تعز.. خطوة في طريق حلحلة التعقيدات مميز

  • الاشتراكي نت/ تقرير وسام محمد

الأربعاء, 20 كانون2/يناير 2016 03:40
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 حمل قرار الرئيس عبدربه منصور هادي بتعيين محافظ جديد لمحافظة تعز، الصادر قبل أيام، مؤشرا يحتمل الجدية هذه المرة على بدء العد التنازلي لعملية تحرير المدينة المحاصرة منذ سبتمبر/ أيلول من العام الماضي من قبل مليشيات علي صالح والحوثي.

وتشهد مدينة تعز أوضاع انسانية صعبة بسبب اطباق الحصار على سكانها ومنعهم من الحصول على الغذاء والدواء، حيث توفى عشرات الأطفال بسبب انعدام الأوكسجين طوال الأسابيع الماضية بالتزامن مع سقوط عدد كبير من المدنيين بين قتلى وجرحى، جراء قصف مساكنهم من قبل المليشيات.

وأصدر الرئيس هادي الأحد الماضي قرارا جمهوريا قضى بتعيين البرلماني علي المعمري محافظا لمحافظة تعز، في خطوة من المتوقع أنها ستساهم الى حد بعيد في انطلاق عملية حقيقية لتحرير المدينة المحاصرة والتي يعيش سكانها عقاب جماعي ممنهج يحمل تعبيرات انتقامية واضحة.

 تقارب واصطفاف

وقوبل قرار تعين محافظ جديد لتعز، بترحيب واسع من قبل القوى السياسية الفاعلة في المحافظة وأيضا هيئات المقاومة الشعبية، حيث رحب المجلس العسكري بالقرار معتبرا، في بيان له، المحافظ المعمري بانه "شخصية وطنية تحظى باحترام جميع الاطراف".

وتوالت البيانات المرحبة من قبل الأحزاب السياسية وعلى راسها الاشتراكي، الناصري، وتجمع الاصلاح، حيث اصدر كل حزب بيانا منفردا، ثم صدر في وقت لاحق بيان مشترك حمل توقيع أحزاب اللقاء المشترك في المحافظة.

ويرى مراقبون أن حجم التقارب بين فرقاء العمل السياسي بتوحدهم في الاصطفاف خلف المحافظ الجديد، سيكون له دور كبير في حلحلة التعقيدات التي تشهدها المحافظة والتي كانت من أحد أسباب تأخير الحسم العسكري.

وبالمقاييس السياسية التي تتحكم بالمشهد، يعد المعمري شخصية مستقلة قريبة من كل الأطراف، وهذه نقطة مهمة اذا ما رجعنا الى خلفية تأخر قرار كهذا لوقت طويل، حيث لم تتوافق الاحزاب السياسية طوال الفترة الماضية على اختيار شخصية تحظى بإجماع لمنصب حساس وفي ظروف أكثر حساسية.

والمعمري هو نائب عن الدائرة 63  /الشمايتين، انتخب في العام 2003 ممثلا عن المؤتمر الشعبي العام لكنه قدم استقالته من المؤتمر على خلفية احداث جمعة الكرامة في مارس من العام 2011 واصبح يشكل مع نواب اخرين كتلة المستقلين.

سياسيا ينتمي المعمري الى حزب العدالة والبناء، وهو حزب تأسس عقب ثورة فبراير، ورغم وجود شخصيات مؤثرة في مختلف هيئاته الا انه يبقى حزب لم تتشكل ملامحه الكلية بعد، ما يجعل التعامل مع المنضوين فيه بالنسبة للأحزاب التاريخية أقل حساسية.

 وجاء تعيين المحافظ الجديد ليحل خلفا للمحافظ السابق شوقي هائل الذي توقف عن ممارسة مهامه منذ اجتياح المليشيات للمدينة في 22 آذار/ مارس من العام الماضي، حيث كان تقدم باستقالته بعد فترة قصيرة من الاجتياح عندما كانت مقاومة شعبية قد تشكلت ونجحت في صد مليشيات الحوثي وصالح التي ارادت السيطرة على المحافظة الاكثر سكانا وذات الموقع الاستراتيجي الرابط بين المحافظات الجنوبية والشمالية.

المهام الملحة 

وينتظر المحافظ الجديد، عدد من المهام الملحة، وفي مقدمتها ترتيب الملف الأمني وترتيب أعمال الاغاثة للسكان المتضررين بالتزامن مع جهود حثيثة ترمي لفك الحصار عن المدينة.

كما ان اعادة الحياة لمؤسسات الدولة الحيوية التي توقف عملها مع بدء الحرب وفي اثناءها، يشكل جزء من ذلك المهام، لاسيما المستشفيات العامة التي لم تعد تقدم خدماتها الطبية بسبب الحصار والقصف المتواصل من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح.

يعتقد مراقبون أن نجاح المحافظ الجديد في القيام بدوره المطلوب، سيكون من نتائجه تسهيل مهمة المقاومة الشعبية والجيش الوطني في دحر المليشيات بالتعاون مع قوات التحالف العربي.

ويأتي هذا الاعتقاد، بحسب ما يوضح هؤلاء المراقبون، من كون جهود المقاومة الشعبية في تعز، ظلت طوال الفترة الماضية مشتتة بين محاولة القيام بمهام الدولة في ابسط مستوياتها وبين الانصراف الكلي للمهام القتالية.

وجاء قرار تعين محافظ جديد لتعز بعد لقاءات مكثفة عقدها الرئيس هادي في مقر اقامته في عدن، طوال الاسابيع الماضية، مع قيادات في المقاومة الشعبية والجيش الوطني وايضا قيادات الاحزاب السياسية في المحافظة الى جانب ناشطين وناشطات يمثلون فعاليات مختلفة.

وطبقا لعدد ممن حظروا جانب من هذه اللقاءات، فان الهدف منها كان قد توزع بين ترتيب الملف العسكري والاداري في المحافظة وأيضا البحث عن سبل ايصال المساعدات الاغاثية والطبية للمتضررين، وهي جهود بات من الواضح انها أثمرت وان بحدود معينة حتى الآن.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية
للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
https://telegram.me/aleshterakiNet

 
قراءة 3224 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 20 كانون2/يناير 2016 03:45

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة