرحنا عليها الأمر فوافقت على الحديث.

بدأت قصة الأغنية التي أستمع لها  كل اليمنيين ووجدوا أنها تعبر عنهم، باقتراح  على الفنانة شروق محمد، طرح من قبل مدير البيت اليمني للموسيقى فؤاد الشرجبي. قال لي: هذه قصيدة جديدة للدكتور المقالح، جربي تلحينها قد تصبح أغنية. أعطاني صحيفة نشرت فيها القصيدة، لم أعد أتذكر أسم الصحيفة.

أخبرتها بأن القصيدة نشرت في صحيفة الثوري، لا زلت أتذكر ذلك، في الصفحة الأخيرة على وجه التحديد.

واصلت شروق حديثها: "صباح اليوم الثاني صادف أن المقالح يزور البيت اليمني للموسيقى، أخبره فؤاد بأني سأشتغل على القصيدة، لكنه لم يرحب بالفكرة وأبدى معارضة شديدة".القصيدة ليست غنائية بحسب ما يرى المقالح، قال: "وزنها ليس غنائي، سأعطيكم قصيدة أخرى لتقوموا بالعمل عليها". لكن فؤاد الشرجبي أصر على أن تجرب شروق تلحينها، وفعلا دخلت الاستديو وشرعت في البحث عن لحن مناسب.

تتذكر شروق، "شدتني القصيدة بقوة، من المرة الأولى التي قرأتها فيها بعد اقتراح فؤاد، وأثناء العمل عليها، حرصت على أن تكون موجهة للجميع"

تغيرت القليل من معالم القصيدة بعد أن أصبحت أغنية، قالت بأنها تجاوزت بعض الأبيات، بحسب ما يفرضه اللحن والأداء، ثم قامت بتغيير الاسم، من "هجاء وطن"، إلى "ما ليس مقبولا ولا معقولا"، العنوان الأول باعتقاد شروق كان كثير سوداوية.

 لم يستغرق منها أمر البحث عن لحن مناسب للقصيدة وطريقة لأدائها الكثير من الوقت."بعد وقت قصير خرجت لهم وقد لحنت الأغنية وأديتها، ثم أديتها أمامهم وعندما أستمع لها المقالح لأول مرة، فإن الدموع انهمرت من عينيه، كان متأثرا بالأغنية بشدة ولم يتصور أنها ستصبح بهذا الشكل".

كانت البلد تعيش أحداث ما عرف بالثورة الشبابية، ولأن الأغنية تحاكي هذا الوضع، فقد قام "البيت اليمني للموسيقى" بتبني اخراجها بسرعة، ثم تم انزالها على موقع "يوتيوب" أواخر العام 2011، فحققت عدد كبير من المشاهدة، الأمر الذي جعل بعض القنوات الفضائية تبدأ في عرضها، ولا تزال الأغنية تعرض في القنوات إلى اليوم.

تقول شروق أن نجاح الأغنية جعلها سعيدة للغاية، فهي لم تتوقع أن يصل إلى هذا الحد، فجميع أطراف الأزمة (من كانوا مع الثورة ومن هم ضدها) استقبلوا الأغنية بكثير من الترحاب، كانت بمثابة جامع مشترك.

لكن هناك شيء أساءها بل وأحزنها. هناك من كان يتداول الأغنية في مواقع التواصل الاجتماعي وهي مرفقة بصور بشعة لناس قتلوا في الأحداث. "لم أكن أريد أن يتم استغلالها على هذا النحو" قالت لي ذلك بتأثر "فهناك من أراد أن يجعل من الأغنية هجاء موجه لمن يعتبرهم خصومه".

شروق هي ممثلة أكثر من كونها مطربة، لكن هذه الأغنية الناجحة قد تغير مسار حياتها، فهي أصبحت تفكر بمشاريع غنائية كثيرة يمكن الاشتغال عليها خلال المرحلة القادمة.

 كانت شروق قد تخرجت من معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى ـ عدن. أول عمل درامي شاركت فيه كان في 79م وحمل اسم "حكاية من الحارة". لكنها كانت قد شاركت في اعمال فنية قبل ذلك، وفي كثير من الأعمال الفنية خلال المرحلة اللاحقة وهي أعمال موزعة بين الدراما والمسرح والغناء.

مثلت اليمن في عدد من الفعاليات والمهرجانات الدولية، وحصلت على الكثير من الجوائز الفنية أبرزها، جائزة أفضل ممثلة في المهرجان الدولي للمسرح التجريبي عام 2005.

قراءة 3490 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 09 أيلول/سبتمبر 2014 20:51

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة