الشقب.. مأساة في متاهة الجنرال

  • الاشتراكي نت/ تعز - خاص

الجمعة, 20 كانون2/يناير 2017 17:49
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليس لدى الجنرال العميد ركن صادق سرحان، قائد اللواء 22 ميكا، في تعز، أدنى حس بالمسؤولية، ليس فقط العسكرية، ولكن حتى الإنسانية، وهو ما يكشف عنه استمرار تجاهله لجبهة الشقب الواقعة في منتصف المنحدر الشرقي لجبل صبر، والتي أصبح مقاتليها يعيشون في قلب المأساة.. هذا لسان حال اهالي ومقاتلي هذه الجبهة المنسية.

تتمثل مأساة جبهة الشقب، في أنها الجبهة الوحيدة التي لا تزال تعتمد على أهالي المنطقة أنفسهم، ابتداء بتوفير الذخيرة، وليس انتهاءً بتوفير الوجبات الغذائية اليومية للمقاتلين، في ظل ظروف معيشية صعبة من الأساس وزاد الحرب والحصار المفروض على المنطقة من صعوبتها.

قبل أشهر، تم ضم مقاتلي جبهة الشقب، ضمن القطاعات المحسوبة على اللواء 22 ميكا الذي يقوده الجنرال سرحان، ضمن عملية دمج المقاومة في الجيش، وكانت هذه الخطوة كفيلة بالتخفيف من العبء الملقى على عاتق الأهالي منذ تفجر الحرب في هذه الجبهة قبل أكثر من عام. لكن العميد سرحان ظل يتجاهل أوضاع الجبهة، وبعد عناء طويل، تقول المعلومات أنه تم ترقيم قرابة 33 مقاتل فقط.

من الناحية العسكرية، تمثل جبهة الشقب أهمية بارزة، فهي حارسة موقع العروس الذي تحلم مليشيات الحوثي وصالح بالعودة إليه ومعاقبة المدينة من جديد. فهو موقع استراتيجي يطل على كامل المدينة، وأيضا على مناطق ريفية واسعة، تمتد من أعلى قمة في صبر وحتى اقاصي منطقة الحجرية جنوبا، وشمير وجبل حبشي غربا، حيث أغلب هذه المناطق تشهد معارك شرسة.

من الناحية الإنسانية، صمود جبهة الشقب حتى الآن، كان بفضل تكاتف الأهالي، فقد تكفلوا بتوفير كل ما يحتاجه المقاتلون هناك، لكن بالحد الأدنى فقط، فلم تعد ظروف الناس بفعل الحرب والحصار والنزوح تسمح لهم بتقديم الدعم الذي من شأنه إحداث الفارق وطرد المليشيات إلى الأبد. بل أن الأمر أصبح يبعث على المخاوف، فالأهالي هناك أصبحوا يحملون كل من العميد سرحان ووكيل المحافظة عارف جامل المسئولية الكاملة عن أي انتكاسة قد تشهدها الجبهة. فبعد صمودهم الطويل والأسطوري في حال تمكنت المليشيات من اقتحام المنطقة فإن الأهالي سوف يكونون عرضة للانتقام البشع والتنكيل.

وتتجلى مأساة الشقب في عدم توفر مستشفى ميداني، فمعظم الذين استشهدوا حتى الآن، بحسب الأهالي هناك، استشهدوا جراء النزيف، بعد أن أصيبوا ولم يجدوا من يقدم لهم الإسعافات الأولية.

تبعد الشقب عن مدينة تعز بنحو ثلاث ساعات، أكثر من ثلثي الطريق وعرة، لا تمر فيها سوى سيارات الدفع الرباعي. لكن المسئولين عن الجبهة والعميد سرحان أولهم لم يكلفوا أنفسهم حتى توفير سيارة لإسعاف المصابين الذين يقضوا نحبهم في الطريق.

"عندما يصاب أحد المقاتلين أو حتى أحد الأهالي بفعل القصف العشوائي على منازل المواطنين، فإن المعضلة القديمة تعود وتبرز أمامنا، نحتاج إلى سيارة لإسعاف المصاب والذهاب به نحو تعز".

يضيف طارق، وهو أحد القيادات الميدانية هناك " بسبب عدم وجود سيارة خاصة بإسعاف المصابين فإننا نضطر للبحث عن سيارة لدى أحد الأهالي، في الغالب لا تكون عند مستوى متطلبات اللحظة، وهذا يكلفنا كثير من الوقت، ما يعني نزيف أكثر للمصاب".

يؤكد "لهذا معظم الذين استشهدوا كانوا مصابين، وماتوا بسبب النزيف". أمر كهذا ومن باب المسئولية الإنسانية، كان يفترض أن يدعو العميد سرحان إلى التبرع بسيارتين على الأقل من تلك السيارات المصطفة أمام منزله، والتي جاءت كدعم من الشرعية والتحالف.

مؤخرا وجه عدد من القيادات الميدانية في جبهة الشقب، رسالة إلى العميد سرحان طالبته بتوفير بعض المتطلبات العاجلة، وذكرته أيضا بواجباته والتزاماته اتجاه هذه الجبهة. غير أن من تقدموا بتلك الرسالة يساورهم الكثير من الشك، حول استجابة العميد لهم.

يقول البعض: "بضمنا إلى اللواء 22 ميكا الذي يقوده العميد صادق سرحان، فإنه قد جرى ضمنا إلى متاهة، حيث أن كل جهودنا في المتابعة لتحسين وضع هذه الجبهة تنتهي بالفشل".

في 3 ديسمبر الماضي أنتفض عدد من مقاتلي جبهة الشقب، وقاموا بالاحتجاج، وقطع شارع جمال، وسط مدينة تعز، لمدة ساعة. حينها جاءت عدد من الشخصيات والقيادات العسكرية ووعدت المحتجين بإنهاء معاناتهم خلال أسبوع.

ما لحق ذلك الاحتجاج بحسب القيادات الميدانية في جبهة الشقب، هو أن أشخاص وأطراف حاولوا استثمار احتجاجهم من أجل ترقيم نحو 700 فرد، جلهم ممن ليس لهم علاقة بالجبهة، بل أن هناك أسماء وهمية، أما المقاتلين الحقيقيين فلا يزالون بلا أرقام، ولم نحصل على أي دعم يذكر.

"الاشتراكي نت" حصل على صورة من الرسالة الأخيرة الموجهة للعميد صادق سرحان والتي فيها تلخيص لمعاناة الجبهة وأبرز مطالبها، وطرح على القيادات الميدانية إمكانية نشرها، لكنهم فضلوا عدم النشر. "لا نريد أن نكشف ظهورنا للعدو المتربص، ولا يزال لدينا أمل في أن يصحو الضمير الإنساني عند من يعنيهم أمر الجبهة وأيضا الواجب العسكري".

مضيفين "قد نلجأ إلى نشر الرسالة وكل الوثائق المتعلقة بوضع الجبهة خلال الأسابيع القادمة في حال لم نحصل على استجابة".

واختتموا حديثهم بالقول: "حاليا نكتفي بتذكير العميد سرحان والوكيل جامل بمسئوليتهم، ونحملهم كامل المسئولية عن أي انتكاسة قد تتعرض له جبهة الشقب وما قد يلحق الناس جراء ذلك".

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

@aleshterakiNet

 

قراءة 6750 مرات آخر تعديل على السبت, 21 كانون2/يناير 2017 19:12

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة