تعز على مشارف التحرير " تقرير" مميز

  • الاشتراكي نت/ وسام محمد

الأحد, 21 آب/أغسطس 2016 18:15
قيم الموضوع
(0 أصوات)

انهيارات وخسائر كبيرة في صفوف المليشيات الانقلابية، على خلفية المعارك المحتدمة منذ أيام، في مختلف جبهات محافظة تعز اليمنية.

فقد خسرت المليشيات أهم المواقع التي كانت تسيطر عليها إلى ما قبل الخميس الماضي، وأهمها، خط الضباب الرابط بين مدينة تعز وريفها من الجهة الغربية، وكذلك ما يعرف بحدائق الصالح المطلة على هذا الطريق وجبل هان، وأيضا معسكر الدفاع الجوي، وعدد من المواقع الأخرى المهمة.

غير أن الأهم في نظر مراقبون، هو استعادة اللواء 35 مدرع، لمنطقة الأحكوم في أطراف مديرية حيفان جنوب تعز، وهي المنطقة التي شكل سيطرة المليشيات عليها، تهديد حقيقي بالنسبة لأخر خط يربط بين تعز ومحافظتي لحج وعدن الجنوبية.

ويعتبر استعادة خط الضباب وتأمينه من خلال السيطرة على "التباب" والمواقع القريبة، وأبرزها جبل هان، أن الحصار المفروض على المدينة منذ قرابة عام عمليا قد كسر.

وبالسيطرة على جبل هان، الذي يشكل عامل مهم في تأمين خط الضباب الذي يصل مدينة تعز بمدينتي النشمة والتربة جنوبا، وريف واسع، ثم خط هيجة العبد الرابطة بين تعز ومحافظتي لحج وعدن الجنوبيتين، فإن شوط كبير من معركة تحرير تعز يكون قد أنجز حتى الآن وفي انتظار الخطوة القادمة.

بداية المعارك

مطلع أغسطس/ الجاري تمكنت قوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي من السيطرة على مديرية حيفان جنوب تعز، لتصبح بذلك على بعد أقل من ثلاثة كيلو متر (افتراضي)، من هيجة العبد التي تعتبر المنفذ الوحيد الذي تبقى لتعز والذي يمكن من خلاله الحصول على إمدادات أو حتى التموين الغذائي.

استدعى هذا التطور الذي كان قد جاء بالتزامن مع تشكيل مجلس سياسي في صنعاء بين جماعة الحوثي والمخلوع صالح، تحرك شعبي وعسكري واسع، كان له دور في وقف تقدم المليشيات ومنعها من الوصول إلى طريق هيجة العبد، لكن المليشيات ظلت على مدى الأسبوعين الماضيين تحاول أن تتقدم وتقلص المسافة، التي ستضع مناطق الحجرية (8 مديريات تقريبا) داخل دائرة الحصار.

لكن المليشيات لم تتخلى عن هدفها بقطع خط هيجة العبد، وقبل أيام أوعزت لأحد الموالين لها في منطقة قريبة من الخط أن يقوم بتفجير إحدى العبارات بهدف تسجيل انتصار إعلامي، غير انه تم القبض على ذلك الشخص وإعادة الخط إلى طبيعته السابقة.

مصدر عسكري في قيادة اللواء 35 أكد أن "خط هيجة العبد أصبح في مأمن الآن" لافتا إلى أن منطقة الأحكوم في حيفان أصبحت تحت سيطرة اللواء 35 مدرع.

المصدر أشار في تصريح لـ"الاشتراكي نت" أن العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 قاد بنفسه معركة الجبهات الغربية، والتي تكللت باستعادة منطقة الأحكوم.

وأضاف "جبهة حيفان تبدو هادئة الآن، غير أن المعارك على أشدها في جبهة الصلو القريبة".

تنسيق وتناغم

وساد جو من التناغم بين التشكيلات المتعددة للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ظهر بشكل واضح في طريقة إدارة المعارك والحفاظ على مستوى يضمن تحقيق مزيد من التقدم، غير أن عوائق كثيرة لا تزال ماثلة ويجري تذليلها ببطء.

إحدى العوائق التي منعت المقاومة والجيش الوطني من مواصلة التقدم بنفس الوتيرة التي ظهرت عليها المعارك فجر الخميس الماضي، هو الكمية الهائلة من الألغام التي زرعتها المليشيات بكثافة، في المواقع التي كانت تحت سيطرتها وتم تحريرها.

وكانت مصادر عسكرية قد تحدثت عن وجود تنسيق بين المقاومة والجيش من جهة، وبين قوات التحالف التي تشرف على سير المعارك من العاصمة المؤقتة عدن.

وعن سر انتصارات الجيش والمقاومة، وإذا ما كان قد وصل دعم عبر عدن، قالت هذه المصادر أنه لا يسمح لها الإدلاء بأي معلومات قد تؤثر على عملية سير المعركة، غير أن السبب الأول في الانتصار، بحسب ما تعتقد هذه المصادر هو "وجود تنسيق بين قادة الجيش وقادة مختلف جبهات المقاومة، ووجود خطة تضبط سير المعارك".

وأشارت هذه المصادر إلى أنه كان قد تم معالجة بعض الإشكاليات التي ظل قائمة طوال الفترة الماضية، ومن بينها علاج الجرحى، وتأمين رواتب الجنود.

خطة على ثلاث مراحل

خبراء عسكريون قالوا أن خطة تحرير تعز تجري على ثلاث مراحل، كانت الأولى، في تأمين خطوط الإمداد وكسر الحصار عن المدينة، وهي المرحلة التي تم انجازها بفتح خط الضباب وتأمينه وأيضا تأمين خط هيجة العبد.

بينما تكشف التحركات، وفقا لهؤلاء الخبراء، أن المرحلة الثانية ستهدف إلى قطع بعض خطوط إمداد المليشيات، كمقدمة لكسر الحصار نهائيا من خلال فتح جميع المنافذ المؤدية إلى مدينة تعز، وكذلك الرابطة بينها وبين المحافظات الأخرى.

ويتوقع الخبراء أن تكون المرحلة الثالثة، بانتقال المعارك إلى المديريات والمناطق التي ظلت تحت سيطرة المليشيات، لتحريرها واستعادة المحافظة بالكامل، تمهيدا لاشتراك تعز في المعركة الكبرى التي سيكون هدفها تحرير باقي المحافظات وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.

يذكر أنه خلال ثلاثة أشهر وهي الفترة التي استغرقتها مشاورات الكويت قبل أن يعلن عن فشلها، كانت المليشيات تدرس الطريقة التي ستمكنها من إحكام القبضة على مدينة تعز والمناطق الريفية الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وقامت بتعزيز جبهاتها بقوات ذات تدريب عالي وأسلحة نوعية.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 8836 مرات آخر تعديل على الإثنين, 22 آب/أغسطس 2016 17:43

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة