"بن همام" عمل مافي وسعه والبنك الدولي يحذر مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص - فتحي أبو النصر

الثلاثاء, 17 أيار 2016 11:38
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أعتقد أن هذا الرجل القدير،  محمد بن همام قد عمل كل مافي وسعه لإنقاذ الريال، واستقلالية البنك المركزي عن الصراع، كونه الصمام الأخير للبلد.  ولولاجهوده المهنية النوعية المضنية لانهار كل شيء على نحو فوضوي، وتخربت حياة الناس بشكل دراماتيكي، في حين لايمكن  إعادة الأمور لوضعها المضبوط ولو على المدى الطويل .!

غير ان بن همام وهو الكفاءة التي يتفق عليها الجميع، من الرياض الى صنعاء إلى عدن؛ فضلا عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي أيضا: ماذا سيفعل أمام أبشع فساد في العالم وأكثر هستيرية وعنجهية، واتساما باللامبالاة وعدم المسؤولية، لمصير انهيار البنك المركزي، كما لتبعات انهيار  عشرات المؤسسات والبنوك المحلية، مايعني تضرر مئات آلاف  من المواطنين والتجار جراء ذلك بشكل مباشر وتفاقم أوضاع   27 مليون نسمة بالتالي يعانون جميعا مرارات واهوال ماخطرت على قلب بشر جراء تداعيات مايحدث .

فالشاهد ان اجراءات بن همام قد أخرت وقوع الكارثة الكبرى الوشيكة ليس إلا، بعد ان حاول جاهدا وحكيما الدفع بتسوية سياسية عاجلة للنزاع، من أجل إعادة بناء الإقتصاد وانقاذية الوضع، متحملا مسؤوليته في أوضاع معقدة لايمكن احتمالها؛ ليس لشيء ولكن لأجل مصلحة البلد.. في المقابل ظل يحذر الجانب الحكومي والميليشيات على حد سواء، من مخاطر ومآزق استمرار الحرب، آملا بالسلام الضامن لأنه وحده الفرصة السانحة للبدء في تنفيذ استراتيجية شاملة للمعالجات الملحة التي كلما تأخرت زادت تعقيداتها وكلفتها أكثر.

لكن المؤسف ان الحرب استمرت تؤكد فقط على انها لا تأبه للمآسي وعواقبها الإنسانية المدمرة..وأما في ظل التباين الملحوظ بين الطرفين، والتعامل باستخفاف إزاء المصيبة الاقتصادية وتأثيراتها العميقة خصوصا من جانب الميليشيات؛ فليس سوى استمرار التالي :

سحب على المكشوف..انكماش متصاعد للناتج المحلي..تجارة نفط..أسواق سوداء.. ارتفاع غير مسبوق للتضخم.. انهيارات مدوية للعملة..استنزاف يومي للاحتياط ..اعاقات عمل البنك المركزي بشكل همجي..تداخل اختصاصات ..تصادم قرارات..جرعات سعرية غير معلنة أشد فتكا من كل الجرعات السابقة مجتمعة.. تنمية معاقة للغاية..نمو اكثر من مشلول..دمار واسع للبنى التحتية..تجميد وفرار المنح والاستثمارات ..تعميم الفقر والبطالة والفساد على نطاق واسع .

وماذا بعد؟

أعتقد أن هذا الحضرمي الدمث الذي يقال انه نجا من جلطة قبل أشهر، لن تشفي غليله كل لعنات الشعب على رؤوس الاوغاد والاغبياء أمراء الحرب الذين لايشبعون من الحرب !

مؤخرا شدد البنك الدولي على انه طبقا لتقرير المرصد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- ربيع 2016، فإن" التقديرات الاقتصادية والاجتماعية لليمن خلال العام 2016 تعتمد اعتمادا أساسيا على تحسن الأوضاع السياسية والأمنية".

التقرير المعنون ب(اليمن- الآفاق الاقتصادية) أفاد بأن " النسيج الاقتصادي والاجتماعي في البلاد أصيب  بالشلل بعد عام من الصراع. كما انكمش الاقتصاد انكماشا حادا".

وبحسب التقرير :"تشير التقارير الرسمية إلى انكماش إجمالي الناتج المحلي في عام 2015 بنسبة 28 في المائة تقريبا. وأدى الصراع المتصاعد منذ مارس/آذار 2015 إلى تعطُّل الأنشطة الاقتصادية وتدمير البنية التحتية على نطاق واسع. ومنذ الربع الثاني من عام 2015، توقفت صادرات النفط والغاز. كما انكمشت الواردات، باستثناء المنتجات الغذائية ومنتجات الطاقة الحيوية.

وبلغ معدل التضخم السنوي حوالي 30 في المائة عام 2015 ويُتوقع زيادته بصورة أكبر مع استمرار ضعف أداء المالية العامة" .

التقرير الهام الذي نشره البنك الدولي قبل أيام حذر من ان المالية العامة تتعرض لضغوط شديدة،فيما تتتعقد السياسة الخاصة بالنقد وأسعار الصرف".

ويتابع التقرير موضحا : "تتعرض المالية المالية العامة لضغوط شديدة، واتسع عجز المالية العامة من نحو 5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام 2014 ليصل إلى 11.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام 2015.

وتوقف التمويل الأجنبي للموازنة إلى حد كبير بسبب قيام الكثير من شركاء التنمية بتعليق مشاركتهم.وحيثما أمكن، انتقل الشركاء إلى عمليات الطوارئ والإغاثة. وتراجعت حصيلة الضرائب من القطاعات غير الهيدروكربونية بنحو 25 في المائة مقارنةً بعام 2014. واضطرت الحكومة إلى تأجيل أو تعليق الكثير من التزامات الإنفاق العام، فيما أوفت بالتزامات دفع الأجور والفائدة. وتم تخفيض جميع العلاوات على الأجور. كما توقف الاستثمار العام كليةً".

كذلك يستطرد التقرير  " أدى الصراع المتصاعد إلى تعقيد السياسة الخاصة بالنقد وأسعار الصرف. وأدت خسائر عام 2015 في التمويل الأجنبي، وخاصةً في صادرات النفط والغاز، إلى زيادة الضغوط على احتياطيات البنك المركزي اليمني من النقد الأجنبي، مما حدّ تدريجياً من الحيز المتاح لتمويل الواردات مع الحفاظ على سعر صرف ثابت.

وتراجعت احتياطيات النقد الأجنبي إلى أقل من ملياري دولار في أواخر عام 2015 (شهران من الواردات). وبالتالي، توقف البنك المركزي اليمني في فبراير/شباط 2016 عن مساندة الواردات بسعر الصرف الرسمي فيما عدا القمح والأرز. وفي غضون ذلك، أدى اعتماد الحكومة على تمويل البنك المركزي لعجز المالية العامة إلى زيادة رصيد الدين المحلي بنحو 18 في المائة من إجمالي الناتج المحلي ليصل إلى نحو 53 في المائة من إجمالي الناتج المحلي".

وكما أورد هذا التقرير الدولي الهام فإن  : " المؤشرات الاجتماعية كانت ضعيفة بالفعل قبل أزمة عام 2015. فاليمن به أعلى معدل لانتشار الفقر في الشرق الأوسط، حيث يعيش نحو 37.3 في المائة من السكان تحت خط الفقر البالغ دولارين (تعادل القوة الشرائية في 2005) للفرد في اليوم، كما أن الفقر أكثر استشراء واستمرارا في المناطق الريفية. واليمن به أيضاً أحد أعلى معدلات سوء التغذية في العالم حيث يعاني نحو 60 في المائة من الأطفال دون الخامسة من سوء تغذية مزمن، و35 في المائة من نقص الوزن، و13 في المائة من سوء تغذية حاد في عام 2012".

التقرير الصادر عن المرصد الإقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا باعتباره سلسلة من المواجز الفصلية التي تكمل عمله النصف سنوي من خلال عرض أحدث البيانات الخاصة بالبلدان الأكثر تقلباً في المنطقة؛ خلص إلى ان "هناك أزمة إنسانية مفزعة تتكشف أبعادها في مواجهة الصراع والحرب".

وفي تفنيده لهذه الجزئية يتابع  : "تشير التقديرات إلى أن حصيلة القتلى من المدنيين تجاوزت 6 آلاف شخص، مع إصابة نحو 28500 شخص بجروح. وحتى نهاية عام 2015، تم تقدير أعداد المشردين داخلياً في اليمن بنحو 2.5 مليون شخص. وكما هو الحال في أي صراع، يعاني الفقراء بالقدر الأكبر: هناك 21.2 مليون يمني أو حوالي 82 في المائة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية طارئة؛ ويواجه 14.4 مليون يمني نقصا مزمنا في الأمن الغذائي وهو ما زاد بنسبة 35 في المائة منذ بداية الصراع؛ ويفتقر 19.3 مليون يمني إلى مياه الشرب المأمونة أو خدمات الصرف الصحي.

ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أدى ذلك إلى حدوث زيادة حادة في معدلات سوء التغذية والأعباء المرضية حيث أصبح الناس، لاسيما الصغار، عرضةً للإصابة بالإسهال والكوليرا بسبب اضطرارهم إلى الاعتماد على استخدام المياه من مصادر غير محمية".

وبرأي الخبراء الدوليين الذين اعدوا التقرير:

"ستعتمد الآفاق الاقتصادية والاجتماعية في عام 2016 وما بعده اعتمادا شديدا على تحقيق تحسينات سريعة على الصعيدين السياسي والأمني كي يتسنى إعادة بناء الاقتصاد. ويلزم تقديم مساعدات الإغاثة والمساعدات الإنسانية الأساسية إلى الكثيرين الذين يعانون من الصراع في المدى القصير. وحتى في فترة ما بعد الصراع، ستعتمد البلاد أكثر من أي وقت مضى على المساعدات الخارجية ومساندة المانحين للتعافي من آثار هذا الصراع وإعادة بناء الثقة، بما في ذلك الثقة في مؤسساتها. ويُعد استعادة السلام والاستقرار السياسي أمرا بالغ الأهمية للبدء في إعادة الإعمار والتصدي لتحديات الحوكمة والتحديات المؤسسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية عميقة الجذور في البلاد".

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 2954 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة