أخـــر الأخبــــار

 

عيد برائحة الموت والبارود

  • الاشتراكي نت/ خاص - عارف الواقدي

الأربعاء, 23 أيلول/سبتمبر 2015 18:55
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يطل عيد الأضحى لهذا العام على اليمن برائحة الموت والبارود, عيد بات المواطن اليمني هو الضحية او الاضحية المجانية التي تسوقها آلة القتل الى حتفها دون ذنب وسط حشرجة الالم والمعاناة المتفاقمة جراء انعدام ادنى متطلبات الحياة من الوقود والطاقة والغذاء .

يمر عيد الأضحى واليمنيين يعيشون بين جحمين: حرب حلف صالح والحوثي وتردي الأوضاع العامة للبلاد في كافة مناحي الحياة التي كانت نتاجا لهذه الحرب العبثية.

إنه عيد حرب هستيرية لمليشيا تفتك بحياة المدنيين.

وفقا لإحصائيات منظمات دولية وحقوقية فأن 70% من ضحايا الحرب اللعينة هم من المدنيين، قدمتهم الحرب الاهلية والنزاعات السياسية على السلطة منذ بداية الحرب حتى قبيل عيد الاضحى المبارك في احصائية قابلة للمزيد من الضحايا، قدمتهم الحرب قرباناً لعيد يحيط به الموت من كل الاتجاهات، علاوة على حالة الشتات والتمزق التين احدثتهما حرب صالح والحوثي على السلطة في النسيج الاجتماعي لليمن.

كان العيد يأتي والجميع في استقباله بالفرحة والغبطة وسط سعادة لا تفارق محياهم, لكنه هذا العام يطل علينا والناس يعيشون وضعا كئيباً وضعا صنعته ميليشيات القتل التي تمارس الجريمة ضد ابناء المجتمع ومقاتلات الجو التي تراعي   حقوق الأبرياء من المدنيين.

والمؤلم اكثر هو ان ترى الاطفال يمارسون اللعب بأجزاء من شظايا قذائف سقطت هنا واجزاء صواريخ استهدفت هنا، ويحتفظون بها كألعاب يتمتعون بها خلال ايام العيد بحيث اصبحت الحرب وادواتها هي اللعبة المفضلة لدى الأطفال في اليمن.

محمد ذو الثامنة من العمر واحدا من هؤلاء الاطفال. كان محمد في احد شوارع صنعاء يعلق كتفه لعبة "كلاشينكوف صنعها بنفسه من الخشب. "صنعته من الخشب من اجل اللعب به في العيد" قال محمد. واضاف :حتى أفاجأ اصدقائي بلعبتي الجديدة هذا العيد، ونلعب لعبة القتال.

 بحسب هذا الطفل فالحدائق تحولت الى مقابر واشباح، فهي تستخدم لتخزين الاسلحة وممكن يقصفونا باي لحظة، كما اننا نجد في هذه الالعاب تسلية جميلة وبقية الالعاب اصبحت مملة.

لا غرابة من اجابة محمد, فهي توحي بالتأثر من الحرب الدائرة على الاطفال وحياتهم اليومية, ومدى قتامة الحزن الذي يخيم بظلالة على المجتمع حتى في ايام العيد التي خصصت اجوائها للفرح والسرور خاصة للأطفال.

ندى 33 عاماً ربة منزل تقول لـ "الاشتراكي نت" كيف لنا ان نستقبل العيد؟ والموت يحدق بالجميع معارك هنا وهناك، حروب اهلية على السلطة والمواطن يدفع الثمن.

وتتساءل ندى عن اعداد الاطفال الذين فقدوا ابائهم وكم من الاباء والامهات فقدوا ابنائهم نتيجة هذه الحرب الملعونة التي اجتاحت البلاد.

وتضيف كيف لنا ان نستقبل العيد والناس في قتال والطيران يقصف علينا في كل وقت، هذا مأساة وكارثة حلت علينا افقدت العيد حلاوته.

كما ان الاوضاع الاقتصادية والمادية الصعبة في ظل الغلاء الفاحش للأسعار, تقول ندى: جعلنا نعيش بعيداً عن الفرحة حق العيد، خصوصاً وان هناك الالاف ممن فقدوا وظائفهم وانقطعت رواتبهم وهذا يجعل العيد بائس جداً لدى العديد من الاسر.

من وجهة نظر هايل الذي يعمل مدرسا في احدى مدارس العاصمة صنعاء, فيصف يوم العيد بيوم اسود يحل, وهدايا العيد كما قال هايل "دماء وقتل وقصف متواصل  يقدمها لنا اطراف الصراع والنزاع في البلاد على السلطة".

يضيف "فمن المعروف ان تقدم الاضحية والذبائح في الاعياد مش الانسان، فنحن لم نعد نحتمل بعد، ان نفرح ونستقبل عيد يؤرقنا بمشاهد القتل اليومية".

وحول الاوضاع المادية يقول ان الغلاء الفاحش للملابس والحلويات والذبائح يجعل من الانسان لا يبدي اي فرحة او استعداد لهذا العيد، انقطاع رواتب العمال والموظفين يشكل كارثة انسانية على الاسرة مما يولد حزن قاتم على وجه الالاف من الاسر بدلاً من الفرحة التي ترتسم على الوجوه في كل عيد.

هزاع عامل في مطعم كان في احد الاسواق يشتري ملابس لأطفاله حتى يرسل بها الى اسرته في القرية سألته عن الاسعار، رد بقولة: الاسعار باهضة لم نعد نستطيع ان نشتري كما كنا قبل، ارتفاع باهض في الاسعار يصل الى 200% عما كانت علية.

واضاف هزاع بالنسبة لي هذا العام للمرة الاولى اعيد لوحدي هنا في صنعاء، لم استطيع هذه المرة ان انزل القرية واشارك اولادي فرحة واستقبال العيد بسبب الغلاء وقلة الدخل بشكل كبير، لكن لابد التأقلم مع الوضع .قالها باسماً  رغم الحزن الذي كان يغطي وجهه.

اليوم الاسود كما وصفه العديد من الناس مبررين تسميتهم بكأبة العيد الذي يسبق قدومه الموت والقتل والدمار دون اي حرمة للحياة للإنسانية في ظل حروب سياسية وسلطوية واجتماعية تفتك بالوطن. وعيدكم مبارك

قراءة 4567 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 23 أيلول/سبتمبر 2015 21:22

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة