الوازعية.. قصة صمود المقاومة وتغول المليشيات

  • الاشتراكي نت/ خاص

الإثنين, 13 حزيران/يونيو 2016 14:58
قيم الموضوع
(0 أصوات)

في ظل هدنة واهية ولهب قذائف الكاتيوشا التي ترشقها المليشيات واحدة تلو الاخرى على مواقعهم، يجلس رجال ذوي وجوه سمراء في قمم الجبال على كتل صخرية يبدون كأنهم نتوءات منها، ورغم أن حرارتها تكاد تحيل اجسامهم الى شواء والعرق يتصبب منهم ليسقي تلك الأرض التي طالما سقاها رفاقهم من دمائهم؛ لا يؤثر كل ذلك على صمودهم الأسطوري ولا يزحزح من عزائمهم قيد أنملة، امام تغول الة الحرب المليشاوية التي اجتاحت مناطقهم.

إنهم رجال المقاومة في الصبيحة والوازعية، تراهم في كل الجبال الواقعة على التخوم الجنوبية لمركز مديرية الوازعية من "نمان" شرقا إلى "الجبهة" و"المجار" غربا، أيديهم على أزندة البنادق وأعناقهم مشرئبه وهم يقلبون أبصارهم يمينا ويسارا يرقبون ويرصدون كل حركة في ذلك القفر الخالي إلا من أطلال كانت منازل يقطنها الآلاف قبل أن تهجرهم مليشيات علي صالح والحوثي الى القرى والمناطق المجاورة في رأس العارة والشمايتين.

صمود لا يضاهيه شيء سوى إيمانهم الراسخ بعدالة قضيتهم وبضرورة إزاحة كابوس الانقلاب الجاثم على صدر الوطن، ولسان حالهم يقول : " صامدون على هذه الأرض وفي هذه المواقع ولن نبرحها إلا وقد تحرر الوطن، أو شهداء في سبيل الذود عن حياضه".  

يكرر الانقلابيين محاولاتهم الفاشلة لاجتياح كامل للمنطقة بواسطة المجموعات الميليشياوية المنتشرة في الوازعية والتي تتبع معظمها لتشكيل الحرس الجمهوري _ اللواء العاشر حرس_ الذي تحول من جيش نظامي إلى مليشيا عائلية تتبع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ومن المعروف أن هذه المجاميع مدربة ومجهزة على أعلى المستويات، كما أنها تستخدم تكتيكات متطورة خلال الحرب إلا أن كل ذلك لم يساعدها في التفوق على رجال المقاومة في الصبيحة والوازعية، فكل محاولاتها للتقدم جنوبا أفشلت، فرجال المقاومة حاضرون في كل آن ومكان كما قال أفراد المقاومة لـ"الاشتراكي نت".

واضافوا" تم إفشال محاولات كثيرة لاختراق الجبهة على نقاط عديدة من خط التماس وفي كل محاولة تتكبد مليشيا صالح والحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد كما حدث في الغول وبخيتة والمجار".  

واكدوا إن كل ما تقوم به المقاومة يعتمد كليا على الجهود الذاتية لأبناء القبائل ورجال المقاومة " مستشهدة على ذلك بقيام الشيخ ياسر الأغبري وقبيلته بشراء أسلحة وذخائر على حسابهم الشخصي حيث قام بشراء دبابة ومدفع عيار 23 وعدة قطع دوشكا وذخائر متنوعة، ومثله الشيخ علي طه جابر (الذي قتل في المواجهات الأخيرة ) بشراء أسلحة وذخائر بمبلغ 5 ملايين ريال على حسابه الشخصي؛  منتقدين في الوقت ذاته الجهات المعنية في الشرعية والتحالف لتقصيرها في دعم الجبهة الغربية (جبهة الوازعية الصبيحة ) ومطالبين بمزيد من الدعم اللوجستي والفني.  

بالرغم من الهدنة المعلنة تستمر المواجهات والقصف العنيف منذ نهاية شباط فبراير الماضي - تاريخ دخول مليشيات صالح _الحوثي الى مركز الوازعية - على طول خطوط التماس، وغالبا ما يكون  هناك تبادلا للقصف المدفعي أو محاولات لاختراق المواقع من قبل الطرفين لكن مليشيات صالح والحوثي تتميز بامتلاكها لقذائف الكاتيوشا الصاروخية  التي تشن رشقات منها على القرى والمناطق الواقعة تحت سيطرة المقاومة  ولا يسلم المدنيون من حممها وشظاياها .

الاشتباكات الأعنف  منذ اعلان الهدنة كانت  في الخامس من حزيران الجاري، عندما حاولت المقاومة التقدم نحو مركز مديرية الوازعية ردا على خروقات المليشيات المتكررة للهدنة، حيث اشتبكت مع مليشيات الانقلاب واستطاعت التقدم وصولا الى موقع المدرب وقرية "القاشمية" شمالا باتجاه المجمع الحكومي بمديرية الوازعية الواقعة جنوب غرب محافظة تعز، إلا أنها اضطرت للتراجع بسبب كثافة الألغام المزروعة من قبل مليشيات صالح والحوثي وبسبب استخدام المليشيات للصواريخ الحرارية المضادة للدروع (وهي سلاح نوعي متطور) إذ تمكنت  من اعطاب مدرعة للمقاومة؛ وحصيلة تلك الاشتباكات كانت مقتل حوالي 6 من أفراد المقاومة وجرح 17 اخرين بحسب مصادر المقاومة، بالمقابل اكدت مصادر محلية سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف مليشيا صالح والحوثي.

في متن هذه الحرب، يبقى المدنيون ضحايا مجهولين  لا يؤبه لهم  كثيرا، وقد تفاقمت معاناتهم مع دخول  شهر رمضان واشتداد حرارة  الصيف وانتشار الأمراض والأوبئة، وهم إما عرضة  للقذائف المتساقطة عليهم من مختلف الاطراف المتصارعة، أو  نازحون  هجرتهم مليشيات صالح والحوثي، وحولت قراهم الى مناطق عسكرية مغلقة وزرعتها بمئات الالغام بعد أن نهبت أمتعتهم ومدخراتهم التي تركوها في منازلهم على أمل العودة إليها يوما ما. وفق شهادات موثقة من اهالي الوازعية.

 وإذ يراودهم بصيص أمل في المشاورات الجارية في الكويت بين الأطراف المتصارعة، إلا أنهم كما قالوا لـ "الاشتراكي نت " أنها لن تنجح أي مشاورات الكويت طالما لم تحقق شروط  نجاحها على الأرض بإيقاف الحرب،  وما يجري على الارض يدلل على أن مليشيات  صالح والحوثي  متمسكة بخيار الحرب،  فوقع قذائف الكاتيوشا اشد على اسماعهم من اخبار المشاورات.. والسيف أصدق أنباءا من الكتب".

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 7289 مرات آخر تعديل على الجمعة, 24 حزيران/يونيو 2016 02:21

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة