اليونيسف تحذر من التأثير المميت لشح المياه على الأطفال في غزة مميز

  • الاشتراكي نت / صحيفة الثوري

الخميس, 21 كانون1/ديسمبر 2023 23:19
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

حذرت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من أن عدم توفر مياه آمنة سيؤدي إلى وفاة مزيد من الأطفال قريبا بسبب الأمراض. وقالت إن "الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة هو مسألة حياة أو موت. الأطفال في غزة  لديهم بالكاد قطرة ماء للشرب".

وأضافت راسل، في بيان صحفي: "يضطر الأطفال وأسرهم إلى استخدام المياه من مصادر غير آمنة شديدة الملوحة أو التلوث. ومن دون مياه صالحة للشرب، سيموت عدد أكبر من الأطفال بسبب الحرمان والمرض في الأيام المقبلة".

واضاف: وفي محاولة للهروب من القصف المستمر الذي أثر بشكل كبير على شبكات إنتاج المياه ومعالجتها وتوزيعها في القطاع، لاذ أكثر من 1.4 مليون شخص من سكان غزة المُهجرين إلى الملاجئ أو بالقرب من المرافق التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا).

تضاعف الأمراض بين الأطفال

وقالت اليونيسف إن الأطفال المهُجرين مؤخرا في جنوب محافظة رفح لا يحصلون إلا على ما بين 1.5 و2 لتر من الماء يوميا، وإن خدمات المياه "على شفا الانهيار".

وأضافت في بيانها أن الحد الأدنى الذي يجب أن يحصل عليه الفرد من المياه للبقاء هو ثلاثة لترات في اليوم، مشددة على أنه رغم ما يثير القلق من نقص مياه الشرب، فإن مئات الآلاف من المُهجرين - نصفهم من الأطفال - ما زالوا "في حاجة ماسة" إلى الغذاء والمأوى والأدوية والحماية.

وتعرض ما لا يقل عن 50% من مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية للأضرار أو للتدمير في غزة، حيث حذرت اليونيسف من أن تأثير هذا الوضع على الأطفال مثير للقلق بشكل خاص لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالإسهال والأمراض وسوء التغذية.

وأوضحت اليونيسف أنه تم تسجيل ما يقرب من 20 ضعف المتوسط الشهري لحالات الإسهال المبلغ عنها بين الأطفال دون سن الخامسة، بالإضافة إلى زيادة حالات الجرب والقمل وجدري الماء والطفح الجلدي وأكثر من 160 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة.

وأفادت اليونيسف بأنها وشركاءها قاموا منذ بداية الأزمة بتوفير الوقود لتشغيل الآبار ومحطات تحلية المياه ونقل المياه بالشاحنات، وإدارة النفايات والصرف الصحي، إلى جانب المياه المعبأة وحاويات المياه لأكثر من 1.3 مليون شخص.

وأكدت أنه تم توزيع أكثر من 45 ألف عبوة مياه بالإضافة إلى ما لا يقل عن 130 ألف مجموعة من مستلزمات النظافة الأسرية، بما في ذلك منتجات الصحة والنظافة الصحية الخاصة بالدورة الشهرية ومئات الآلاف من قطع الصابون.

وشددت على الحاجة إلى مولدات لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، إلى جانب الأنابيب البلاستيكية لإصلاح السباكة المكسورة، مشيرة إلى أن تلك المولدات مازالت ممنوعة من دخول غزة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف إن "القصف المستمر والقيود المفروضة على المواد والوقود تمنع التقدم الحاسم".

وفي السياق قال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، إن قطاع غزة "هو أخطر مكان في العالم للطفل"، مضيفا أنه يوما بعد يوم "يتعزز هذا الواقع الوحشي".

وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي في مقر الأمم المتحدة في جنيف، أوضح إلدر أنه خلال الـ 48 ساعة الماضية، تم قصف مستشفى ناصر في مدينة خان يونس، وهو أكبر مستشفى متبق يعمل بكامل طاقته، مرتين.

وأضاف أن المستشفى لا يؤوي فحسب أعدادا كبيرة من الأطفال الذين أصيبوا بالفعل بجروح خطيرة في الهجمات على منازلهم، وإنما أيضا مئات النساء والأطفال الذين يبحثون عن الأمان.

لا أماكن آمنة

وأكد أن الأطفال وأسرهم "ليسوا آمنين في المستشفيات أو في الملاجئ. وهم بالتأكيد ليسوا آمنين فيما يسمى بالمناطق الآمنة". وأوضح أن الأمم المتحدة قالت منذ أكثر من شهر إن تلك المناطق الآمنة لا يمكن أن تكون آمنة أو إنسانية عندما يتم الإعلان عنها من جانب واحد.

وأضاف أنه "بموجب القانون الدولي، يجب أن يتمتع المكان الذي يتم إجلاء الناس إليه بموارد كافية للبقاء على قيد الحياة، بما فيها المرافق الطبية والغذاء والمياه". ونبه إلى أنه في ظل ظروف الحصار الحالية، فإن توفير الإمدادات الكافية لتلك المناطق أمر مستحيل، مضيفا "لقد رأيت بنفسي هذا الواقع".

وقال "تلك المناطق عبارة عن بقع صغيرة من الأراضي القاحلة، أو زوايا الشوارع، أو مبان نصف مبنية، بلا ماء ولا مرافق ولا مأوى من البرد والمطر".

مناطق موبوءة بالأمراض

وأشار المتحدث باسم اليونيسف كذلك إلى عدم وجود صرف صحي في تلك "المناطق الآمنة المزعومة". وقال إنه يوجد في المتوسط حوالي مرحاض واحد لـ 700 طفل وعائلة في قطاع غزة حاليا، مضيفا أن نقل العائلات إلى أماكن لا يوجد بها مراحيض، يدفع عشرات الآلاف من الأشخاص إلى اللجوء للدلاء أو التغوط في العراء.

وأكد أنه بدون المياه والصرف الصحي والمأوى، "أصبحت هذه المناطق الآمنة المزعومة مناطق موبوءة بالأمراض". وأفاد إلدر بأن حالات الإسهال عند الأطفال تزيد عن 100 ألف حالة، وأن حالات أمراض الجهاز التنفسي الحادة بين المدنيين تزيد عن 150 ألفا، مضيفا أن "كلا الرقمين سيكونان أقل من الواقع الفادح".

سوء التغذية ووفيات الأطفال

وحذر المتحدث باسم اليونيسف من أنه مع ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة، "أصبحت أمراض الإسهال مميتة". وقال إن أكثر من 130 ألفا من الأطفال الأكثر ضعفا في غزة الذين تتراوح أعمارهم بين أقل من عام و23 شهرا، لا يحصلون على الرضاعة الطبيعية المنقذة للحياة وممارسات التغذية التكميلية المناسبة لأعمارهم، بما في ذلك مكملات المغذيات الدقيقة.

وأضاف إلدر أنه "في ظل مثل هذا السيناريو - وبدون وجود ما يكفي من المياه الصالحة للشرب والغذاء والصرف الصحي التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال وقف إطلاق نار إنساني، فإن وفيات الأطفال بسبب الأمراض يمكن أن تتجاوز أولئك الذين قتلوا في عمليات القصف".

وقال إن الآباء "يدركون بشكل مؤلم" أن المستشفيات ليست خيارا لأطفالهم المرضى، لأن المستشفيات إما تتعرض للقصف، أو لأنها مكتظة بالأطفال والمواطنين الذين يعانون "من جروح الحرب المروعة".

وأضاف "أخبرني والد طفل مصاب بمرض خطير: وضعنا بائس تماما. ابني مريض جدا. قلت لزوجتي علينا أن نتوقع الأسوأ. كل ما لدينا هو الأمل. لا أعرف إذا كنا سنتجاوز هذا. من فضلك أخبر العالم".

قراءة 463 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة