يواصل وفدا الحكومة اليمنية، ومليشيات علي صالح والحوثي، مشاورات سلام معقدة لليوم الثالث على التوالي، في جنيف برعاية الامم المتحدة دون تحقيق اختراق في ملفي المعتقلين والترتيبات الامنية المتعلقة بانسحاب المليشيات من المدن التي سيطروا عليها تباعا منذ منتصف العام الماضي.
أمس الاربعاء احتدم الخلاف بين الجانبين حول جدول اعمال الجلسة الثانية، والتزامات الاطراف ازاء الاجراءات الفورية لبناء الثقة.
والى جانب بنود اخرى تشمل إجراءات بناء الثقة وفقا لجدول المشاورات، الافراج عن المعتقلين، غير ان الحوثيين وحلفائهم قالوا إن هذا الاستحقاق هو من بنود القرار الاممي 2216 الذي يتطلب مفاوضات أوسع.
وكانت اذاعة "مونت كارلو" الدولية و "فرانس24" نقلتا امس الاربعاء عن مصدر دبلوماسي، تلميحه بتوجه مشاورات سويسرا الى ترحيل الملفات الشائكة لجولة اخرى من المحادثات قد تعقد في يناير المقبل بجنيف، او الكويت، او مسقط، لكنه توقع ان تفضي المشاورات الجارية الى تشكيل مجموعات عمل من اجل التهيئة للحوارات، واتفاقات أشمل.
ولتمديد وقف اطلاق النار، تشترط الحكومة اليمنية، اطلاق عشرات المعتقلين السياسيين والعسكريين، على رأسهم وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس اليمني، اللواء ناصر منصور هادي اللذين اعتقلا عشية اجتياح الحوثيين لمدينة عدن نهاية مارس الماضي.
الى ذلك تزايد المخاوف من انهيار كامل للهدنة الانسانية على وقع استمرار المعارك بين حلفاء الحكومة، والقوات الموالية للحوثيين والرئيس السابق في تعز ومأرب وحجة، واستئناف الغارات الجوية ،وسط اتهامات متبادلة بانتهاك وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ ظهر الثلاثاء، تزامنا مع بدء مشاورات سلام سرية في سويسرا.
وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية عن تسجيل 150 انتهاكا للهدنة من قبل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق.
المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري، قال إن هذه الانتهاكات" لا تعبر عن نيات صادقة".
وفي تصريحات لقناة الاخبارية السعودية الرسمية، حذر العميد عسيري من أن الهدنة قد تنهار في أي وقت.
وقال "نهيب بالأمم المتحدة أن توضح للجانب الحوثي أنه لن يكون هناك صبر على هذه الممارسات وقد تنهار الهدنة في أي وقت."
في المقابل حذر الحوثيون من خطورة التصعيد العسكري لقوات التحالف، على استمرار وقف اطلاق النار، قائلين انهم "لن يقفوا مكتوفي الايدي وسيضطرون إلى الدفاع والرد بقوة على ما وصفوها بالخروقات السافرة.
وكالة الانباء اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين نقلت عن الناطق الرسمي باسم القوات الموالية للجماعة والرئيس السابق، العميد شرف لقمان "أن الحرب لازلت مستمرة ولم تتوقف.
واضاف "على العكس هناك تصعيد جوي وبري كبير خلال اليومين الماضيين".
واشار إلى أن جبهة الطوال - حرض، شهدت كثافة نيران غير مسبوقة مع استمرار محاولات للتقدم بمساندة الطيران ومروحيات الاباتشي، واقتراب بوارج حربية "معادية" من الساحل الغربي لليمن.
وتحدث الحوثيون عن اطلاق قوات التحالف، اكثر من 500 صاروخ و700 قذيفة على مديرية حرض شمالي محافظة حجة خلال نهار أمس الأربعاء.
ويقول حلفاء الحكومة، ان هذا التصعيد جاء إثر الخروقات التي بدأها الحوثيون في مدينة تعز بقصف عشوائي على الاحياء السكنية الخاضعة للجان الشعبية المناهضة للحوثيين والرئيس السابق.
المصدر.. مونت كارلو
قناة الاشتراكي نت على التليجرام