حكمة نائمة.. ولعن الله من ايقظها! مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص - فتحي أبو النصر

الأربعاء, 27 تموز/يوليو 2016 17:35
قيم الموضوع
(0 أصوات)

حتما سينفرط الوضع من يد الشرعية ويد الإنقلابيين على السواء، في حال لم يقم الطرفان بتنازلات حقيقية وعقلانية عاجلة، تؤدي إلى الحل السياسي الممكن والمنقذ واللائق لتفعيل الحد المنطقي من مصالح اليمنيين الذين انهكتهم الحرب..سينفرط الوضع جراء تفاقم التدهور الاقتصادي والإنساني والأمني، في بلد صار على الحافة تماما..سينفرط الوضع كلما صمم الطرفان على نرجسيتهم الشديدة، وتقويض السياسة، لتبقى المواقف المتعنتة والمتصلبة، ممزوجة هكذا بالاستخفاف والطيش وانسداد الأفق، وصولا إلى رفع الغطاء الإقليمي والدولي عن القضية اليمنية ..سينفرط الوضع جراء استمرار الحرب العبثية المخادعة بأوهام الحسم العسكري، والسيطرة الأحادية على البلد، في ظل عدم التزام الأطراف الخارجية بإحلال السلام وتمويل متطلبات مابعد الحرب، مفضلة التنصل والبقاء في موقع اللامبالاة ، لنكتشف بعد ضياع الآوان ان الكلمة الوحيدة صارت للجماعات المسلحة المنفلتة، ذات المزاج الفوضوي والانتقامي والاجندات الطائفية والمناطقية المشوهة والمختلة،  الأكثر تخففا من المسؤولية، والأكثر اكتظاظا بعوامل الفساد والطغيان والإرهاب، والتي لايهمها الصالح العام أبدا.

والأنكى ان الجميع في "حنبة" لكن "القمِرْ" مرض يمني بإمتياز..ولذلك يفضلون مواصلة الرضوخ لتجار ومهندسي الحروب في الداخل والخارج ، بينما هؤلاء يستمرون في دفعهم للتشدد وللانتقام، كما يزينون لهم حمقهم وفوضويتهم باعتبارهما أعلى مراحل الوطنية والحكمة..ثم بما انهم قد خادعوا أتباعهم بنتائج وهمية ومستحيلة،  رافضين الصدق مع ذواتهم و الآخرين،  فإنهم يشعرون بأنه من المهين لهم ممارسة العقلانية والسياسة والدفع بإتجاه المراجعات والسلام  .

ولذلك أيضا يستمرون في ممارسة النزق والشطط وسوء التقدير، بدلا من تقديم التنازلات الضرورية والواقعية لحقن الدماء، وتفكيك الأزمات التي تراكمت بسبب عبثهم وانانيتهم، والبدء في معالجتها بدلا من كل هذه المراوغات والاحتيالات.

إن هذا هو المحدد الفعلي لسلوك الأطراف كلها مهما انكرت ..صدقوني.

لكن يوما ما ستنتهي الحرب، ولذا ينبغي على كل من ساندوا الميليشيات ضد مجتمعاتهم المحلية، أن يبادروا و يقوموا بالدعوة للمصالحة مع مجتمعاتهم، و إذكاء مشاعر التسامح والإعتراف بالخطأ ، بمايعيد التوازن والوئام والأمان رغم كل الجراح والمواجع التي حدثت بسبب الطيش الذي بدر منهم في لحظات نزقه،  وقبل ان تتراكم الأحقاد والثأرات.على ان يتفق الجميع بشأن ضمان الحرية المذهبية والفكرية وممارسة الشعائر وتحريم فرضها أو منعها بالقوة من أي جهة كانت،  فضلا عن وجوب رد الإعتبار لكل من أسُيء إليهم،  مع رفض لغة التكفير والتخوين بالضرورة.

ولعل مثل هذه المبادرات الشجاعة والواعية ، هي وحدها الممكنة و الضامنة لإعادة ترسيخ ثقافة العيش المشترك التي تضررت وضربت في الصميم جراء الانقلاب والحرب وتداعياتهما.

ألا من حكماء!؟

أم ان الحكمة اليمانية نائمة.. ولعن الله من ايقظها!؟

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 1453 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة