الصراري: الحرب ستحول الخلاف المذهبي الى إنقسام طائفي وهذا خطر كبير يهدد مستقبل اليمن ويهدد وجودها

الأحد, 19 حزيران/يونيو 2016 23:41
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الصراري: الحرب ستحول الخلاف المذهبي الى إنقسام طائفي وهذا خطر كبير يهدد مستقبل اليمن ويهدد وجودها

الخميس, 14 أيار 2015

أكد الاستاذ علي الصراري عضو المكتب السياسي في الحزب الاشتراكي اليمني ان مؤتمر الرياض المزمع انعقاده في السابع عشر من مايو الجاري لن يكون مؤتمراً للحوار لأن مدته قصيرة، وبعض الاطراف لن تحضر، موضحا أن تحديد مده مؤتمر بيومين يجعل عمل من هذا النوع من الصعب أن يتم فيه حوار، وحوار حول قضية معقدة وتدور حولها تباينات كبيرة.

وقال في برنامج حواري بثته قناة السعيدة الاسبوع الماضي حتى الآن لم تتضح الدعوة لعقد هذا المؤتمر ولا زال هناك أحاديث أحيانا تتناقض وتزيد الصورة غموض، البعض يتحدث عن أن هذا ليس مؤتمر للحوار وانما مؤتمر للقرار، والبعض يتحدث عن مشاركة كافه الأطراف، وهناك من يتحدث عن استبعاد أطراف.

وأضاف: حتى الآن كما يبدو أن الامور ليست واضحة بشكل مضبوط، ولكن اذا ما عُقدْ هذا المؤتمر فوفقاً لقرار مجلس الأمن لا يكون هذا المؤتمر بديل للحوار بين القوى السياسية.

واوضح الصراري ان قرار مجلس الأمن  تحدث عن مؤتمر الرياض باعتباره مؤتمر يكمل الحوار بين القوى السياسية والحوار الذي ترعاه الامم المتحدة، وبالتأكيد ان الحوار الذي  ترعاه الامم المتحدة وقد كان يدور هنا داخل صنعاء، وكان قد تناول القضايا المختلفة فيما يتعلق بالتطورات.

واضاف: القبول بالحوار والاستعداد للمشاركة فيه يجب أن يكون موقف مبدئي ثابت، اما فيما يتعلق بموضوعات الحوار اعتقد أنها لا تأتي منفصلة عن الظروف والاوضاع الملموسة التي يجري فيها الحوار، نحن كنا نتحاور في صنعاء وفي ظل أوضاع معينه وقطعنا فعلاً شوط في الاتفاق حول الموضوعات، ولكن أعتقد انه الان أشياء كثيرة تغيرت، هذه المتغيرات لا بد أن تنعكس على أي إتفاق يتم التوصل اليه، وأقصد بأن أي اتفاق لا يأتي منفصل عن الظروف وعن الأوضاع القائمة.

وشدد الصراري على أنه لا ينبغي أن يكون هناك شروط لأجراء الحوار لا فيما

 يتعلق بالموضوعات ولا فيما يتعلق بالمكان، منوها الى انه حيث ما نستطيع ان ندير حوار وحول أية قضايا لا ينبغي ان نتأخر، علينا أن نذهب الى الحوار.

وتابع: هذا الكلام ليس موجهاً الى أنصار الله لوحدهم ولكن أيضاً للآخرين الذين يضعون شروط مسبقه حول الحوار، انا أعرف بأنه من أجل أن تتوقف الحرب نحتاج الى حوار، ولهذا اشتراط ايقاف الحرب من أجل الحوار معنى هذا أن الحرب لن تقف ولن نجري الحوار، فعلينا أن نتحاور من اجل ان نوقف الحرب.

وحول مكان الحوار قال : موضوع المكان كان مطروح حتى ونحن نتحاور في صنعاء، كانت هناك بعض الأطراف تطرح أن صنعاء ليست هي المكان المناسب لإجراء الحوار، لأن صنعاء تخضع لسيطرة طرف معين وهذا يجعل أي اتفاق يتم التوصل اليه محل شبهة بأنه جرى بضغط من هذه القوى التي تسيطر على صنعاء ولهذا كان موضوع المكان هو لإبعاد هذه الشبهة السياسية عن أي إتفاق يتم التوصل اليه، وكان مطروح عدة أماكن خارج الوطن.

وتابع: وكان لنا في الحزب الاشتراكي اليمني رأي حينها أن نحرك الحوار داخل الوطن اولاً، يعني أن نعقد جلسات في صنعاء ثم ننتقل لعقد جلسات في عدن ثم ننتقل لعقد جلسات أخرى في تعز وبالتالي نحرر الحوار من الشبهة السياسية للمكان الذي يعقد فيه، الآن الظروف تغيرت والوضع تغير وانا أعتقد ان يكون هناك حوار الخارج هو مسألة عملية، لكن لا ينبغي التأخر عن تحديد مكان معين يتم فيه الحوار، الآن مطروح مكانين الاول مؤتمر الرياض وحوار في جينيف ترعاه الامم المتحدة.

وأوضح الصراري أن مؤتمر الرياض لن يكون مؤتمر للحوار لأن مدته قصيرة، وبعض الاطراف من الواضح انها لن تحضر، لكن كجزء من العمل السياسي ومن الحركة السياسية لا بأس أن يكون هناك ايضاً مؤتمر في الرياض ولكن في الوقت نفسه لا بد من ان تلتقي كافة الاطراف وتحت رعاية الأمم المتحدة من أجل أن نستمر في الحوار.

وفي السؤال عن هل سيبدأ الحوار من الصفر او من حيث ما إنتهى قال: الآن الوضع تغير وعلينا أن نأخذ هذا الوضع المتغير بعين الاعتبار ونحن نشرع في عملية الحوار، وانا لا أقول بأن نبدأ من الصفر، وان نبدأ من حيث انتهينا هذا أمر صعب، ولكن علينا فعلا أن نبدأ من حيث ما أمكن، أهم شيء أن نبدأ وانا أعتقد بأن الحوار بعد ذلك سيجعلنا ننتقل من أجواء الحرب وأجواء التوتر الى أجواء البحث والعصف الذهني.

وأكد الصراري أن مبرر مجابهة القاعدة والدواعش في تعز وعدن والضالع هو مبرر غير حقيقي، وادعاءات، فالمعركة هي من أجل السلطة ومن أجل السيطرة عليها، ولها أهداف سياسية وليست معركة ضد القاعدة وداعش.

وقال: أن سيطرة القاعدة على بعض المناطق جاءت بالتواطؤ من قوى على صالح  الحليف مع أنصار الله في هذه الحملة على تعز والضالع وعدن، وانا أقول بأن المعركة لها أهداف سياسية، ولا يكفي أن يبرروا هذه المعركة بمجابهة القاعدة وداعش فهذا لم يعد مفهوماً ولم يعد مقبولاً.

وأضاف: نحن نعرف تماما أن السلطة هي ما يبحث عنه الجميع، وأن خروج الرئيس عبدربه منصور هادي الى عدن حوّل عدن الى هدف لهذه الحملة فليس مقنعاً بأنهم ذهبوا الى عدن لكي يحرروها من القاعدة ولكن ذهبوا للسيطرة عليها لأن الرئيس أعلنها عاصمة مؤقتة بعد ان فرضت عليه الإقامة الجبرية في صنعاء.

وقال الناطق الرسمي للحزب الاشتراكي اليمني علينا فعلاً ان نطرح الأشياء كما هي وأن نفهمها كما هي، وهذه ادعاءات لم تعد مفهومة خاصة بعد أن وصلت الحرب الى ما وصلت اليه.

وتابع: الآن يجري القتل من طاقة لطاقة، ومن باب لباب، وهذا هو ما سمعناه من علي صالح في 2011، وهدد به وما وصلنا اليه، الآن يُقتل مواطنين لا علاقة لهم، تقتل نساء وأطفال لأنهم ذهبوا لجلب الماء أو المواد الغذائية.

وأوضح الصراري أن الحرب اوصلت البلد الى حالة مأساوية لا تطاق، وأي كلام عن مجابهة لحماية السيادة او للقضاء على القاعدة لم تعد مقنعة ولم يعد لها أي معنى، لأن الحرب هي من أجل السلطة ومن أجل السيطرة عليها.

وأضاف: وما دام الامر كذلك انا أعتقد الآن هناك فرصه لأن يكون الجميع مشارك في السلطة وهذا لن يتحقق الا من خلال الحوار.

وعن موقف الحزب الاشتراكي اليمني مما يدور في الداخل قال: نحن لدينا مواقف كثيرة سواء بيانات او تصريحات ونحن طرحنا مبادرة متكاملة لمعالجة الازمة، أيضاً هذه المبادرة أشارت الى هذا الاقتتال والى موقف من هذا الاقتتال.

ونفى الصراري ان يكون اللقاء المشترك قد انقذ صالح في 2011 او تحالف معه وقال: هذا غير صحيح، ما حدث في 2011 بعد المبادرة الخليجية، هو إتفاق سياسي لمنع الحرب الأهلية وليس تحالفاً مع علي عبدالله صالح، والحكومة التي تشكلت لم تكن صيغة للتحالف، ولم يكن بيننا وبين علي صالح أي إتفاق برمجي، كان هو في وادٍ واللقاء المشترك في وادٍ آخر.

وأضاف: هو ظل يشتغل لإفشال الحكومة التي يشارك بها في النصف ويشارك اللقاء المشترك بالنصف الآخر، لكن لم  ننقذه بهذه المبادرة، هو من طلب المبادرة، والمبادرة جاءت كصيغة لمنع الحرب  الأهلية في اليمن، ولكنه ظل يقاوم الاستقرار، ويقاوم الوفاق، ويعمل على إفشال الحكومة وإفشال العملية السياسية ولم نتحالف معه لا في هذه الفترة ولا قبلها.

وتابع: ما نأخذه الآن على أنصار الله أنهم تحالفوا مع علي صالح، أنهم يذهبوا معاً لخوض حرب مشتركة، وحروب علي عبدالله صالح هي حروب إجرامية عبر التاريخ من حرب صعده الى حرب 94 الى الحروب الآخيرة، ومن الخطأ أن يشارك أحد علي عبدالله صالح في إدارة حروبه أو المشاركة فيها.

وأكد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني أن الحرب ممكن ان تقف في حالتين الاولى ان يتخذ المتحاربون قرارا بالتوقف عن القتال والانسحاب والثانية أن يكسر أحدهما، وكما هو واضح الخيارين لا زالا بعيدين بعض الشيء وهذا معناه أن هناك خشية حقيقية من أن تطول هذه الحرب، ولكن إذا ما طالت أنا أعتقد أنها ستأخذنا الى مآلات أخرى وستنتج مآلات جديدة للإستمرار من دون هؤلاء المتحاربين.

وحذر الصراري من  أن هذه الحرب التي تدور بهذه المناطق ستحول الخلاف المذهبي الى إنقسام طائفي داخل اليمن، وهذا سيوجد آلية لإستمرار مهذه الحرب حتى بدون هؤلاء الذين يتقاتلون في الوقت الحالي وهذا خطر كبير يهدد مستقبل اليمن ويهدد وجودها.

وشدد على ان يكون هناك قرار تاريخي وجريء لإيقاف هذه الحرب لكي لا تذهب اليمني الى نقطة اللاعودة.

وأكد الصراري أن ايقاف الحرب لا يعني هزيمة لهذه الأطراف موضحا انه قبل أن تكون هزيمة هي ستكون تفكير عاقل وقرار عاقل وقرار مسؤول ودليل على الوطنية، لأنه بدلا من أن تدفع وطنك نحو الضياع على الأقل انت تعطي فرصة لهذا الوطن لأن يبقى ولأن يتماسك وان يستمر، موضحا ان قرار الانسحاب سيكون من أجل ان تتيح فرصة للحوار السياسي وتتيح فرصة لأن يكون هذا اليمن شراكه بين مكوناته وبين أطرافه ومواطنيه.

وأوضح الصراري أن عدد الضحايا الذين يسقطون اليوم بسبب انعدام المشتقات النفطية وشحة المواد الغذائية وإنقطاع الكهرباء، أكثر من عدد الضحايا الذين يسقطون في القتال، الحرب الآن تظهر وجهها البشع في هذه الحالة التي وصلنا اليها.

وأضاف: الآن نحن في صنعاء نخسر كل مظاهر الحياة تقريباً ونحن في المنطقة التي ربما هي أفضل بكثير من مناطق المواجهات المسلحة.

وحمل الصراري الاطراف التي بيدها ايقاف الحرب ولم تفعل المسؤولية عن الحالة التي وصلنا اليها.

وقال: انا قلت لأنصار الله تستطيعوا أن تنسحبوا من مناطق هذه المواجهات وبالتالي لن يبقى هناك أي مبرر لهذه الغارات الجوية، وحينها نستطيع فعلا أن نوحد الموقف الداخلي في منع هذه الغارات الجوية، انسحبوا وإذا جاء الخارج لغزوا بلادنا سنحارب معكم.

وأضاف: أبدئوا الآن بالانسحاب من عدن والضالع وتعز وأن تخرجوا من صنعاء وتتركوا مظاهر الدولة تبقى كدولة وبعدها إذا جاء الخارج ليغزونا سنحاربه معاً.

ودعا الصراري حملة السلاح الى أن يستعيدوا عقولهم ويدركوا أن هذا السلاح هو أداة للموت وليس أداة للحياة.

وقال: اذا كانوا يريدوا لهذا الشعب أن يعيش فعليهم أن يلقوا بالسلاح ويختاروا طريق السلام وطريق الحلول السياسية السلمية لمشاكل هذا البلد، فنحن نستطيع أن نفعل لهذا البلد كل شيء بالحوار لكننا لن نقدم لها شيء بخيار الحروب.

وأوضح الصراري انه عندما تكون لدينا معركة واضحة ومعركة عادله يكون هنا حمل السلاح شرف، اما عندما نخوض حروب داخلية وحروب أهلية يقتل فيها المرء بسبب اسمه او مذهبه او بسبب منطقته او بسبب خياره الفكري او السياسي، انا أعتقد أن هذه حروب عبثية وحمل السلاح فيها ليس قضية نبيلة تستحق أن نمجّدها.

واختتم حديثه بالقول:  لهذا علينا أن نعرف ما نوع هذه الحرب التي نحن فيها، عندما نقاوم الاستعمار كحركة تحرر وطني، فهذه حرب عادلة الشعب كله موحد فيها ونستطيع أن نحرز فيها انتصار مجيد، لكن عندما يكون الشعب منقسم والشعب وأبناء الوطن هم الذين يتقاتلوا وتسفك دمائهم فهذه حرب غير مجيدة وأرى بأن نتخلى عنها ونختار طريق آخر، وإن كان هناك مشاكل نختار طريق المعالجة السياسية لهذه المشاكل.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 9351 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة