تعز تخوض آخر معاركها وتنتصر للمشروع الوطني مميز

  • الاشتراكي نت / خاص - عارف الواقدي

الأربعاء, 16 آذار/مارس 2016 19:32
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تتواصل المعارك الضارية التي تشهدها محافظة تعز جنوب البلاد وسط هزيمة بدتتكسو ملامح قوى انقلاب سبتمبر بتحالفها الصالحي والحوثي، بعد الانتصارات المتوالية التي حققتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز، وغيرها من المحافظات التي لازالت تتواصل فيها المعارك.

ومع اشتداد وتيرة هذه المعارك بين قوات الجيش الوطني الموالية للشرعية مسنودة بالمقاومة الشعبية وبين مليشيات علي صالح والحوثي في جبهات عدة في المدينة وريفها تحقق قوات الجيش والمقاومة تقدم كبير في جبهات عدة  لم تملك معه المليشيات، سوى تبريراتها المليئة بالفراغ والزيف والخداع، تجاه ما يحدث لها من انكسارات.

وبالتزامن مع توالي ما تحرزه قوات الجيش والمقاومة من تقدم ميداني وعسكري تحمس لها وزير الخارجية عبد الملك المخلافي وقال يوم السبت الفائت في تغريدة على حسابة في "تويتر"إن "الانقلاب في فترته الأخيرة"، و "إن الفترة القادمة ستشهد مفاجات كبيرة على كل الصُعد" "الانقلاب يندحر.. تعز تنتصر .. الأوهام تسقط".

وجاء ذلك بالتزامن مع استمرار تقدم الجيش والمقاومة في الجبهات الغربية والشرقية والشمالية لمدينة تعز، والإعلان عن فك جزئي لحصار المدينة بشكل رسمي.

وحملت التطورات المتلاحقة القادمة من مدينة تعز، منذ نهاية الأسبوع الماضي وحتى اليوم، تأكيدات جديدة على أن الأيام المتبقية في عمر التحالف الانقلابي، بات في رمقه الأخير.

 وجاءت التطورات بعد اقل من أسبوع على ذهاب وفد من القوى الانقلابية إلى السعودية، في مسعى حل في ظاهره التفاوض وفي باطنه عدم الرغبة في مواصلة مشوارهم القتالي على نسق "ما نبالي ما نبالي".

ويعتقد محللون سياسيون أن انتصار تعز سيعني بدء مرحلة جديدة من نضال اليمنيين والانتصار على الثورة المضادة التي تحاول تقويض مشروع ثورة 11 فبراير السلمية والمتجسدة بمخرجات الحوار الوطني، متوقعين ان تعز ستكون مفتاحا للمد الجماهيري والشعبي في كل مناطق اليمن الخاضعة حتى الآن لسيطرة المليشيات.

وكانت قوات الجيش والمقاومة تمكنت خلال الايام الماضية استعادت المطار القديم ومعسكر اللواء ٣٥، اثر تحريرها منفذ الدحي وبيرباشا، في الجبهة الغربية للمدينة، مواصلة تقدمها في جبهة الضباب، وسيطرتها على مقر الدفاع الجوي.

وفي الوقت ذاته، شهدت الجبهتين الشمالية والشرقية، مواجهات هي الأعنف بين الطرفين، استطاع خلالها الجيش والمقاومة احراز تقدماً كبيراً، كما تم تحرير مديرية المسراخ من المليشيات، لتتحول المعارك الى المناطق المحاددة لدمنة خدير شرق تعز.

وخسرت مليشيات الانقلاب في معركتها في جبهات تعز، عشرات القتلى والجرحى والأسرى والآليات والمعدات العسكرية الثقيلة.

لم تكتفي المليشيات بترك مدينة تعز، تعيش دمارها، بل عملت على زرع شوارعها وطرقاتها بالآلاف من الألغام الأرضية والفردية ما ينذر بالكارثة التي يواجهها الأطفال والمدنيين، مخترقة بذلك كل المواثيق الدولية المحرمة لاستخدام مثل هذه الالغام والتي يندرج استخدامها ضمن جرائم الحرب.

الانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي تمارسها المليشيات لم تقف هنا فحسب، بل وصلت الى تجنيدها للأطفال، بدلالة وقوع طفل لا يتجاوز العاشرة من العمر اسيراً في يدي الجيش والمقاومة في معبر الدحي، الأسبوع الماضي، تفيد المعلومات ان قيادة المقاومة في تعز سلمته اليوم الأربعاء لأمه، ووفق صورة تداولها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي.

وتزامنا مع الانتصارات الكبيرة التي تتوالى تحقيقها على أيدي الجيش والمقاومة في الجبهات، أعلنت قيادتها ان المعركة لم تنتهي بعد، وان الأصابع ما زالت على الزناد، حتى يتم تحرير تعز من المدينة وحتى الريف.

وتفاعلا مع ما تحقق من تقدم في جبهات تعز، أصدرت عدد من الأحزاب والتكتلات المدنية، بيانات تهنئ أبناء تعز والجيش والمقاومة بهذه الانتصارات، داعية الى بذل المزيد من التقدم ودحر المليشيات الانقلابية.

وأدانت هذه البيانات كل الجرائم البشعة والاجرامية التي تمارسها المليشيات بحق المدنيين بالقصف العشوائي والدمار الشامل الذي تعيشه المدينة بفعل المليشيات، اضافة الى انها أدانت ما ارتكب من ممارسات بشعة من قبل فصائل المقاومة بحق قتلى المليشيات وبعض الاسرى والموالين لها والتي قالت انها تهدف الى تشويه قوات الجيش والمقاومة مشددة على معاقبة مرتكبيها.

وفي هذا الاثناء، تحتدم شدة المواجهات الشرسة بين الجانبين في الجبهات، والتي معها تواصل قوى الجيش الوطني والمقاومة المسنودتين بقوى التحالف العربي تقدمها تجاه إستعادة كامل تعز من سيطرة المليشيات.

مراقبون يرون ان الخوف حالياً، يأتي من التقدم الميداني الذي تحققه المليشيات في مناطق القبيطة شمال شرق لحج والقريبة من تعز.

وبحسب المراقبين فإنه اذا لم يتم دعم المقاومة في ارياف تعز التي تتواجد فيها المليشيات وتطهيرها فقد تحاول الزحف واعادة الكرة مرة اخرى عبر ارياف تعز والقريبة منها.

حتى الان يبدو الخوف والارباك بارزا بوضوح في صفوف قوى المليشيات وبداء يستشعر الخطر القادم، وهذا، ما قد يسفر بحالتين لهذا التحالف المليشياوي اما الذهاب الى اتفاق سياسي وفق ماجاء في قرارات مجلس الامن الدولي، او أكمالها مشوار المعارك، وهو الأقرب، وفق قاعدة احراق روما.

في هذه الاثناء لا شي يعزو المليشيات غير ذهابها الى حرب اعلامية ذات طابع فاقد للمصداقية، يحافظ على تماسك مقاتليها في الجبهات ويعمل على استغلال ما حدث من ممارسات بشعة من قبل احد فصائل المقاومة بهدف تشويه ما تحققه من تقدم.

كما يراهن بعض المراقبين على انه كلما تراجعت القوات الانقلابية الموالية لصالح والحوثيين على الارض، توسعت دائرة الخلاف بين الطرفين الانقلابيين المتحالفين بإلقاء كلا منهما التهمة على الاخر بالهزيمة.. خصوصاً ان لكلا طرف منهم هدف مغاير لهدف الاخر، جمعتهما مصلحة الحرب في المعركة، فالطرف الاول يحمل هدف انتقامي منذ ٢٠١١ إبان خسارته لكرسي السلطة، والآخر ذو المشروع العقائدي الطائفي.

وحين بدأت القوى الانقلابية تحس بالضعف، ذهب احد أطرافها الى المملكة العربية السعودية المساندة للشرعية في اليمن، بجدوى إيجاد حل سياسي بين الطرفين، وذلك بعد عدة لقاءت اتسمت بالسرية.

وبعد أسبوع من توجة وفد الحوثيين الى الرياض، وتمسك صالح بعدم الذهاب الى هناك، قال القيادي الحوثي وعضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين حسين العزي، في تغريدة على حسابة في "تويتر" إن السعودية لا تريد السلام.

وعبر العزي، عن خيبة أمل جماعته من الوصول الى حل مع المملكة بقوله "حسناً.. سيدافع اليمنيون عن أنفسهم"، حسب وصفه، زاعماً ان الموقف السعودي "المصر على الحرب" يعكس "صراع أجنحة داخل آل سعود لن يسمح بتنفيذ متطلبات السلام".حسب قوله.

وبعد نحو عام من بدء عاصفة الحزم بقيادة السعودية لدعم الشرعية في اليمن تواجه جماعة الحوثي وحليفها صالح وضعا صعباً في إدارة للحرب خصوصا مع تقدم القوات الشرعية في تعز ومن تخوم صنعاء.. فيبدو ان تعز تخوض اخر معارك العبث منتصرة لثورة فبراير السلمية وللمشروع الوطني وفق ما يراه سياسيون ومراقبون.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

 
قراءة 2117 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 16 آذار/مارس 2016 19:36

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة