تعز.. نفد منها كل شيء وحقد المليشيا عليها لم ينفد مميز

  • الاشتراكي نت/ فؤاد الربادي

الخميس, 03 أيلول/سبتمبر 2015 18:08
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تواجه مدينة تعز أقسى أزماتها الإنسانية وتتزايد وتيرة تردي اوضاع القاطنين فيها بشكل يسابق الزمن, بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا صالح  والحوثي منذ نحو خمسة أشهر على مداخل المدينة واستمرار قصفها العنيف والعشوائي على الأحياء السكنية.

تقريبا,  نفذ كل شيء من المدينة بما فيها الغذاء ومياه الشرب والخدمات الضرورية والإمدادات الطبية, فيما أغلقت مستشفياتها الحكومية والاهلية ابوابها أمام آلاف المرضى والمصابين بفيروس حمى الضنك الذي يفتك بالمدينة وأبنائها، لكن حقد المليشيا على تعز على ما يبدو لم ينفذ بعد.

إذ لم تلفح تحذيرات المنظمات الإغاثية والطبية المحلية والدولية من إنقاذ نحو اربعة ملاين إنسان يعيشون مأساة هي الأسوأ في تأريخ المدينة.

تعز الآن تعيش حالة انهيار تام للخدمات الصحية كما أن  المواد الإغاثية الإنسانية والطبية لا تعرف اليها طريق، في الوقت الذي تواصل  فيه مليشيا صالح والحوثي حصارها على المدينة من كافة منافذها وقصف أحيائها من جهة, واستيطان العديد من الأمراض والأوبئة خاصة حمى الضنك التي تصيب المئات بشكل يومي, من جهة ثانية. وازداد الوضع سوءا مع إعلان آخر المستشفيات العاملة في المدينة مساء الأثنين الماضي, عن توقف خدماته نتيجة نفاذ الادوية والمستلزمات الطبية, ما يعني توقف كل المستشفيات وعددها 16 مستشفى.  فان الهلال الاحمر القطري, علق مطلع الأسبوع جميع خدماته الطبية في تعز، وسبقه الهلال الاحمر اليمني الذي اعلن الخميس الماضي توقيف خدماته في تعز على خلفية اقتحام مقراته وتعرضها للنهب من قبل المليشيا.

وكانت المتحدثة باسم مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان (سيسيل بويلي)قالت قبل أمس الثلاثاء: إن تمركز قوات اللجان الشعبية التابعة للحوثيين في مكان قريب من المستشفيات الحكومية الست في مدينة تعز اليمنية، جعل الجميع يخشى الاقتراب منها، وأدى إلى توقفها عن العمل.

 وأعربت بويلي في إيجاز صحفي، للإعلاميين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في جنيف، عن "القلق البالغ إزاء الأوضاع الأمنية المتدهورة في تعز وانسداد طرق الإمدادات من قبل اللجان الشعبية التابعة للحوثيين".

وإذ  أكدت المتحدثة الأممية أن "تمركز مليشيا صالح والحوثي في مناطق سكنية تعج بالمدنيين يرفع عدد الضحايا سواء بين القتلى أو المصابين" قالت "إن الحالة الإنسانية في المدينة تتفاقم بسبب توقف المستشفيات عن العمل".

الى ذلك قالت الامم المتحدة ان الصحة في مدينة تعز انهارت وان ثلاثة ملايين شخص في المحافظة معرضون للخطر، وتواجه عملية تقديم المساعدات الإنسانية صعوبات بالغة.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة نقلا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أوتشا، إن المدنيين في مدينة تعز اليمنية عالقون، بين الخطوط الأمامية ومعرضون للعنف العشوائي وغيره من انتهاكات حقوق الإنسان، حسبما ذكر مركز انباء الامم المتحدة.

واضاف " توقفت شركة المياه المحلية عن ضخ المياه في 18 أغسطس ما أدى إلى حرمان 300 ألف شخص من المياه الآمنة، كما انه لم يتم جمع القمامة منذ نحو أسبوعين مما أدى إلى تراكمها في الشوارع، لافتا الى ان خدمات المياه والصرف الصحي والصحة في المدينة انهارت.

وأوضح  أنه من بين 375 ألف شخص مستهدفين لتلقي المساعدات الغذائية في أغسطس، تم الوصول إلى 57.500، وتم تأجيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في سبع مناطق من المحافظة.

ودعا منسق الشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو جميع الأطراف إلى الامتثال لمسئولياتها باحترام حياة المدنيين وحقوقهم، حاثا جميع الأطراف على تيسير وصول الإغاثة الإنسانية بسرعة ودون أية عوائق بأنحاء محافظة تعز.

وكانت الحكومة اليمنية أعلنت الأسبوع قبل الماضي, أن تعز  مدينة منكوبة. وقالت إن الوضع الصحي في تعز يزداد سوء نتيجة  ما وصفته ب"حرب الابادة" التي تقوم بها مليشيا صالح والحوثي.

ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سبأ) التي تديرها الحكومة من مقرها المؤقت في الرياض, ان تعز تتعرض المدينة لحرب إبادة تتمثل في قصف الأحياء السكنية وترويع النساء والاطفال وقتل الابرياء ، كما تسببت في ونزوح الآلاف من الاسر الى القرى المجاورة ".

وطالبت المنظمات الإقليمية والدولية الحقوقية والإنسانية تحمل مسئوليتها الكاملة إزاء كل ما يحدث في المحافظة من انتهاكات وإبادة من قبل المليشيا واستنكارها لهذه الجرائم البشعة.

وتشهد مدينة تعز الواقعة على بعد (256 كلم) جنوب صنعاء معارك مستمرة منذ ابريل الماضي بين مليشيا صالح والحوثي من جهة والمقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة ثانية, سقط خلاها مئات القتلى.

وطوال الأسبوعين الفائتين تعرضت معظم الأحياء السكنية في تعز للقصف العنيف والعشوائي  بصواريخ الكاتيوشا وقذائف من قبل المليشيا المتمركزة في الجند وجبل اومان اسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين بينهم نساء واطفال, عقب تحرير أجزاء كبيرة بالمنقطة الشرقية بما في ذلك المربع الأمني بالمحافظة وجبل صبر وقلعة القاهرة التاريخية.

في الأثناء, تتواصل عملية الكر والفر بين المليشيا والمقاومة في عدد من جبهات المقاومة في تعز خاصة في جبهة الضباب جنوب غرب تعز, بالتزامن مع استمرار الغارات الجوية لمقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وفي تطور خطير, قالت مصادر محلية في تعز إن مليشيا صالح والحوثي تمركزت حول جامعة تعز، وحولت الجامعة إلى ثكنة عسكرية بعد أن نصبوا مسلحوها مدافع الهاون ومضادات الطيران على أسطح مبانيها وكلياتها.

من جانبها, أعلنت المقاومة الشعبية, الأحد الماضي، عن  تأسيس معسكر تدريبي بمديرية شرعب شمال المحافظة لاستيعاب مقاتلين جدد. وتأتي المعسكرات التدريبية في المناطق الريفية في إطار ما تسميه المقاومة استعدادات لساعة الحسم، وكانت قد أعلنت عن افتتاح معسكرات أخرى. أبرزها المعسكر التدريبي بمنطقة الوازعية غرب المحافظة, بهدف رفد الجبهة الشمالية في شارع الستين وفك الحصار عن مدينة تعز.

قراءة 1526 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة