ما لم يقله محمد من فاعلاتن فعول

الإثنين, 14 نيسان/أبريل 2014 23:39 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

المدينة متروكة للضجيج

لا السقاية لي

لا

ولا شأن لي الآن في شق درب الحجيج

وحده الغار مأواي

تلك خديجة سيدة الرمل والبيت والناس

صادقة كالمياه

وطاهرة كالأريج

العناكب في بهو غاري

اتكأت على حجر ومدى الكون جاري

والرؤى كالقوارب في ماء هذا التأمل

تعبر شط الخليج

قلقي كالقوافل في ساعة الصمت نحوي ومني تهيج

الصحارى مروج الزمان البهيج

وحديثي حمائم ضاحكة فوق برج النشيج

الغمامة قمصان دربي

وظل السماوات حولي نسيج

" يامحمد إقرأ"

ماذا سأقرأ والناس طين

وطين التراب ترابُ

لا تحس تلابيب ثوبي

أيا أمر ربي

الظلام ادلهم ونوري خضابُ

أحدق في ملك وأردد قول الحبيب

وهمي كتابُ

سأصدع بالأمر سرا وجهرا

فكل الوجود خرابُ

دعوا ايها الوثنيون تمركم وكلوا

وازيحوا تماثيلكم

فالسعير عقابُ

لماذا قبلت النبوة؟

هل شق صدري الملاكان كي لا تزيد الهواجس

هل ارضعتني حليمة كي يعتريني العذاب الفصيحُ

القصيدة خارطة

والأغاني ريحُ

إذن دثروني

نعم دثروني

فعظمي حطام

وكل جريحُ

وصبوا قليلا من الماء

سدوا شواقص حجرتنا

الغبار مدى

والنعاس مريحُ

سأكون طريح الحصير

فلا توقظوني إذا أغرقتني الكوابيس

أو جاءني طائر أخضر ريشه ناعم

وصداه مديحُ

السماوات زرقاء

والماء بين الحصى

أشعث أغبر

والدروب كما البقعة البكر

لا صرتي

او بقايا الظلال ستكفينني

لا ولا سأؤجل أمري

خطاي على رسلها

وأنا سأباغت هذا الوجود بشيء

أما كان قد أوقد النار في عينه ذات درب إلى الشام

قد أتذكر كيف أستوت في طريقي الجبال

وكيف تحول وقتي سنا وانسكاب

المدائن لا باب غير السلام

ولا قلب يقوى على صد عذب الكلام

السماء قريبة روحي

ومكة جرحي

هو باخع نفسه الصبح

والعصر قافية مثقلة

الموازيين بالقسط

والحب ما أثقله

كل زاوية من زوايا الوجود

تجيء على شكلها المنقلة

في الأزقة حلم اليتيم

وفي كنف الجد والعم

مذ كنت أفطن

والبيت معمورة

والقبائل لا تعشق الحوقلة

خنجري حكمة

والشرايين تعشق كي تصقله

القبائل صاقلة السيف

كم تتعطش كي ترتوي من دمي

قلت لو وضعوا الشمس

أو وضعوا قمرا بجواري

أنا ما تخليت عن حلمي الأممي

هم الناس كافة أسنان مشط

سواسية سيكون التناغم

سوف تبث العدالة كل حروف فمي

وأنا سأهاجر ليلا

فنم يا علي هنا

وأبوبكر سوف يرافقني

لا قريش ستفلح في غيها

لا ولن ينجح الزمن الطوطمي

لا سراقة أقدر أن يدرك الغار

إنا غشينا على بصر الغادرين

الحمامة فوق الرمال

والصخور احتمال

هوالعنكبوت صديق النبيين

يا صاحبي لا تخف

السماء أخف

والطريق إلى يثرب الحب مفروشة بالورود

النجوم عرائس بحر الخيال

وبي قلق وشجون

الهوى طائر

والقلوب سجون

المؤاخاة قادمة

وأنا سأدل القبائل كيف تعيش

سأهذبها علني أستنبت الآن للروح ريش

الكواكب كالورد في باقتي

فاتركوا ناقتي

واحذروا العقل من عقله أن يطيش

هاهنا الشمس أصفى

وأسطع حين يجيء البكور

خلف تلك الصخور الطراوة للفجر

كم طائر ذاد عن ريشه في الوكور

يا حنيني ويا قلقي

وجع الروح في أرقي

الطوائف في هدنة ها هنا

سأقول لمن هاجروا من هناك:

اذهبوا فالنجاشي في الحبشة

ليس منا الترهبن والزيف والدروشة

لن أشق على أمتي

قالها

وأتى الناس من بعده

وتلاشى البريق

البريق الذي في الكتاب

هل أعود إلى الناس

أعبس في كل وجه

وأصرخ ملاء فمي

إنني لم أقل كل هذا الذي يتراكم

كل الذي شق

كل الذي أثقل الناس بالبغض

هل سيفيد العتاب؟

ما تمذهبتُ

ما كنتُ يوما نبي التمزق

لملمت كل جزيئات هذا الوجود

وحاولت أنسنة الناس

آخيت بين الخناجر والدم

لا تتقدم يا غضب اللف والدوران

ولا أنت أفضل منه

ولا أي شيء تخلى عن الأمر

كونوا بني آدم يا بني آدم

واتركوا الأبلسة

هل رأيتم نهارا جميلا كصبح التلاميذ في المدرسة

ستكون البراءة نهج الزمان البريء

والشموس ستضحك كي تقهر اللحظة القارسة

لا آل بيتي

ولا صحبتي يدركون المآل

أنا لم أكن خارجيا

ولم أتعثر في طرقات التلال

سوف يأتي زمان السياسة يجرف كل السنا والجمال

فاحذروا واصبروا

وازرعوا في الدروب الفسيلة

والبحر أوله غيمة

ونهايته عشبة في قلوب الرمال

ما تعمدت في غزواتي الدمار

(الحديبية) السر

والجهر عند السماء انهمار

في (الطواسين) واللام ألف

نتوحد إذ نختلف

الكواكب سيارة

والأراضيين سبع الوجود

ما توحشت الشجرات ولا الحجرات

فماذا دهى الطين يفترس الماء واليابسة

الزمان غصون كرمش النساء

وسحب السماوات تدمع كالأعين الناعسة

قلت: رفقا بقارورة الماء

ماء الحياء

وماء الحياة اعملوا

واقطفوا من ورود أياديكم

وازرعوا

واقطعوا نسلها الساعة اليائسة

لا تغرنكم (بدر)

مازال في أفق النور ديجور

والحور والدر منثور

فلأقرأ " الطور"

كي تسخن الومضة القارسة

انصرف

واغترف من تواريخ ماضيك كي تسلك الوجهة الحارسة

قوتي واهنة

حيلتي آسنة

ودمي في الطريق

لا المدائن تدرك منقذها

لا ولا خوفها سيزيد الحريق

القبائل لن ترعوي

والنفاق بريق

فلك العتبى يا خالقي

لي ألا تضيق بي الأرض

ألا أُحمل ما لا أطيق

قلتُ صبرا جميلا

ولن يفلح السوس في هتك عرض الرحيق

2007

قراءة 2174 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة