المليشيات والإعداد لمعركة إسقاط تعز مميز

  • الاشتراكي نت/ تقرير خاص/ وسام محمد

السبت, 30 تموز/يوليو 2016 19:00
قيم الموضوع
(0 أصوات)

كشفت مصادر سياسية في تعز، أن تحالف علي صالح والحوثي، يعد لمعركة واسعة سيكون هدفها السيطرة على المدينة بأي ثمن، فيما يبدو أنه انعكاس لتشكيل مجلس سياسي بين حزب صالح وجماعة الحوثي، لترتيب أمور السلطة بينهما، والذي أعلن عنه قبل يومين في صنعاء.

وقالت هذه المصادر في حديثها لـ"الاشتراكي نت" أن مليشيات صالح والحوثي، باتت تطلب من المواطنين مغادرة المدينة، عن طريق تسريبات واتصالات شخصية تخبرهم بأنه سيتم اقتحامها خلال الأيام القادمة.

وأكدت المصادر أن حجم الحشد والإمدادات التي وصلت للمليشيات مؤخرا، يكشف أن المسألة أكبر من مجرد عودة الحصار، خصوصا وأنه يأتي بالتزامن مع تهجير المواطنين من مساكنهم في المناطق القريبة من مناطق التماس.

وفيما تحدثت معلومات عن تعزيز صفوف المليشيات في تعز بقوات من الحرس الجمهوري، ذات مستوى تدريبي عالي وتسليح نوعي، فقد أكدت مصادر محلية، أن مليشيات الحوثي وصالح أجبرت السكان في منطقة غراب الواقعة غرب المدينة على مغادرة مساكنهم.

وقالت المصادر أن السكان نزحوا من منطقة غراب الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي وقوات صالح باتجاه مفرق شرعب، بعد تحذيرات وتهديدات وصلتهم من قبل المسلحين والقوات المتمركزة في الجبال والتبب القريبة، والتي تم تعزيزها بقوات اضافية وبناء الحواجز فيها.

وتعد غراب منطقة تماس بين مليشيات الحوثي وصالح من جهة وقوات اللواء 35 الموالي لشرعية الرئيس هادي من جهة أخرى.

في سياق مواز، قال سكان محليون في مناطق الجحملية شرق المدينة (منطقة تماس أيضا) أن مليشيا الحوثي وقوات صالح قامت بتهجيرهم من مساكنهم، بعد أن طالبتهم بإخلائها وقولهم أن المنطقة أصبحت عسكرية.

وطبقا لهؤلاء السكان، فإن موجة نزوح جماعي شهدتها المناطق الشرقية للمدينة، بعد أن كانت المليشيات قد بدأت باقتحام بعض المنازل بالقوة والتمركز بداخلها.

عودة الحصار

منذ منتصف الأسبوع الماضي، كانت مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح قد أغلقت المنفذ الغربي لمدينة تعز، الواقع تحت سيطرتها، ومنعت دخول وخروج المواطنين والمواد الغذائية.

ويعتبر منفذ غراب هو المنفذ الوحيد الذي كان يسمح بالمرور فيه عبر خط الستين الممتد من مصنع السمن والصابون غربا إلى مفرق الذكرة شرقا، على كامل الحدود الشمالية للمدينة، بعد أن كانت المليشيات قد أغلقت كامل المنافذ التي تربط المدينة بريفها وبالمحافظات الأخرى.

وقد ظلت حركة مرور المواطنين والبضائع عبر هذا المنفذ خاضعة لأمزجة المسلحين الحوثيين وقوات المخلوع صالح، فأحيانا يتم إغلاقه في وجه المارة والمسافرين واحتجاز البضائع والعبث بها، دون أي مبرر وفي الغالب لا يسمح بمرور الشاحنات وناقلات البضائع وحتى سيارات القات إلا بعد أن يتم إجبارهم على دفع إتاوات.

ومنذ منتصف الأسبوع الماضي، عاد المواطنون في تعز إلى طريق طالوق في جبل صبر، من أجل إدخال الأدوية والمواد الغذائية وأيضا الخضروات التي أرتفع سعرها بشكل ملحوظ، نظرا لوعورة تلك الطريق وبعدها، حيث لا تمر عبرها إلا سيارات الدفع الرباعي، ولأنها ترابية وحديثة تم شقها بهدف كسر الحصار عن تعز مطلع هذا العام، فهي أيضا مهددة بالانقطاع بسبب الأمطار والسيول.

وركزت المليشيات وقوات الجيش الموالية لصالح جهودها على المناطق القريبة من المدينة والتي من الممكن أن تمر امدادات عبرها في حال أحكم الحصار على تعز.

فقد سقط يوم أمس الأول صاروخ كاتيوشا على سوق نجد قسيم جنوب غرب تعز، أطلقته مليشيات الانقلابيين من موقع تمركزهم في دمنة خير، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وجرح 6 أخرين، وتدمير عدد من المحلات التجارية. كما تم قصف قرى حمير التابعة لمديرية مقبنة في الجهة الغربية لمحافظة تعز، ما أدى إلى نزوح عدد كبير من السكان.

توسيع الحصار

وفي الجهة الجنوبية من محافظة تعز، فإن مليشيات الحوثي وقوات صالح، أصبحت تسيطر على موقع استراتيجي يسمى المنظرة في الأعبوس بمديرية حيفان، وهو موقع يطل على منطقة الخزجة وطور الباحة والمفاليس والأحكوم، وفيه أحد الطرق التي تربط تعز بلحج وعدن.

وقريب من موقع المنظرة يوجد موقع آخر يسمى "الخضر"، في حال تمكنت المليشيات من الاستيلاء عليه، فإن طريق هيجة العبد سوف تصبح تحت نيران القناصة، ما يعني أن آخر طريق تربط تعز بلحج وعدن سيتم قطعه، وستصبح محافظة تعز بكاملها واقعة تحت الحصار، باستثناء المناطق التي تقع تحت سيطرة المليشيات.

مراقبون قالوا أن استماتة تحالف الحوثي وصالح على حصار تعز من كل الجهات، يعتبر مؤشر واضح على وجود ترتيبات لمعركة واسعة سيكون هدفها إسقاط تعز وفرض واقع جديد سواء على صعيد المشاورات الجارية في الكويت، أو على واقع شكل الصراع وطبيعته.

يوضح هؤلاء المراقبون، أن تحالف الحوثي وصالح بعد توقيع اتفاق المجلس السياسي، بات يسعى لتحقيق مكاسب جديدة على الأرض، وأن السيطرة على محافظة تعز بالكامل هو أحد هذه المكاسب التي ستعزز من قدرته التفاوضية وربما فرض واقع أن الصراع هو بين شمال رتب سلطته وأصبح يستعيد حدوده القديمة وجنوب استعاد حدوده لكنه لم يشكل سلطته بعد.

ويؤكد هؤلاء المراقبون أن وضع المقاومة في تعز أصبح صعبا للغاية، فقد تعرضت خلال الفترة الماضية لعملية استنزاف واسعة، ولم تحصل على إمدادات وأسلحة جديدة كما أن إغلاق المنافذ سيصعب من هذه المهمة.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 1789 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة