أهالي الوازعية.. ضحايا كاتيوشا قاتلة وحصار جائر وصمت مطبق

  • الاشتراكي نت/ خاص

الأربعاء, 13 كانون2/يناير 2016 21:21
قيم الموضوع
(0 أصوات)
نازحون من اهالي الوازعية نازحون من اهالي الوازعية

ليست تعز المدينة وحدها التي تعاني جراء المجازر والحصار والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا صالح _ الحوثي ، وإنْ كانت عنواناً لتلك الانتهاكات؛ فريف تعز لا يختلف عن مدينتها، المعاناة واحدة، والفاعل واحد، والأدوات هي ذات الأدوات أيضاً.

في مديرية الوازعية جنوب غرب المحافظة يتعرض المدنيون لمجازر جماعية، ويكابدون المشاق والمصاعب في ظل حصار خانق تفرضه المليشيا على المديرية.

منذ خروج مليشيا صالح_ الحوثي من مركز المديرية بعد معارك دامية وعنيفة مع المقاومة الشعبية في الوازعية والصبيحة، وهي تواصل ارتكاب مجازر بشعة بحق السكان المدنيين فيما يبدو عقابا لعدم مساندتها في حربها العبثية، وانتقاماً للخسارة الفادحة التي مُنيت بها.

المئات من قذائف الكاتيوشا تساقطت على مركز المديرية والقرى المجاورة خلال هذه الفترة ، مع تفاوت في  اشتداد  القصف بين يومٍ وآخر؛ القصف الأشد كان صباح اليوم الأربعاء /13/يناير 2016 إذ رصد ناشطون وسكان عشرات القذائف اطلقتها المليشيا على المنطقة كأنّ السماء تمطر كاتيوشا.

الضحايا كالعادة سكان مدنيون جلهم أطفال ونساء، فحصيلة قصف اليوم كانت 5 ضحايا  أربعة منهم أطفال، قتل منهم ثلاثة، فارق أحدهم الحياة على الفور بعد أنْ فصلت شظية رأسه أما الآخران فقد ماتا بعد محاولة إسعافهم بلحظات وهم: الطفل هيبان محمد قايد القباع

الطفل عبدالكريم نجيب أنور السيد

الطفل ابراهيم عبده سالم البعيم

أما الجرحى فهم طفلة ومسن ستيني ( سالم عبده علي )، تم اسعافهم إلى مدينة عدن _ حوالي 200 كيلو جنوب شرق _؛ وبهذا ترتفع حصيلة الضحايا من السكان المدنيين  خلال شهر واحد إلى أكثر من ثلاثين منهم خمسة قتلى _ أربعة أطفال ذكور دون العاشرة، وفتاة تبلغ حوالي 18سنة _ ، وأكثر من 25 جريحاً منهم عشرُ نساء ، و 6 أطفال أناث ، 12 طفل من الذكور، و4 رجال بينهم مسنُ؛ هذا بالإضافة الى الخسائر المادية التي سببتها القذائف إذ رصد الناشطون تدميرا جزئيا لـ 3 منازل على الأقل .

وإذ تمكن النزر اليسير من السكان من مغادرة المنطقة بقي الكثير " من الرجال والنساء والاطفال لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلاً "، يحولُ الفقر وضيق ذات اليد دون مغادرتهم مناطق الخطر خصوصاً أن لديهم حيوانات ومواشي لا يستطيعون تركها فهي مصدر معيشتهم؛ وهم الآن يرزحون تحت وطأة حصارٍ ظالم ضاعف معاناتهم وضيق عليهم معايشهم، وقد عمدت مليشيا صالح _ الحوثي إلى إغلاق كافة منافذ المديرية التي تسيطر عليها خصوصاً تلك التي تؤدي الى منطقة " البرح " _ المنطقة التي يتزود السكان منها باحتياجاتهم المختلفة _ ، وقامت باعتقال كل من حاول ادخال مواد غذائية أو وقود إلى المنطقة عبر تلك المنافذ.

لم يبقَ أمام السكان الا وجهتين للحصول على احتياجاتهم وإسعاف مرضاهم وجرحاهم هما : طريق ترابي إلى مدينة عدن _200كيلو جنوب شرق_ ، وطريق جبلي وعر إلى مدينة التربة _ 35 كيلو شرقً _ وتكلف الرحلة الواحدة (إنجيز) 60_ 80 ألف ريال، وقد تضاعفت إثر ذلك أسعار المواد الغذائية حيث وصل سعر الكيلو البطاطا حوالي 1000 ريال.

المعاناة تضاعفت مع شحة المياه ونضوب الآبار إثر حلول موسم الجفاف المعتاد في فصل الشتاء، ومع توقف مشاريع المياه عن التشغيل، وقد بلغت أسعار المياه حداً قياسياً إذ بلغ سعر الدبة سعة 20 ليتر إلى 120 ريال ، وبلغ سعر صهريج الماء الصغير سعة 800 ليتر إلى 10000 ريال .

مواطنون قالوا لـ "الاشتراكي نت":  تقف الحكومة الشرعية في عدن صامتةً إذ لم تقم بأدنى واجب، أما قيادات المقاومة الشعبية والقيادات الإجتماعية الموالية لها فهم منشغلون بالأعمال القتالية ولم يكلفوا أنفسهم بتشكيل مجلس أهلي يدير مصالح المواطنين وشؤونهم، على الأقل القيام بترميم خزانات المياه وجلب الوقود اللازم لتشغيل المضخات.

وعن دور المنظمات الإنسانية اضافوا: المنظمات الإنسانية هي الأخرى متقاعسة و كأن العمل الإنساني غير معني بأهالي الوازعية، حتى أنهم لم يحملوا أنفسهم عناء رصد الانتهاكات كحدٍ أدنى من العمل الانساني.

إذن يبدو أنّ الجميع خذل السكان المدنيين في الوازعية، وأنهم قد تركوا لمصير محتوم، إما الموت بالقذائف أو الموت جوعاً وعطشاً، حالهم تعددت الأسباب والموت واحد.

للاشتراك في قناة الاشتراكي نت على التليجرام اضغط على الرابط التالي

https://telegram.me/aleshterakiNet

 
قراءة 4836 مرات آخر تعديل على السبت, 16 كانون2/يناير 2016 20:03

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة