مشكلة الألغام المزروعة عشوائياً مميز

  • الاشتراكي نت/ الثوري- عدنان العبيدي

الخميس, 13 آب/أغسطس 2015 18:03
قيم الموضوع
(0 أصوات)

صارت الألغام على رأس المشاكل التي تهدد المناطق المحررة. فقد زرعت مئات الألغام فـي المدن والمواقع التي خسرتها وانسحبت منها قوات وميليشيات صالح والحوثيين بصورة عبثية اعتبرت انتقامية ومنافية لاتفاقية حظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير الألغام التي صدرت عام 1997.

وتؤكد المصادر المحلية في أكثر من منطقة زرع الألغام المختلفة وبطريقة عشوائية دون مراعاة لهوية ضحاياها في المستقبل الذين بدون شك أكثرهم من المواطنين المدنيين الذين عادوا لتفقد منازلهم بعد توقف القتال وعودة نمط الحياة اليومية.

وقتل تسعة أشخاص وأصيب 60 آخرين على الأقل حسب مصادر طبية وفي المقاومة جراء انفجار ألغام أرضية على أطراف عدن في طريق العلم في أبين وفي أجزاء من قاعدة العند.

لذلك ناشدت قيادة المقاومة الشعبية في عدن جميع السكان النازحين الذين خرجوا من ديارهم خلال فترة القتال عدم العودة إلى منازلهم، حتى يتم تمشيطها بالكامل لضمان خلوها من العبوات الناسفة، واشترطت على كل من يريد العودة إلى منزله أخذ تصريح خطي من المقاومة، لضمان سلامتهم وحياتهم. كما طالبت السكان بتوخي الحيطة والحذر، لا سيما عند دخول مناطق مهجورة.

من جهة أخرى قالت مصادر صحفية من أبين إن ثلاثة جنود إماراتيين قتلوا في انفجار لغم أرضى في الطريق بين العلم وزنجبار.

كما قتل 17 مدنياً وأصيب 81 خلال 24 ساعة جراء انفجار ألغام زرعها الحوثيون أثناء انسحابهم من محافظة لحج وفق ما قالت مصادر إعلامية، وأصيب غالبية المدنيين أثناء عودتهم إلى منازلهم وخصوصاً في الحوطة عاصمة المحافظة بينما تمكنت المقاومة من نزع العشرات من الألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للدروع في المحافظة.

وأكدت المصادر الطبية أن عدد الضحايا الأولية للألغام حتى الآن أكثر من 400 فرد ما بين قتيل وجريح من أفراد المقاومة والجيش الموالي للشرعية إضافة الى مواطنين مدنيين بسبب الألغام التي تمت زراعتها قبل وأثناء الانسحابات والدحر.

المصادر توقعت بأن عدد الضحايا مرشح للارتفاع.

وقال مصدر حقوقي في عدن إن هناك ألغاماً زرعت في الطرق العامة والمدن السكنية وأمام المنازل القريبة من مواقع عسكرية كما أنها قامت بزرع الألغام الشرك الخداعية تحت ركام المباني وهو ما يصعب عملية نزعها وإعادة بناء المنازل والمنشآت التي دمرتها الحرب.

وكان التحالف العربي قال إنه يستعد لإرسال فريق من الخبراء والفنيين ومعدات وكاسحة ألغام إلى المدن التي تم تحريرها لنزع الألغام. بينما تؤكد المقاومة في عدن ان هناك فريقاً متخصصاً بكسح الألغام يواصلون عملهم في عدن وضواحيها على مدار الساعة مدعوماً من التحالف ومعداته المتطورة في العملية.

رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام الدكتور فهد الشليمي كان أوضح خلال تناول قناة سكاي نيوز للقضية هذا الاسبوع أن الألغام مشكلة عالمية، وتظل المناطق التي بها ألغام في معاناة، لما تسببه من مشاكل، موضحاً أنه ما تزال في الكويت ألغام لم تطهر بعد، كما يوجد في الحدود الفيتنامية التايلاندية، وكذلك الحدود الأفريقية، موضحاً أنه فيما يخص اليمن فالمطلوب هو التوعية بالمقام الأول؛ لتجنب خطورة الألغام.

وتابع أن الألغام وضعت بالأساس لعرقلة الجيوش، مبيناً أن قوات صالح والحوثيين يزرعون الألغام؛ لتعطيل تقدم المقاومة، وقوات التحالف، واصفاً ذلك بجرائم الحرب، مؤكداً أنه يجب على الإخوة في اليمن أن يدركوا الفرق بين أنواع الألغام؛ حتى يتمكنوا من تجنب خطرها. مبيناً أن استخدام الألغام بهدف عرقلة المقاومة؛ لتأخذ قوات الانقلابيين الوقت الكافي حتى تتراجع، وتعيد ترتيب نفسها.

والمعلوم ان مشكلة الألغام في اليمن ليست جديدة فوفقاً لمختصين يعود استخدام الألغام إلى أكثر من نصف قرن وتحديداً فترة الحرب بين الملكيين والجمهوريين في ستينيات القرن الماضي.

 ثم استخدمت الألغام على نطاق واسع في حروب المناطق الوسطى ثم حرب صيف 94م، ومن ثم الحروب والصراعات المسلّحة الست التي كانت بداياتها عام 2004 في صعدة، وما لبثت أن طالت محافظات حجة وعمران وصنعاء خلال حروب صعدة الست، وكذا ما بعد الأحداث التي أعقبت العام 2011, مروراً بالحروب ضد القاعدة في أبين وشبوة وغيرهما من المحافظات.

وتشير التقارير إلى أن سلاح الألغام كان حاضراً خلال المواجهات للعام 2013 في منطقة أرحب شمالي العاصمة, وهي المنطقة ذاتها التي كانت حتى أيام قلائل مسرحاً لمواجهات مسلّحة.

وفي أحدث التناولات الإعلامية قبل أسابيع بينت نتائج المسوحات الميدانية لدراسة حجم مشكلة الألغام في اليمن أن جميع المحافظات اليمنية ملوثة بالألغام عدا محافظة المحويت وأمانة العاصمة.

وخلال السنوات الماضية تم تدمير أكثر من (324000) ما بين ألغام مضادة للأفراد وألغام مضادة للعربات، وقذائف منوعة وشراك خداعية - حسب المركز التنفيذي لنزع الألغام وحسب إحصائيات نشرها المركز التنفيذي اليمني للتعامل مع الألغام فإن عدد ضحايا الألغام منذ بداية استخدامها في ستينيات القرن الماضي وحتى الآن يصل إلى 6 آلاف شخص.

وخلال الفترة من العام 1999 - 2013 فقط، بلغ إجمالي ضحايا الألغام ومخلفات الحروب أكثر من 3500 مواطن منهم 502 أطفال.. وحسب تصريحات مسؤول بلجنة شؤون الألغام في اليمن فإن السجل الوطني للألغام الذي نُفذ مؤخراً حدد (592) منطقة متأثرة بالألغام في 19 من 21 محافظة، وبلغ عدد ضحاياها نحو (50) ألف ضحية %96 منهم من الأطفال.

قراءة 950 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة