كي لايكون القتل سهلاً وبدون رادع ..نحو دولة لاميليشيات مميز

  • الاشتراكي نت : خاص- فتحي ابو النصر

الثلاثاء, 16 شباط/فبراير 2016 19:47
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أشعر بالاختناق حين يتم التعامل الحوثي مع الأسرى والمعتقلين بشكل بشع ومن دون احترام لإعتباراتهم الانسانية بالضد من حقهم القانوني في ظل الحالة الطبيعية للدولة

لكنهم وقد اختطفوا الدولة ، فإن تعامل المقاومة مع أسرى ومعتقلي الميليشيات يوضح بجلاء الفرق في التفكير بين ذهنيتين .

وإذ أؤمن ان المقاومة في تعز تتعامل مع غالبية هؤلاء بمنتهى السمو ، إلا ان تصرفاً متهوراً بإمكانه نشر السوء عنها ، فضلاً عن ان التباهي بقتل أسير قاصر أو بتشويه جثة ميت ليس من القيم في شيء .

وبما اننا رفضنا جميعاً حرية القتل حسب المزاج المتبع لدى الميليشيا ، فعلينا ان نرفض ذات الأمر في المقاومة . صحيحٌ ان غياب الرادع الأخلاقي والتفلت الأمني يعززان العصبية، لكن القيمة الأكثر الحاحاً جراء هذه الحرب المسعورة هو الإرتقاء عن الحس العصبوي الى مستوى الهم الوطني الشامل لأجل حلم الدولة العادلة لكل اليمنيين .

بالتالي لن تكون الأمور على ما يرام إذا لم تحتمل المقاومة النقد، على الأقل كي لا يكون القتل سهلاً وبدون رادع بحسب ما ارادت الميليشيا ان يكون .

فالثابت ان تصرفات المقاومة يؤمن الناس على انها شكل الدولة القادمة .

وإذا كانت النخبة التي تتحيز للميليشيا في عدوانها على المدن منذ شهور عبارة عن مجموعة مبرراتيين وقحين لجرائمها ، فإن المحزن من النخبة التي تتحيز للمقاومة استهتارها المقرف بجرائم يرتكبها اشخاص من المنتمين لها او من المحسوبين عليها دون اي رادع انضباطي .

ثم ان مانشهده من تسيد قانون الغاب بسبب تداعيات الحرب يؤثر نفسياً على كل مواطن.

وفي السياق تكاد قضية قتل الطفل مروان الجنيد ان تتحول الى قضية رأي عام في تعز..فلقد اعتقل في منطقة المسراخ واقتيد الى المعافر -مقر اللواء 35 -ليعدم وهو القاصر من قبل مرافق عارف جامل مسئول التسليح في المقاومة... لكن قائد اللواءالعميد عدنان الحمادي تفاجئ بسيناريو الجريمة معتبراً إياها استهدافاً لسمعة اللواء وتشويهاً متعمداً لأفراده ومنتسبيه باعتبارهم يعدمون الأسرى والمعتقلين ، ولذلك قاطع اجتماعات قيادة المقاومة مشدداً على تسليم الجاني الذي فر محتمياً بشيخه جامل .

ومنذ أكثر من اسبوع لم يسلم جامل مرافقه الشخصي في اصرار على التسويف في القضية التي احرجت عدنان الحماديالرافض بشدة لذلك الاسلوب الميليشياوي كونه مع مقاومة تستعيد الدولة من الميليشيا لا ان تتملشن هي أيضاً .

والحال ان الحمادي وجامل -بنظر الناس -يتحملان مسئولية الجريمة التي لاينبغي عدم مرورها و القبض على الجاني الذي لاتخفى مراميه في وضع الحمادي بمأزق واختبار .

فالناس الذين يرفضون هذه الممارسات تحت اي مبرر كان – وقد شاعت القصة على نطاق واسع- يريدون دوله لا مليشيات ، بينما على الجميع في المقاومة معرفة ما الذي لهم وما الذي عليهم .

إن القتيل الذي اخترقته 15 رصاصة وعمره اقل من 17 عاماً، كان يجب التعامل معه باعتبارت ان يخضع لاحقاً لمحاكمة عادلة مثلاً . فلا الشرف ولا العرف يبيح قتل اسير .

وفي مجتمع شديد الحساسية تجاه الثارات الاجتماعية وسلوك الارهاب المنفلت كتعز وريفها ، ثمة قلق كبير من بوادر وضع مشابه لما هو حاصل في عدن .

فإذا كان القتيل مقاتلاً ميدانياً مع الانقلابيين ، لماذا لم يقتل بالمعركة وانما تم أسره ونقله الى مقر اللواء في محاوله لايداعه كمعتقل ،قبل ان يتم قتله الفجائي من قبل الذين جلبوه الى هناك والحمادي كان خارج المعسكر ؟

إن هذا الضحية يكون قد قتل مرتين طبعاً..

قتله الحوثي بنزع براءته واستغفاله وتحويله الى قاتل، كما قتلته المقاومة-هكذا يقول الناس- داخل مايمثل الدولة كمحتجز لم يخضع لأبسط معايير التعامل مع المعتقلين والأسرى .

فاذا كان قد اعتقل في جبهة حرب فهو اسير واذا لا فمعتقل لكن ماهي تهمته بالضبط كي يقتل بتلك الطريقة الشنيعة ؟

بالتأكيد فإن تكرار مثل هذه التصرفات الخاطئة والتباهي بالقتل خارج الدولة والقانون ، سيفضي الى تمزقات مجتمعية خطيرة وتغذية للتطرف، كما سيصب في مصلحة الحوافيش الذي يدأبون على اقلاق المجتمع بمشروع المقاومة، وهم يمتلكون آلة اعلامية ضخمة كما نعرف ، مايعني مسؤولية اكبر من المقاومة وليس الاكتفاء بتبريرات فجة ومستفزة من نوعية ان الحوثيين يفعلون ذلك مثلاً.

ذلك ان المطلوب هو عدم مشابهة المقاومة للميليشيات ، وبذلك فقط يمكننا اعادة الاندماج الوطني وعزل الإرهاب مجتمعياً وحصره في أضيق نطاق .

ومن البديهي ان حدوث انحراف في المقاومة من شأنه ان يخلق الانطباع السلبي لدي المواطنن، مايعني وجوب الحرص على التمسك بالبعد الاخلاقي في المقاومة .

إلا ان الوقت مازال متاحاً لنستدرك جميعاً ونكون مع كرامة الانسان كانسان مواجهين أنفسنا بالحقيقة المرة للواقع وللتداعيات المحتملة .

فعلى مقاومة تعز مثلاً ان تنظر على الأقل الى مقاومة مارب التي لم نسمع أبدا بقتلها لأسير ، بل انها تعاملت معهم على أسس

 عادلة وإنسانية بانتظار سلطة الدولة كي تفصل في امرهم .

ستقولون ان غالبية بيت الجنيد وقفوا مع الحوثيين ورفعوا السلاح على الناس ، لكن للمعارك مكانها وجبهاتها وهناك لايكون القتل المشروع الا للدفاع من عدوان .

بينما نعرف عدداً من هذه العائلة لم ينحازوا لطرف ولم يشاركوا في القتال بمقابل ان هناك من هو في المقاومة .

على ان المعتوه هو من يفرز المواطنين على اساس تحريضي جماعي وليس الى مواقف الافراد .

فالانتقامات على اساس الألقاب والمساهمة في تأجيج العصبية و المذهبية، ليستا في مصلحة الشعب والمستقبل .

وأكرر : ان الذين يقاومون لأنهم ضد المجوس الروافض، هم تماماً مثل الذين يعتدون لأنهم ضد النواصب الدواعش !

ثم كيف نسيتم ان هناك أسرى من المقاومة لم يكشف مصيرهم بعد لدى الحوثيين ؟

والمفروغ منه ان الغاية من الأسرى وقت الحرب هو التمكن من افتكاك أسرى بهم .

اما إذا حاججتم بشرعية قتل الاسرى مثلاً حسب كثير متطرفين ، فإن هناك ثمة اجماع فقهي على أن الأصل في الاسرى من الصبيّة أّنهم لا يقتلون.

وعموماً ليس بعد الأسر إلا المنّ أو الفداء، كما ان الحبس لأسير هو لاستبراء حاله ، ومن ظفر بالمحارب فلا يلي قتله .

ولتتذكروا (ويطعمون الطّعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً)

الخلاصة يبقى من الضروري القبض على الجاني حتى لاتضاف فتنة على ماهو حاصل .

كما نأمل من الحمادي ان يسمعنا صوته في المسألة بشكل عالٍ ومثله جامل أيضاً

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://telegram.me/aleshterakiNet

قراءة 1036 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة