الحروب بيئة خصبة تنمي التطرف والعنف في اوساط الشباب مميز

  • الاشتراكي نت/ عارف الواقدي

الأربعاء, 09 أيلول/سبتمبر 2015 19:26
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تتمحور اهم العوامل المؤدية الى الانحراف لدى الشباب والانجرار نحو العنف والتطرف بالعنف الأسري والرفقة السيئة والانقطاع عن التعليم والبطالة، في وقت جعلت هذه العوامل الشباب فريسة سهلة لتجار الجريمة الذين بادروا الى استغلال الشباب وزرع العنف في نفوسهم.

حاولنا في هذا التقرير تسليط الضوء على ظاهرة العنف عند الشباب واسبابها واثارها...التفاصيل.

*العنف ظاهرة تكتسح الشباب وتؤدي بهم الى عالم الجريمة.

العنف ظاهرة خطيرة تفترس الشباب من نواحي واتجاهات مختلفة، ترتكز في مجملها على الاختراق المباشر والسام للعاطفة المحتكرة والمتقمصة للعنف في عقول الشباب الذين ينجرون اليها بسهولة عبر طريقتين أساسيتين تتمحور بالتأثير الذاتي للشباب، تجسدت نتيجة عوامل معينة، والطريقة الاخرى تكمن في التأثير والاستجابة لدوافع متطرفة تدفع بهم في الاخير الى هاوية منحطة من العنف، لها عواملها أيضاً التي مهدت تكريس وغرس العنف في نفوس الشباب، والانجرار نحو القيام بإعمال متطرفة تدفع بصاحبها الى ممارسة الجريمة، تتمثل في الانغماس في صفوف جماعات التطرف الدينية وعصابات تمارس القتل والسرقة والسطو على ممتلكات الاخرين بالإضافة الى عدد من جرائم العنف اللاأخلاقي.

بحسب دراسة اجريت على عينة من الشباب، شملت مجموعة مصغرة من الشباب، تبين اسباب اندفاع الشباب والمراهقين نحو الجريمة وممارسة العنف، حصلت البطالة والعنف الاسري والانقطاع عن التعليم 40.% بالمائة، وجاء التشدد الاعمى والتطرف الديني والصراعات والحروب بنسبة 47% وكانت نسبة 13% بالمائة نسبة متعلقة بالرفقة السيئة والتأثر بمشاهد العنف ومحاولة تقليدها بالنسبة للمراهقين والشباب كذلك الشعور بالضياع المتعلق بجوانب نفسية فسيولوجية لدى الشباب.

حالياً ومن النظر بتعمق لعدد غير قليل من الشباب الذي اكتسحتهم ظاهرة العنف والتطرف بشدة سلسلة متفرقة من عمليات متعددة سببت في ظهور العنف لدى الشباب انتجتها ظروف معقدة وسيئة في عدد من المجتمعات التي تعيش ترهل وتشتت في كيانها منها اليمن.

وبالرغم من المحاولات الجادة التي استهدفت تطويق الآثار السلبية لهذه الظاهرة فإن التطرف على اختلاف إشكاله السلوكية والفكرية، مازال يجد الأرض الخصبة لنموه وامتداده.

فتؤكد  بعض الدراسات أن محاولات إدماج الشباب العربي في علمية الإنماء وبناء الواقع الاجتماعي لم تكن كافية، فمشكلات البطالة وتقلص فرص العمل، وزيادة وقت الفراغ، والتطرف الفكري، والتطرف الديني... تزداد خطورة، وعلاقات الشباب بأهلهم أصبحت واهية، وعملية التنشئة الاجتماعية أصبحت مشوهة... وذلك لأن نظام القيم وصور السلطة وتناوبها على مستوى الأسرة والمجتمع، حل محلها أفكار واتجاهات وأيديولوجيات لم تؤلف حتى الآن نظاماً مرجعياً متماسكاً.

ويزيد من مشكلات الشباب ويعلي من حساسيتها، أنها تنفرد بخصوصيات ترجع إلى طبيعة المرحلة الشبابية ذاتها وتفردها بقسمات وملامح ونشاطات تميزها عن باقي المراحل في خريطة البناء الاجتماعي – هذا من ناحية، وفي منظومة بناء ونمو الإنسان من ناحية أخرى.

*دور التطرف الديني في وجود العنف عند الشباب.

من الملاحظ بوضوح تام انخراط عدد كبير من الشباب تتراوح اعمارهم بين الفئة العمرية 13 عاماً و25 عاماً في صفوف عدد من الجماعات المتطرفة مثل داعش والإرهاب والقاعدة، عملت على توليد عنف وزرع ايدلوجية متطرفة تميل الى ممارسة العنف في نفوس الشباب المتواجدين في تنظيمها وممارسته تجاه المجتمع، سرعان ما ينتج عنه فوضى عارمة واجتثاث الامن والسلام وبث الخوف والرعب في نفوس المجتمع نفذها شباب استغلتهم مجاميع ارهابية وكرست العنف في عقولهم البشرية التي ما يسهل استمالتها والتأثير عليها في سن مبكرة ومن ثم الدفع بهم لممارسة التطرف والعمليات الاجرامية بسهولة.

دائما الاعمال الارهابية التي تطال المساجد والأسواق وعمليات الاغتيالات التي تتبناها التنظيمات الدينية الارهابية ما ينفذها شباب صغار السن غرر بهم للقيام بمثل هذه الافعال الشنيعة والإجرامية، نتيجة تأثيرات فكرية وايدلوجية متطرفة تكونت في نفوس الشباب، كانت لديهم قابلية لممارسة العنف والانجرار نحو الاعمال الارهابية، بفعل تأثير واستغلال التنظيمات الإرهابية التي نمت في عقله تطرف ديني محض.

يعد مثل هذا الاستغلال الهادف للشباب ذو العقلية التي لها القابلية القصوى في ممارسة تطرف ارهابي جريمة شنيعة تدمر الوجود الانساني والفكري لدى الشباب تتحمله في مجمل الامر الجماعات الدينية المتطرفة والإرهابية والمجتمع أيضاً، كما انها عامل مؤشر لتنامي الجريمة وظاهرة العنف باستغلال الشباب اذا لم يكن هناك وعي مجتمعي واسري وتعليمي أيضاً يبين مدى خطورة الافكار الارهابية التي تقوم بها الجماعات المتطرفة في ممارسة الجريمة التي تجتث الامن والسلام في الوطن.

هناك جماعات هي الاخرى لا تقل خطورة في زرع العنف الديني المتطرف لدى الشباب تتمثل بجماعات وشيوخ الفتاوى بحجة الوصاية بالدين، تنتهج في اسلوبها تحريك العاطفة الدينية المعتدلة في كينونة الشباب الى عاطفة دينية متطرفة محبوكة بالكره والتعصب والانتقام والذهاب نحو اعمال متطرفة وعنيفة.

*الحرب والصراعات تولد العنف عند الشباب

الحروب الدائرة والصراعات في اليمن وغيرها كان لها الدور الابرز في تنشئة شباب يميل الى ممارسة العنف والتهور، حيث انها تمخضت في زرع وبناء ايدلوجية العنف والتطرف بداخل نفوس عدد غير قليل من الشباب، خصوصاً في نفسية الشباب التي تم الدفع بهم في صفوف القتال والمعارك، ساعدت على تنامي العنف وبشكل ملحوظ للجميع، خصوصاً لدى العائدون من ممارسة طقوس القتال، ما يشكل خطورة أيضاً هو مدى العنف والتطرف المتنامي في ذهنية وعقول الشباب الذين اضحوا لا يجسدون اي تعامل مع الاخرين إلا ويظهرون العنف والنزق الذي تأثروا به في المعركة والقتال، وان لغة القتل هي المناسبة لتمرير روتينهم اليومي.

في الواقع لابد من مبادرات مجتمعية وتوعويةتغرس في ذهن الشباب مدى خطورة العنف وممارسته في الحياة اليومية وما قد يؤدي الية من نتائج سلبية واثأر تعود على الشاب ذاته، تعمل على اعادة تأهيل نفسي وذهني للشباب ومحاولة ابعادهم بالتدرج عن ظروف العنف التي يمارسونها وانتجتها وزرعتها الحرب في اذانهم.

فعلاً ان للحرب في اليمن وغيرها اثارها التي ابرزت فئات شابة تميل الى العنف، كان سببها التجنيد للشباب واستخدامهم في صفوف القتال رغم صغر سن عدد كبير منهم، بالرغم من لو سألت احدهم لماذا يتواجد في صفوف القتال ستكون الاجابة بعدم معرفته لماذا هو متواجد في ساحة المعركة سوى انه مجبر على القتال اما تحت بنود وأسس مذهبية وطائفية او عصبوية مناطقية لا اكثر.

العنف الاسري والرفقة السيئة .

الاسرة تعد المسئول الاول تجاه أبنائها في ممارستهم للعنف والتطرف، من حيث قلة الاهتمام والتربية والمتابعة، الامر الذي خلق بيئة سهله لتصيدهم.

كما ان الانقطاع عن التعلم والدراسة لكثير من الشباب دفع بهم نحو اعمال التطرف والانقياد لعالم الجريمة، مما يجعلهم فريسة سهلة بأيدي جماعات وعصابات التطرف والإرهاب وزعماء الجريمة.

قراءة 2399 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة