أخـــر الأخبــــار

 

تعز..لا شيء يسمح بدخوله للمدينة غير صواريخ وقذائف الموت

  • الاشتراكي نت / خاص - هاني الجنيد

الخميس, 08 تشرين1/أكتوير 2015 19:05
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

يعيش في مدينة تعز ما يقارب 2 مليون مواطن، محاصرين منذ ستة اشهر، وما كان يصل إليهم من غذاء ودواء وماء ووقود كان يتم عبر التهريب، او بمقابل اتاوات ومبالغ مالية يدفعها التجار لمليشيا المخلوع الحوثية المرابطة على مداخل المدينة.

مؤخرا صعدت هذه المليشيا الاجرامية من حصارها على مدينة تعز، ومنعت اي عملية تهريب للمواد الغذائية والخضروات والفواكة ومياه الشرب والدواء والمشتقات النفطية الي داخل المدينة المحاصرة.

منذ ايام لم يجد المواطن ماء للشرب في جميع البقالات ومحطات مياه (الكوثر). الماء المتوفر في بعض خزانات المنازل هو ماء مالح لايصلح للشرب، والمليشيا تمنع دخول وايتات المياه الحالية، والمياه المعدنية، كما انها تقوم بمنع دخول قوالب الثلج القادمة من الحديدة والمخا.

لا شيء الآن يسمح بدخوله المدينة غير صواريخ وقذائف الموت التي لا تتوقف عن حصد ارواح الابرياء وتدمير منازلهم وممتلكاتهم.

قبل ايام تجاوز سعر الكيلو الطماط ال 1000 ريال، والان اختفى تماما من السوق واختفت معه بقية السلع التي كانت متوفرة بشكل شحيح. حتى القات ايضا ممنوع دخوله.

خدمة التلفون الثابت والانترنت الارضي لا تزال مقطوعة منذ يوم العيد الى يومنا هذا، وشبكة الاتصالات المحمولة سيئة جدا.

مليشيا صالح والحوثي المرابطة على مداخل تعز، تعرف وضيفتها جيدا. هي ارسلت إلى هنا للقتل فقط وليس للشفقة والرحمة؛ وبالتالي هي تقتل بالرصاص والحصار والتجويع وبكل ما اتيح لها من اساليب اجرامية.

 تقوم هذه المليشيا الاجرامية بالتربص بالناس والتنكيل بهم وملاحقتهم في نقاط التفتيش، واي شخص يحمل في يده او داخل سيارته (غذاء، دواء، ثلج، غاز، بنزين، قات... الخ) تقوم باحتجازه، ولا تسمح له بالمرور الا بعد سلبه ومصادرة مابحوزته، وهناك الكثير من الاشخاص تعرضوا لهذه الانتهاكات الجبانة.

حدثني قريب لي ان الحوثيين في نقطة بير باشا استوقفوا رجل في الخمسين من عمره، كان يحمل في يده دجاجه حية، واخذوها عليه. قال لهم: "اشتريتها لأطفالي لاننا لم نعد نملك ما نأكل في المنزل.

وطبقا لقريبي فإن الحوثيين قالوا للرجل: "اقدم الى بعد النقطة ونحن بانطيرها لا عندك، واخذتها وروحت". الرجل صدق كلامهم هذا وتجاوز النقطة الا انهم لم يفوا بوعدهم له وصادروها.

 قبل اسبوع حدثني شخص انه كان قادم من القرية ويحمل شواله فيها بطاط وبصل وطماط، وتم احتجازه من قبل مليشيا الحوثي في نقطة الربيعي.

واضاف: "انزلوني من فوق السيارة وقالوا لي تغذي الدواعش، ولم يسمحوا لي بالمرور الا بعد ان صادروها مني".

صباح امس وانا في شارع جمال، صادفت طفل يبلغ من العمر 12 سنة تقريبا، كان يبكي ويحمل في يده دبة فاضية سعتها 10 لتر.

قال لي هذا الطفل انه ذهب إلى بير باشا واشترى بترول من هناك للمولد الخاص بمنزلهم، واثناء عودته استوقفه الحوثيين في نقطة الزنقل وانزلوه من فوق الباص وصبوا البترول على الارض ثم قالوا له: الان شل حقك الفاضي، واركب باص ثاني وروحت بيتكم.

هذه هي اخلاق المسيرة القرآنية القادمة الينا من مران في صعده. ها هي تقتلنا جوعا وحرقا وقصفا كل يوم والعالم يتفرج بصمت مريب!

قاطرات الاغاثات والمساعدات الانسانية التي نسمع بها عبر الاخبار لم تدخل المدينة ولا مرة واحدة، يتم احتجازها في الحوبان وهناك تباع من قبل القائمين عليها والحوثيين، وهذا الامر لم يعد خافيا على احد.

قراءة 3562 مرات آخر تعديل على الأحد, 11 تشرين1/أكتوير 2015 20:31

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة