وضع إنساني كارثي وتصعيد ميليشاوي فج مميز

  • الاشتراكي نت/ فؤاد الربادي

الجمعة, 01 أيار 2015 04:08
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يجهد المسلحون الحوثيون وحليفهم صالح في تضييق الخناق على اليمنيين ودفنهم أحياء دون ذنب. وتتماهي شعاراتهم الفجة بتطهير اليمن من (اليمنيين) أو من يصفونهم بالدواعش والتكفيريين, تماماً مع رغبات المملكة السعودية باستهداف كل شيء.

قبل نحو 8 أشهر وتحديداً في الـ14 من أغسطس 2014, تسنمه مهمة إنقاذ اليمنيين من الجرعة السعرية (1500 ريال) على المشتقات النفطية التي كان أقرها الرئيس هادي وحكومة الوفاق كضرورة لإنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار وإنهاء عملية التهريب, وقد تم التراجع عنها درءاً للفتنة. واليوم انهار كل شيء وبات الوضع في اليمن وعلى الصعد كافة كارثياً ومفجعاً للغاية, لكن المسلحين الحوثيين وصالح وطيران التحالف لم يوقفوا تصعيدهم حتى لتمرير المساعدات الإغاثية.

إذ تؤكد تقارير أن الجانبين يمنعان وصول مساعدات حيوية. فالحوثيون يوقفون قوافل الشاحنات المتجهة الى عدن، وتعطل وصول شحنات أغذية عبر البحر أيضاً بسبب أعمال تفتيش للسفن تقوم بها قوات بحرية من التحالف لمنع وصول أسلحة للمتمردين.

لقد كان الوضع في اليمن قبل الحوثيين صعباً بما فيه الكفاية لكنه الآن, وفقاً لماري كلير فغالي المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر «..لا توجد كلمات تصف مدى تردي الوضع.. إنها كارثة.. كارثة إنسانية».

وأيدها في ذلك وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي, الذي قال في مؤتمر صحفي في العاصمة السعودية الرياض إن «الصورة باختصار تعيد اليمن السعيد إلى أكثر من مئة عام إلى الوراء بشكل مأساوي وحزين لم ير له التاريخ مثيلاً» بسبب دمار البنية التحتية وخصوصاً في محافظات عدن والضالع وتعز. فيما الاتصالات داخل اليمن وبالعالم الخارجي حسب مدير الاتصالات, قد تنقطع خلال أيام بسبب نقص الوقود. وقال البرنامج العالمي للأغذية التابعة للأمم المتحدة إن نقص الوقود يمنع التجار أيضاً من نقل الغذاء إلى الأسواق.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أسعار الوقود ارتفعت حتى وصلت إلى 10 دولارات للتر الواحد وانه لا يوجد من الوقود إلا ما يكفي لاستمرار إدارة المستشفيات لمدة أسبوع واحد آخر وإطالة أمد العمليات الإنسانية المنقذة للحياة أسبوعين, وإن ناقلة نفط تجارية تنتظر خارج المياه اليمنية منذ 21 من أبريل للإذن لها بالرسو.

وحسب الأمم المتحدة ان القتال أودى بحياة أكثر من 1000 شخص بينهم 551 مدنياً منذ بدء حملة القصف يوم 26 من مارس. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إنه يوجد 115 طفلاً على الأقل بين القتلى.

 تَفاقم تدهور الوضع الإنساني

ارتفع عدد اليمنيين المحتاجين لمساعدات إنسانية إلى 15.9 مليون شخص منذ نهاية العام 2014 (%61 من عدد سكان اليمن) بارتفاع قدره %8 أي ما يقارب 14.7 مليون شخص في نهاية العام الذي قبله.

ووصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع في اليمن بأنه «كارثي» ويتدهور يوماً بعد آخر، حيث تعاني العاصمة صنعاء وعموم مدن اليمن من انقطاع للتيار الكهربائي ونقص حاد في المواد الاستهلاكية والدوائية وشح في ماء الشرب.

وتحدث مدير العمليات في الشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، روبرت مارديني، الذي عاد من اليمن، عن رؤيته لعشرات الجثث في شوارع العاصمة عدن.

وطالب كل الفرقاء باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية الضرورية لحماية النساء والرجال والأطفال وتسهيل وصول المعونات الإنسانية.

وقال إن ما معدله نحو 50 قتيلاً كانوا يسقطون كل يوم منذ بدء العملية الحربية في اليمن آواخر الشهر الماضي.

وشدد مارديني على أن التحدي اللوجستي الكبير يتمثل في توزيع 50 طناً من المساعدات الطبية، نقلت إلى اليمن جواً الأسبوع الماضي.

و«يعجز 10.6 ملايين يمني عن تلبية احتياجاتهم من الغذاء، من ضمنهم 5 ملايين يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي».

وبحسب دراسة تقييم الاحتياجات الإنسانية لليمن لهذا العام، يعجز 10.6 ملايين يمني عن تلبية احتياجاتهم من الغذاء من ضمنهم خمسة ملايين يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، كما يحتاج 1.6 مليون شخص إلى خدمات تغذية، من بينهم 850 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحاد. ويعاني نحو 13.4 مليون شخص من عدم قدرتهم على الحصول على مياه شرب آمنة، ولا يملك 12 مليون شخص مرافق صرف صحي ملائمة، ويفتقد 8.4 مليون شخص لإمكانية الوصول إلى رعاية الصحية الأساسية.

بحاح: التشكيلات الميليشاوية تدمر اليمن

دعا نائب الرئيس رئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح، الاثنين الماضي أطراف الصراع في الداخل إلى «تحكيم العقل والعمل على حقن الدماء وحفظ الأرواح»، وقال «كلها دماء يمنية ولن يكون هناك منتصر ومهزوم، وإنما هناك خاسر وحيد هو الوطن».

واتهم بحاح «التشكيلات الميليشاوية» كافة، بكل مسمياتها، أحباب الله، أو أنصار الله «الحوثيين» أو أنصار الشريعة «القاعدة»، بالعمل على تدمير اليمن وتفكيك نسيجه الاجتماعي لصالح أشخاص على حساب الوطن والشعب اليمني.

وقال بحاح، خلال زيارته السفارة اليمنية في الرياض، إن الوضع الإنساني في اليمن «خطير جداً»، وأن المواطنين باتوا يفتقدون لأبسط المتطلبات الحياتية اليومية، نتيجة حرب المدن، التي تشنها قوات الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وقال بحاح «إن اليمن تعيش مرحلة تاريخية حرجة لن تنسى منذ 21 سبتمبر الماضي، عندما دخلت الميليشيات إلى العاصمة صنعاء وأخذوا يسيطرون على المحافظات بالقوة، وجاءت الكارثة الكبرى في 19 يناير عندما استكملت الميليشيات انقلابها على الدولة اليمنية والاستيلاء على دار الرئاسة وضرب المنزل الشخصي لرئيس الجمهورية، وكذا محاولة اغتيال رئيس الحكومة من خلال ضرب موكبه».

ينشر بالتزامن مع الثوري

قراءة 1093 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة