تعيش المدينة أقسى أزماتها الإنسانية.. الحرب مفتوحة فـي تعز مميز

  • الاشتراكي نت/ عبدالودود شفيق

الأربعاء, 27 أيار 2015 19:59
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تفحمت 29 جثة لمواطنين من سكان مدينة تعز بالكامل، وأصيب أكثر من 97 شخصاً بجروح متفاوتة عند انفجار شاحنة نفط في منطقة شعبية مكتظة بالسكان في حي المسبح، بحسب ما قالته لجان المقاومة الشعبية في مدينة تعز.

واتهمت المقاومة الشعبية المسلحين الحوثيين وحلفاءهم الموالين لعلي عبدالله صالح، بقصف الشاحنة لرفضها التوقف لتفريغ حمولتها، لكن مقاتلين حوثيين في مدينة تعز نفوا استهداف الشاحنة، وقالوا إنها تعرضت لنيران مجهولة أثناء الاشتباكات التي تشهدها المدينة.

وقال الشهود إن المنازل المجاورة لمكان الناقلة احترقت بالكامل، كما تضررت ممتلكات وسيارات كانت بالجوار، وهو ما يضاعف عدد الضحايا من المدنيين.

وأدان مجلس تنسيق المقاومة احتراق ناقلة النفط، واعتبر ذلك جريمة نكراء، مؤكداً أنه لن يقف موقف المتفرج من الحادثة.

وقال المجلس إنه شكل لجنة تحقيق متخصصة للتعاون في كشف ملابسات الحادث ومعرفة حقيقة ما جرى وفضح المتسببين والعمل على إيصالهم للجهات الرسمية.

وكانت الحكومة من مقرها في الرياض اتهمت - في بيان أصدرته الأحد - الحوثيين، وميليشيات علي عبدالله صالح، بارتكاب ما سمته بـ«حرب إبادة» ضد سكان مدينة تعز، وطالبت مجلس الأمن الدولي بسرعة التدخل لحماية المدنيين في تعز وعدن وبقية المدن التي تتعرض لقصف الحوثيين وحلفائهم.

وأشارت الى ان القصف طــــــال المساكن والمستشفيات حيث قصفت ثمان مؤسسات صحية من مستشفيات ومستوصفات بتعز وعلى رأسها مستشفى الثورة العام وهو المستشفى الرئيس في المحافظة، وتم ضرب قسم أمراض النساء والولادة ومخازن الأدوية، وقسم أمراض الكلى، ودمرت عشرات المساكن في أحياء تعز الآهلة بالعُزل.

ومنذ أيام تحتدم المواجهات العنيفة والقصف، الذي تتعرض له المدينة من قبل القوات الموالية للحوثيين، والتي حاولت التقدم في جبهات عدة، وواجهت مقاومة شديدة.

فبعد تضاؤل فـرص التهدئة مع تأجيل محادثات جنيف إلى أجل غير مسمى، تواصلت الاشتباكات في تعز بعنف غير مسبوق.

وقصفت ميليشيات الحوثي وصالح في تعز الأحياء السكنية في زيد الموشكي ومنطقة الثورة بشكل شديد ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح إضافة الى تضرر المباني والمحلات التجارية.

وأكدت المصادر ان الميليشيات حاولت التسلل الى جبل جرة حيث تتمركز فيه قوات من اللواء 35 الموالية للمقاومة والسيطرة عليه، فيما تمكنت المقاومة من صدها رغم القصف المدفعي العنيف على موقع جبل جرة من التلال المقابلة له.

كما حاولت الميليشيات اقتحام حي عصيفرة من الجهة الشمالية للمدينة والحوجلة حيث تتمركز المقاومة الشعبية التي تصدت للميليشيات وكبدتهم خسائر كبيرة.

وكانت الميليشيات تمكنت الجمعة من السيطرة على موقع العروس في جبل صبر بعد معارك عنيفة بين الميليشيات ومقاتلي المقاومة حسبما أفادت به مصادر مقربة من المقاومة.

وأكدت المصادر ان عشرات القتلى والجرحى سقطوا خلال هذه المعارك التي انتهت بسيطرة الحوثيين على موقع العروس.

وكان طيران التحالف العربي شن قصفاً جوياً على تعز الخميس الماضي استهدف منتزه الشيخ زايد بصبر وقلعة القاهرة التي يتموضع فيها مقاتلون حوثيون وتنتصب فيهما مضادات طيران.

ويواصل المسلحون الحوثيون والمسنودين بقوات الرئيس السابق، قصف الأحياء السكنية في المدينة حتى اللحظة بالدبابات وقذائف الهاون. وتحدث بعضهم عن مجزرة بحق أبناء هذه المدينة التي تعد نواة للانتفاضة التي أطاحت بحكم صالح وهو اليوم مع الحوثيين ينتقم منها. فيما أشارت تقارير ميدانية أن القصف تركز على أحياء آهلة بالسكان المدنيين العزل ولا يوجد فيها مسلحون.

ولفت الشهود إلى أن فرق الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى الأحياء التي تعرضت للقصف لإسعاف المصابين، مضيفين أن عدداً من القتلى والجرحى وصلوا إلى مستشفى الروضة في المدينة.

وبحسب المصادر تعرض منزل حمود سعيد المخلافي، لعدد من القذائف ما أسفر عن مقتل عدد من حراس المنزل، وسقوط عدد من الجرحى في منطقة الروضة.

وتحتدم المعارك بين الحوثيين وحلفائهم من جهة، وبين المقاتلين الموالين للرئيس هادي من جهة أخرى، خصوصاً في شارعي الستين والخمسين وفي حوض الأشراف بوسط المدينة وفي أطرافها الشمالية والغربية.

وأكدت المصادر ان المقاومة تمكنت من تدمير سبعة أطقم وإعطاب مدرعة ودبابة تابعة للميليشيات.

وتفاوتت التقديرات الأولية لعدد ضحايا القصف العشوائي العنيف على أحياء تعز، غير أنها تطابقت في أنها ما بين 90 إلى 100 قتيل وجريح.

وأوضح مصدر أن مسلحي المقاومة تمكنوا من تحرير بعض المباني المرتفعة في مدخل منطقة المناخ، وقتل خمسة قناصين وأسر ثلاثة آخرين، وذلك بعد هجوم شنوه على المباني التي يتمركزون فيها، مستخدمين قذائف «آر. بي. جي».

وتناقل رواد على مواقع التواصل الاجتماعي صورة مؤثرة جداً لطفل يقوم بالتقاط صورة بتلفونه المحمول لوالده الذي لقي حتفه جراء قصف ميليشيات الحوثي وصالح على أحياء مدينة تعز.

وتظهر الصورة المؤثرة جداً، الطفل أمام والده بالكفن وهو يلتقط صورة «الوداع» لوجه والده قبل نقله من المشفى إلى مثواه الأخير.

ويرى مراقبون ان ميليشيات الحوثي تكثف عدوانها العسكري على عدد من المناطق التي تخوض قتالها فيها لاستكمال السيطرة عليها قبل انطلاق محادثات مؤتمر جنيف.

وتعيش مدينة تعز أقسى أزماتها الإنسانية، بسبب استمرار الحصار والاشتباكات المباشرة داخل أكثر مناطقها السكانية كثافة، وتدمير منشآتها الخاصة والخدمية، منذ شهرين، وسط تخاذل حقوقي وإغاثي واضح من المنظمات الدولية المعنية.

وبسبب استمرار الحصار والعنف، اضطر عشرات الآلاف من القاطنين في تعز، إلى الفرار إلى مناطق يعتبرونها أكثر أمناً. ويعاني سكان المدينة من نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء والمولدات الكهربائية للمنازل، والمرافق الحكومية الصحية والخدمية كافة، كما توقفت العملية التعليمية في المدينة خلال الشهرين الماضيين.

الى ذلك قال سكان محليون الثلاثاء إن غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي استهدفت منزلاً سكنياً بالقرب من منتزه زايد في جبل صبر راح على إثرها 8 مدنيين قتلى، وعدد من الجرحى ولم يوضح السكان تفاصيل أكثر، غير أنهم أكدوا عدد القتلى المدنيين.

وشن طيران التحالف غارات عدة على مواقع للحوثيين في المدينة، ومنها منتزه يعتلي المدينة، وكان يتمركز فيه مسلحون حوثيون وقوات صالح.

واستهدفت الغارات مواقع للحوثيين وقوات صالح في قصر الشعب ومعسكر القوات الخاصة وحوض الأشراف وشارع الأربعين ومبنى الأمن السياسي ومحيط مبنى المحافظة ومعسكر الاستقبال بمنطقة الجند.

وسبق أن شن طيران التحــالف غارات استهدفت مدنيين في عدد من مدن وبلدات البلاد، وتعزو قيادات التحالف ذلك إلى خطأ في استهداف المواقع.

قراءة 1120 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة