عمال اليمن: بين قلق الخبز.. ومخاوف الحرب!

  • الاشتراكي نت / خاص - تقرير/ علي صالح الجرادي

الأحد, 14 أيلول/سبتمبر 2014 19:24
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في بلدٍ محتقن ومتوتر تؤجج فيه الصراعات وتذكي الأحقاد يعيش العمال خارج أرواحهم مثقلون بهموم الحياة اليومية وقلق الحصول على لقمة العيش، كخيار ضروري لاستمرار حياة أسرهم الفقيرة ومطالبها التي لا تتجاوز حدود كسرة الخبز وحق العيش بأمان .

متخذين من رصيف الشارع مقر إقامة يقضون فيه ساعاتٍ طوال تحت ضراوة الشمس وعنف الأتربة المتساقطة على أجسادهم السمراء الواقفة في وجه غبار الهزائم وانكسار الأيام المحمومة بالتعب  بحثا عن  فرصة عملٍ ما .

ومع تزايد  حدة الصراع السياسي والحربي بين قوى السيد والشيخ، تتفاقم المعيشة يوما وراء الآخر مع تدنٍ مخيف للحالة الاقتصادية العامة والدخل اليومي،  يرافق ذلك غلاء الاسعار وغياب الخدمات الاساسية .في الوقت الذي تقف فيه الشريحة الكادحة والمسحوقة من عمال اليمن عاطلة على رصيف البطالة وبلا عملٍ يقيهم حر السوق وقسوة الجوع ، فضلا عن مخاوفهم من اندلاع الحرب الاهلية  التي لا يقوون على مقاومة أزيز كائناتها المتوحشة ، لا سيما وأن الحرب بطبيعتها  لعبة في يد الأغنياء  يدفع ضريبتها  الفقراء  المخذولين بتعبهم في الحصول على لقمة الحياة. ليستمر الركض وراء  لقمة هاربة  لا تنتظر،  في حين يلعب السياسيون بأعصاب الشارع التي تكاد تنصهر أمام هذا الهم  اليومي  المفتعل الذي ترافقه حالة عدم الشعور بمعاناة الآخرين، ولهثهم خلف الخبز والماء كأدنى ما يمكن أن يحصل  عليه الفرد  في اليوم. يزيد عن ذلك  المصير المجهول الذي  يصادف هؤلاء العاطلين  الهاربين  من واقعهم المؤلم الى واقع أشد على رصيف البطالة، حيث تكتظ الجولات بهؤلاء العاطلين عن العمل الذين يندبون حظهم  تحت حرار ة الشمس  منتظرين من ينقذهم من هذا الجحيم  الذي يعيشونه، حسب ما قاله" عبدالله عبده أحمد، ( 38عاما ) من مسور /حجة ، يعمل في التجارة واستمر في الحديث  قائلاً: أستيقظ  كل يوم مبكرا  واخرج ال الحراج  أبحث عن عمل فلدي من الأبناء 8 وكلهم  ينتظروا مني، البعض منهم يدور حق الزي المدرسي  والدفاتر  والشنيط ، والبعض  يشتي أكل وجعاله  وأنت داري  أنه ما فيش هذي الايام عمل  بسبب المشاكل، كمان لو حصلت على عمل ما تدري أين  تطرح الفلوس أذي تحصلها  صاحب البيت يدور حق الايجار والماء والكهرباء  وصاحب البقالة يسألك فلوس.

عبدالله كغيره من عمال اليمن الذين يركضون خلف لقمة العيش  كهمٍ ثقيل فرضته الظروف  القاسية التي يمر بها البلاد ما جعلهم يعيشون خارج أرواحهم في عزلة عن الحياة واستقرارها ، بحثاً عما يسد رمق وحاجات أطفالهم .

" والله لو تشوف  كيف يعاملونا  أصحاب العمل  وكيف يحسسوننا بالذل والمهانة أمامهم".  قالها عبدالله  كما لو أنه قذف من أعماقه رصاصة ، فلا أقسى من أن تشعر بالمهانة  والذل؛ في عملٍ تجبرك الظروف  على التحمل لمثل هكذا تعاملٍ غير مؤدب يستنقص من عظمة جهدك في سبيل أبناء  ينتظرون عودتك وقرعك لباب  البيت، ناهيك عن كونك انسان  تعمل بعرق جبينك  ولا حرج في ذلك العمل بدلا من أن تتحول الى قاطع طريق أو سارق  في نظر المجتمع .

"قائد عبده علي " هو الآخر  لم يصمت  حتى تدخل في الحديث معنا  وبصوتٍ  عال  محملا  رجال السياسة  مسؤولية ما يجري لهم قائلاً: غلاء الأسعار  مظلمة كبيرة أتكبتها الحكومة في حقنا ، فأنا كعامل لا أستطيع  تحمل  هذا الغلاء في الاسعار خصوصا لقمة العيش فإذا كنت أنا أعول 3 أطفال  وزوجة ولا استطيع  أن أعيش  براحة واستقرار  فكيف بمن  يعول 8 الى 10 أولاد ، وفي النهاية ما يحصل فرصة عمل من خلالها يتعيش وأبناءه،(  متلعثم بالبكاء حرام والله حرام .هكذا تحدث قائد عبدالله علي (45عاما) من عتمة / ذمار، منزعجا  من تدهور الوضع العام في البلاد والذي يسوقنا نحو الحرب الأهلية  التي يرافقها الفساد والنهب  المتفشي في أوصال الدولة .الأمر الذي  يطرح فيه  التساؤل عن مصير هؤلاء العاطلين الهاربين من واقعهم المؤلم  الى واقعٍ أشد  ألما ً يمحو كل حقوقهم في الحياة.

قراءة 1332 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة