أخـــر الأخبــــار

 

الصيغة الجديدة من الحرب

  • الاشتراكي نت/ تقرير: وسام محمد

الإثنين, 09 تشرين2/نوفمبر 2015 17:56
قيم الموضوع
(0 أصوات)

وصلت مقامرة تحالف الحوثي وصالح، إلى حد اعتماد سياسة تدميرية داخل بنية المجتمع، وذلك من خلال اشعال حروب صغيرة ذات طابع ثأري في أكثر من منطقة.

من مصلحة الطرف الذي يهيمن على الدولة، أن تضيق مساحة المعارك إلى أقصى حد ممكن، وأن يسود الأمن على نطاق واسع، لكن ما يحدث أن تحالف الحوثي وصالح، اصبح يعتمد مؤخرا تكتيك اشعال المعارك الصغيرة هنا وهناك.

هذه المعارك التي نشبت في دمت بمحافظة الضالع، وقبل ذلك في عدد من مديريات تعز، مثل ماوية، والوازعية والشمايتين، وتجري المحاولات لإدخال سامع على خط النار، هذه المعارك بحسبة سريعة لا يمكن ان تخدم تحالف الحوثي وصالح، لأن سكان هذه المناطق مؤيدون للمقاومة، لكن غالبيتهم لا يقاتلون في صفوفها حتى الآن، وعندما يتم اجبارهم على حمل السلاح، فإن المقاومة تكسب منظمين جدد، بينما التحالف الانقلابي يشتت مزيد من قواته المنهارة.

غير أن هذا لا يبدو كل شيء، خصوصا اذا ما عرفنا ان تحالف الانقلاب لم يعد يخوض الحرب على أمل النصر، ولكن كمقامرة أخيرة تستدعي تخريب كل شيء، فمن الامعان في ترسيخ الطائفية في شمال الشمال كأساس للتحشيد القتالي، وايضا اجبار الطائفية الاخرى على الانبعاث، يذهب هذا التحالف الى العبث ببنية المجتمع الأساسية في كل المناطق المجافية له. في المناطق التي نشبت فيها معارك صغيرة، آخذ التحالف الانقلابي في اشعال الفتيل فقط، بينما هذه الصيغة الجديدة من الحرب ستكون في الأساس بين أبناء تلك المناطق أنفسهم.

يقول سكان محليون في الوازعية جنوب غرب تعز، لـ "الاشتراكي نت" أن تحالف الحوثي وصالح أشعل الحرب هناك اعتمادا على قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، وهذه القيادات آخذت تدفع بقواعد الحزب الى المعركة، كما أنها أخذت تستثمر بعض الاشكاليات القديمة بين بعض الأسر الكبيرة.

يؤكد السكان أن الأمر يجري وكأنه قد رسم في خطة محكمة، فالاستقطاب بات على أشده، وعلى الرغم من تفوق المقاومة حاليا، غير أن الجميع يبدي مخاوفه، كون هذا النوع من المعارك لا يتوقف بسهولة، حتى وان توقفت الحرب الكبيرة. في ماوية بعد أن كان قد قتل وجرح العشرات، هدأت الأوضاع قليلا، غير أنها مرشحة للانفجار في أي لحظة.

بحسب ما تشير المعلومات، المشايخ الذين كانوا في حزب صالح وكانوا أدواته الاساسية في قهر المجتمع وايضا في تحشيد "البلاطجة" أثناء ثورة فبراير، هؤلاء المشايخ يقومون اليوم بأدوار مشبوهة داخل المنطقة، وكأنهم يعدون لتصبح ماوية كلها في قبضة المليشيا. أما في سامع فقد تحدثت مصادر خاصة، عن أن قيادات في تحالف الانقلاب، عرضت على احدى الوجاهات الاجتماعية في المنطقة 100 قطعة سلاح مقابل تأمين الطريق الترابي الممتد من دمنة خدير وحتى سوق العين القريب من مدينة النشمة.

جميع المناطق التي نشبت فيها حروب صغيرة حتى الآن لا تزال من ذلك النوع الذي يحقق اهداف عسكرية لتحالف الانقلاب والثورة المضادة، بمعنى أنها لم لا تزال تحتفظ بقليل من الأمل، فمدينة دمت تتبع محافظة الضالع اداريا، وهي تقع على مشارفها، وتحاول المليشيا أن تجعل منها قاعدة لإعادة غزو الضالع. ذات الأمر ينطبق على ماوية التي تشترك في حدود مع كل من الضالع ولحج، بينما الوازعية كانت على طريق الهروب مع وصول قوات التحالف الى ساحل البحر الأحمر قبل شهر ونصف، كما أنها مدخل لجميع المناطق المطلة على قاعدة العند ولحج وعدن، كالشمايتين والمقاطرة.

تمثل سامع ايضا ظهرا للمقاومة الشعبية في جبهة الضباب، ويوجد فيها ثلاث طرق يمكن ان تصل من خلالها المليشيا الى مدينة النشمة التي تعتبر بمثابة غرفة عمليات لجبهة المقاومة الغربية، كما أن سامع تشكل واجهة حامية لأي طرق قد تشقها المقاومة باتجاه صبر ومن ثم مدينة تعز وهذا ما لا تريده المليشيا.

للتواجد في هذه المناطق، يعتمد تحالف الثورة المضادة، على ايجاد ثغرات في النسيج الاجتماعي لكي يتسلل من خلالها، ومن ثم يجعل تلك الثغرات بؤر لصراعات طويلة ذات طابع ثأري، واذا ما فشل في تحقيق أهدافه، فالنتيجة ستكون بصب مزيد من الزيت على النار التي بدأ دخانها يرتفع.

على الضفة الأخرى، لا يبدو أن الحسم العسكري أصبح قريبا، لا تزال قوات التحالف تراوح مكانها على مشارف مدينة المخا منذ شهر تقريبا، بينما أجزاء واسعة من الرقعة الوطنية تتعرض للتخريب المكثف. يرى مراقبون، أنه مالم يكن هناك حسم سريع من قبل التحالف والمقاومة، أو التوصل الى تسوية سريعة للصراع، فإن المخاطر الحالية التي هي من كل نوع، ستكون أكثر كلفة على الصعيد الاجتماعي.

قراءة 4722 مرات آخر تعديل على الإثنين, 09 تشرين2/نوفمبر 2015 22:03

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة