عندما تثور النخب الشعبوية مميز

  • الاشتراكي نت/ وسام محمد

الجمعة, 13 أيار 2016 17:44
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يجب ألا ننسى أن دعوات طرد الشماليين من عدن وبقية المدن الجنوبية لم يكن وليد اللحظة بل بدأ من العام 2009 تقريبا، بعد عامين من بدء الحراك الجنوبي الذي أصبح يطالب بالانفصال ليس فقط بسبب حرب 94 الظالمة ولكن أيضا بسبب السياسات الاقصائية التي طالت معظم الجنوبيين من مدنيين وعسكريين، وبسبب نهب ثروة الجنوب ومقدراتها من قبل مراكز النفوذ في سلطة صنعاء، وبسبب استشراء الفساد وتعطيل حركة التنمية.

مع ذلك ظلت تلك الدعوات الانفعالية المطالبة بطرد الشماليين، مجرد دعوات للتخفيف من حدة الاحتقان إلى أن جاء تحالف الحوثي وصالح ليشن حربا أخرى على الجنوب ويعمق من المأساة.

 مع ذلك أيضا لم يطرد شمالي واحد إلا كنازح لعدد من الأشهر بسبب الحرب. وعندما تم تحرير عدن، لم تتوقف خلايا صالح عن التفجيرات والاغتيالات. وهو من تحدى هادي بالعودة إلى عدن، وقال اذا عاد هادي الى عدن واستطاع تأمينها فإنه سيسلمه صنعاء، بينما يعرف أنه الوحيد القادر على تأمين عدن، مع العلم بأنه لا يمتلك عصا سحرية. هو فقط يمتلك أدوات الجريمة بكل تعقيداتها ويستطيع أن يتحكم بها كما فعل في صنعاء منذ سقوطها في يد الحوثي.

 ثم أن صالح الذي حكم اليمن 33 عاما بالجريمة والحروب، أصبح مخترقا لكل الأحزاب والتكتلات المعارضة له والموالية بما في ذلك جماعة الحوثي والحراك الجنوبي، وهذا ما يجعل من غير المستبعد أن يكون قد مارس ألاعيبه المفضلة لتثوير رواسب كامنة لها سياقها في التشكل ضمن مسار الحراك الجنوبي، وذلك لكي يستثمرها لصالح استمرار حربه والحصول على فرص جديدة للتحشيد، بل وإعادة رسم خارطة الحرب لتبدو وكأنها بين شمال وجنوب ليستفيد من التفوق الديمغرافي.

وبالطبع حينما تنجح بروباجندا إعلام صالح، في استقطاب أكبر قدر من الرأي العام، فإن النخب الشعبوية تسارع إلى تعميق ذلك الاستقطاب وبناء أسوار منيعة حوله حتى لا يتم الانتباه لقضايا أخرى ربما أكثر أهمية. بالطبع الشعبوية شمالا وجنوبا، وهي تعني هنا تلك النظرة التي لا ترى أبعد من قدميها، والتي تحب أن تكون في مقدمة أي غوغاء حتى وان كان الهدف تدمير حاضر ومستقبل شعب وبلد بكامله.

إليكم بعض القضايا التي من الممكن أن تشعل واحدة منها ثورة لو أننا في وضع صحي.

ـ البنك المركزي يسلم لمليشيا تحالف الحوثي وصالح أموالا من خزينة الدولة (من أموالنا) مبلغ 25 مليار ريال شهريا (100 مليون دولار)، تحت بند دعم المجهود الحربي أي لأجل أن يستمروا في شن الحروب علينا.

ـ البنك المركزي، يطبع 50 مليار ريال دون غطاء من النقد الأجنبي أو الذهب، ليقفز الدولار في يوم واحد من 270 إلى 300 ريال. بعد أن كان سعره قد ارتفع من 215 ريال بداية الحرب إلى 270 ريال في نهاية فبراير الماضي.

ـ عدد النازحين في مدينة تعز بسبب حصار مليشيا الحوثي وصالح وحربها على المدينة، وصل الى 130 ألف أسرة (620 ألف شخص) وهؤلاء لم يفقدوا أعمالهم فقط، بل وغادروا منازلهم، وأصبحوا يواجهون ظروفا صعبة بسبب النزوح إلى الأرياف.

ـ عدد النازحين في اليمن بسبب الحرب التي شنها تحالف الحوثي وصالح على اليمنيين وصل إلى قرابة 3 مليون شخص.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 1771 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة