حين أمست صنعاء تحت رحمة بركان البارود مميز

  • الاشتراكي نت/ جابر الغزير

الأربعاء, 20 أيار 2015 19:38
قيم الموضوع
(0 أصوات)
صورة لأنفجار نقم - تصوير حمدي ردمان صورة لأنفجار نقم - تصوير حمدي ردمان

الأيام الأكثر رعباً في تاريخ صنعاء. لم يكن سوى أصوات الصواريخ تملأ سماءها بالدخان والانفجارات. كان جبل نُقُم ينفث حمم البارود على منازل المدينة الرازحة تحت الظلام والخوف. ألسنة اللهب وغمامات الدخان الضخمة أحالت الجبل إلى كتلة من جحيم. متزامنة مع انفجارات هي الأشد هولاً ورعباً منذ بداية الغارات الجوية والصاروخية على اليمن.

لم يشبع فضولي مشاهدة الدخان من نافذة غرفتي. ووجدت نفسي مخاطراً بالخروج للشارع. في شارع هايل وسط العاصمة صنعاء كان المئات من المواطنين يشاهدون بركاناً من بارود يتفجر من جبل نقم. والذي يطل على المدينة من جهتها الشرقية. يكتفون بالمشاهدة بعيون زائغة وقلوب مرتجفة. لا حول لهم ولا قوة في حضرة العجز عن فعل شيء سوى الاحتماء بجدران المباني. فيما كان عشرات آخرون يتحلّقون حول منزل أصابه أحد الصواريخ الطائشة من مخازن الجبل.

إستمرت الانفجارات لساعات متواصلة. أكثرها هولاً صوت انفجار صمّ الآذان وملأ المدى بصدى ضخم. أكثر إثارة للفجيعة والخوف من انفجار جبل عطان الذي تسبب بدمار هائل غرب المدينة في وقت سابق. منهم من قال إنه انفجار صاروخ بالستي مشابه. فيما رجح متابعون بأن صاروخاً أمريكياً طراز «توماهوك» تسبب بمقتل أكثر من 50شخصاً وجرح المئات. ودمار كبير في المباني المحيطة والسيارات وزجاجات النوافذ. ومضيفاً حالة هلع كبرى دفعت بالمزيد من ساكني صنعاء للنزوح.

كغيري من اليمنيين، لم يعد يثيرني سوى الانفجارات الكبيرة. فمنذ انطلاق عاصفة الحزم لم تتوقف الغارات الجوية والصاروخية على هذا الجبل ليلة واحدة. حيث يتكدس بمختلف أنواع الأسلحة. أخطرها الصواريخ البالستية الروسية «سام وسكود» يسميه خبراء عسكريون بأضخم مخزن للأسلحة. حيث تعاقد نظام الرئيس السابق صالح مع شركات أجنبية لحفر مخازن الأسلحة في عمق الجبل لسنوات. وكان خبراء عسكريون حذروا قبل أسابيع من دمار قد يلحق بمنازل المواطنين المحاذية للجبل لمسافة ثلاثة كيلو متر. وهو ما حدث فعلاً. فحتى أكبر مستشفيات اليمن «مستشفى الثورة» تهدّم جزء منه جرّاء الانفجارات. سيظل مشهد تلك الانفجارات الأشبه ببركان بارود راسخاً في ذاكرة الخوف للمدينة وساكنيها.

تستلقي العاصمة صنعاء كفتاة شريدة. راميةً بأطرافها على مساحات عشوائية مفتوحة. يحيطها عدد من الجبال الشاهقة والتي تطوّقها كجدران سجن موحش (عطّان، نُقُـم، عيبان، جبل النهدين، جبل شعيب). زاد من وحشة ورعب هذه الجبال أن جعلها نظام الرئيس السابق المخلوع علي صالح مخازن بارود لمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة. وحين لا تكفي اللعنات لنصرخ بها في وجه مثل هكذا طاغية؛ سنظل ننتظر نهايته التي تليق بمجرم من طراز «نيرون»...!.

عن "الثوري"

قراءة 1130 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة