معاناة من واقع المهرة.. قصة امرأة تقطعت بها السبل مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص – لميس الاصبحي

الخميس, 30 حزيران/يونيو 2016 02:34
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كبرنا  و كبرت اوجاعنا معنا و عانقت حدود السماء.. فهل من فرج يرفرف و يبشر بالأجمل؟ و لو حتى اكذوبة بأن القادم سيكون بخير و ان هناك غدا لا يأتي كعادته بجوع قاتل وموت يقترب رويدا رويدا و ويقضي على كثير من الاسرة المعدمة التي تعيش تحت خط الفقر.

"ميرمونة مسقنة"، اريترية الجنسية كانت مسيحية الديانة وهي امرأة اكملت الثلاثة و العشرين ربيعا من عمرها و ام لطفلين محمود 3 سنوات و صابرين 6 اشهر.

قدمت هذه المرأة المسكينة إلى اليمن  قاصدة عمان و منها إلى دبي حيث اسرتها التي تعيش هناك لعل و عسى تستطيع الوصول الى امريكا و ويلتم شمل هذه الاسرة التي قطعت اوصالها الحرب.

لكن شأت الاقدار ان تستقر في محافظة المهرة واعتنقت الاسلام وهي لا تعلم من الاسلام شيء بعد ان احبها رجل صومالي الجنسية اسمه عبدالفتاح يعمل سائق تاكسي، وحينما اتفقا على أن يتوج هذا الحب بالزواج تذكر عبدالفتاح أن ميرمونة امرأة مسيحية و أن دينه الاسلام يحرم الزواج من غير المسلمة هنا فكرت ميرمونة كثيرا بالموضوع وقررت دخول الاسلام وهي مقتنعة  بهذا الدين الذي ظلت تحلم به طيلة حياتها منذ أن كانت طفلة صغيرة و هي في موطنها الاصلي اريتريا حسب ما تقول.

تحدثني( منى )اسمها الجديد بعد دخولها الاسلام عن طفولتها  حينما كانت تسترق النظرات لأسرة مسلمة كانت قريبة من منزلهم وعن اخلاقهم العالية وحبهم للدين الاسلامي وكيف انها اقتبست منهم كلماتهم عن الله و محمد و الرحمن الرحيم، مستشعرة العطف و التسامح النابع  ومدى التراحم بين المسلمين بينهم البين ومع  الاخرين.

احببت الاسلام في قلبي منذ صغري هكذا اطلقتها بقوة و اعتزاز و دمعتها تكاد تتفجر بل صوتها يرعد ببراكين من القهر مواصلة حديثها "أنا اسلمت و لن اتخلى عن هذا الدين حتى لو كلفني ذلك حياتي".

بعد أن اعلنت منى اسلامها و نفسها تتوق شغفا لهذا الدين اكثر فأكثر لكنها لم تجد من يساعدها و يقوم بتعليمها اساسيات وفروض الدين من صلاة و صيام وغيره  فقد كانت تبذل جهد شخصي للتقرب من الله اكثر رغم معاناتها الاليمة.

تمضي الايام و منى لا تعرف من الاسلام الا كلمات معدودة سألتها هل تصلي؟ فبكل قوة ترد انا اصلي في قلبي لكني اصوم.

كم هي الحياة قاسية وكم من البشاعة تحمل لنا في طيات ايامها.. فبعد عامين من الزواج يقرر عبدالفتاح زوجها السفر والعودة للصومال غير أبه بزوجته و اولاده تاركا خلفه امرأة تخلى عنها اقاربها واصدقائها بعد اسلامها وزراجها، فمنى لم  تعد تجد منهم حتى السؤال عن وضعها بعد أن كانوا يهتموا بها و حريصين بمساعدتها و توفير المال الكافي لها وكأنها فارقت الحياة قاطعين كل روابط الصلة بأبنتهم.

بحسرة تنتاب منى و دموع تتحشرج خلف عيون قهرها الزمن و صوت يكاد يصرخ ليوقظ هذا العالم و كأنه يحمل دهرا من الوجع.. تمد يدها وتقول يا رب يا كريم جوالة في شوارع الغيضة تسأل الناس ما يسد رمق جوعها وطفليها؟؟

خطر ببالي الف سؤال و سؤال لترد منى عن كل ما كان يجول في خاطري لم ادخل الاسلام حتى امد يدي للناس لقد كنت مسيحية و من اسرة ميسورة الحال و لم يكن هذا في ديني السابق فكيف اخرج للشارع و امد يدي للناس ليس هكذا الاسلام الذي حلمت به و ليس هذا الاسلام الذي حاولت التقرب منه حتى يجعلني مرمية على قارعة الطريق اتسول و اردد يا رب يا كريم  وهل هذا جزاء عشقي لهذا الدين.

تتذكر منى بعد أن كنت أنعم بالحرير والوسادات الناعمة الان افترش الارض ترابا أنا و وطفلي والجوع ويمزق وينهك ما تبقى من جسدٍ اتعبته الايام.

فمن سيعيد لي اسرتي التي ضحت و قدمت الكثير لأجلي  وكم سيعطف عليا الاخرون وعلى اولادي والاهم ما الذنب الذي اقترفته حتى يتخلى زوجي عني و عن اولاده  واخيرا ما الذي قدم لي الاسلام؟؟

تتابع منى كلامها بحرقة جئت للإسلام  ونفسي تتوق شغفا لهذا الدين وكلي رغبة وتعمق وتقبل بمعرفة هذا الدين والتقرب من الله سبحانه.

اقف عاجزة عن مساندة هذه المرأة المسكينة، لكنها بكل ثقة وايمان تحمل اوجاعها عائدة الى عشها الترابي وهي تفكر وتبحث أين أنت يا الله.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 1597 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة