طباعة

الحزب الاشتراكي اليمني.. مواقف ثابتة وحملات تضليل واسعة (5) مميز

الثلاثاء, 06 أيلول/سبتمبر 2016 16:35 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم تلق دعوة الحزب الاشتراكي التي وجهها الى رئيس الجمهورية في بيانه الصادر عن اللقاء المشترك للأمانة العامة والمكتب السياسي أي استجابة سواء من قبل رئيس الجمهورية أو اي من الاطراف المتحاربة، تلك الدعوة التي طالب فيها بان يدعو رئيس الجمهورية جميع القوى السياسية الى لقاء لمناقشة تداعيات الحرب في عمران، ووضع معالجات لها، وسبق وان قمنا باستعراضها في الحلقة السابقة. 

وكان الحزب الاشتراكي يدرك ويتفهم، عدم استجابة رئيس الجمهورية لدعوته، فإن عدم استجابة رئيس الجمهورية معناه ان طرفا الحرب كليهما يرفضان هذه الدعوة، وكلاهما يرفضان لقاء القوى السياسية لمناقشة التداعيات.

 ولا شك أن رئيس الجمهورية قد عرض دعوة الحزب عليهما.  اذاً ما فائدة أن يستجيب رئيس الجمهورية، ويدعو الى لقاءٍ كهذا، وطرفا الحرب يرفضان هذا اللقاء، كان على ما يبدو أن طرفا الحرب كل منهما يعتبر أن لقاءً كهذا ربما يفسد ما قد خطط، وسعى له، كل منهما، وبشكل منفرد طبعاً، (لا يفهم من حديثنا أنهما كانا متفقين فيما بينهما) ولا نحسب أن تلك الحرب كانت تمثيلية، لقد كانت حرباً حقيقية، وكانت تحركاتهما أثناء الحوار، توحي وكأن كل طرف كان يستدرج الآخر لهذه الحرب، وكان كل منهما يُعد العُدة لهذه الحرب ويستعد لها. لم تكن عدم الاستجابة لدعوة الحزب الاشتراكي مبرراً له , ليلوذ بالصمت، ويقف متفرجاً إزاء ما يحدث، فببساطة لم تكن دعوته تلك من باب اسقاط الواجب وإخلاء للمسؤولية، ولم يعتبرها كافية، بل نجده يعيد الكَرَّة , ويجدد دعوته مرة أخرى، ويُضَمنَها مقترحاته بعد أسبوع تقريباً من دعوته الاولى ويبعثها الى رئيس الجمهورية حيث يدعوه ويؤكد له أهمية أن يدعو [ القوى السياسية كلها، او على الأقل المتحاورة منها إلى لقاءات مُكاشفة، وبحث طبيعة وحقيقة المشهد السياسي، وليستمع الجميع الى بعضهم البعض بمسؤولية، ولوضع معالجات كاملة بما في ذلك وعلى نحو اساسي، وقف المواجهات العسكرية، وتحميل الطرف الذي يرفض المسؤولية ].

ووصف الحزب الاشتراكي في دعوته الثانية هذه  بأن الامر [ يبدو معقدا، ولكن لا طريق آخر غير أن يتحمل الجميع المسؤولية إزاء هذه الاوضاع ] أو كما وصفها بأنها [ تنذر بشرٍ مستطير]

هكذا كان الحزب يستشعر خطورة تداعيات الحرب في عمران، لكن لم تستجب مؤسسة الرئاسة لهذه الدعوات التي كان يطلقها الحزب الاشتراكي، ولم يباركها أي من الاطراف المتحاربة، ولم يلتفتا حتى مجرد التفاتة اليها.

وكان الحزب على الاقل يأمل من قيادة التجمع اليمني للإصلاح او أي من قياداته، مباركة الدعوة، والترحيب بها، حتى ولو من باب درء شبهة المشاركة في الحرب، وانه ليس أحد أطرافها , لكنه لم يفعل.

ولقد مثل بهذا واثبت ، وقوفه كطرف في هذه الحرب, وكان ـ على ما يبدوـ  يؤمل في حسمها والانتصار فيها عسكريا، وكان يدفع فيها دفعا مؤسسة الجيش لخوضها، والمشاركة فيها بكل ثقلها، وكان يراهن على ذلك، برغم ان رئيس الدولة كان يحاول عدم ان يكون الجيش طرفا فيها، وفشلت محاولاته بنقل قائد اللواء (310) وتعيين آخر بدلا عنه، لكي لا يتيح فرصة للطرف الآخر، لمواصلة الحرب، بذرائع بقاء، قائد اللواء/ القشيبي والذي كان الحوثيون يطالبون بعزله.

لقد رفض القشيبي وبشدة قرار نقله، ورفض تسليم قيادة اللواء، وأصرَّ على البقاء، ضارباً بقرارات الرئاسة عرض الحائط، ما جعل الرئاسة تضطر للتخلي عنه، وتتركه لمواجهة  مصيره، لوحده، دون دعم أو مدد، فكان الامر يبدو واضحاً، اللواء (310) وقائده يخوضون حرباً كجماعة مسلحة، ضد جماعة أخرى، وليس كجيش يتبع وزارة الدفاع، وخاضع لقرارات رئيس الدولة، والقائد الاعلى للقوات المسلحة، وهذا ما رجّح كفة الجماعة المسلحة الاخرى , جماعة الحوثي ومن خلفها قوات الرئيس السابق، علي عبدالله صالح.

انهزم اللواء (310)، واستشهد قائده العميد/ حمود القشيبي، ولا يسعنا الا ان نَعُده شهيداً. لقد قتل كبطل، من أجل ما آمن به، وما قد إستقرت عليه قناعته التي ترسخت وتعمقت خلال ما سبق من مراحل ماضية , وما قد شكلته الايديولوجيا وعمقته في عقيدته العسكرية، واخلاصا منه لقائده (علي محسن الاحمر) الذي يعتبره قائدا اعلى له، لا يأتمر الا بأمره ولا ينفذ قراراً إلا إذا كان صادراً عنه.

ونحترم تماماً أنصاره ومحبيه ونقر لهم أن يعدوه شهيدا.. بطلا، سقط من أجل مبادئ آمن بها، أي كانت تلك المبادئ، التي نختلف حولها.

ليست المشكلة في القشيبي، لكنها كامنه في طبيعة تركيبة الجيش اليمني وعقيدته القتالية، وطريقة بنائه على أسس غير وطنية، خاضعة للولاءات الشخصية ولمراكز القوى التقليدية، وعلى تلك الاسس كانت قوات الحرس الجمهوري تحارب هي الاخرى وتخوض معركتها متسترة بواجهة الحوثيين "انصار الله" ومتدثرة بشعاراتهم، وهاتفه بزواملهم، تأتمر لمن تكن له بالولاء، وتخلص له، وتتلقى توجيهاتها منه،وعلى ذلك تربت , وعلى تلك الصورة نشأت,  إنه قائدها، الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي لم يعد له أي شرعية قانونية، او دستورية، لإصدار الاوامر العسكرية، وادارة الحرب، الا ان الامور، كانت تمضي على ذلك النحو.

وهكذا وفي الوقت الذي تشتد الحملة الاعلامية الموجهة ضد الحزب الاشتراكي اليمني، والمنطلقة من المطابخ الاعلامية لكلا طرفي الحرب في عمران، وكان أشدها تصعيدا مطابخ الاعلام الاصلاحية، التي كانت توجه نشاطها على مختلف الوسائل الاعلامية، صحافة ورقية، ومواقع الكترونية، وصفحات فسبوكية، وتطلق لهم العنان، في توجيه التهم للحزب، بانحيازه الى جانب انصار الله ووقوفه، ومساندته لهم، بل ذهب بالبعض الشطط حــدَّاً أبعد من ذلك، باتهام الحزب بمشاركته الى جانبهم وتقديم السلاح لهم . لم نسمع حينها من يقول او يشير ويوجه الاتهام إلى الحرس الجمهوري الذي يقف بعدته وعتاده العسكري الى جانب انصار الله، وهكذا تحول الحزب الاشتراكي الى مخزن للسلاح، يمدّ ويمون الحوثيين به.

  يتبع.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 2722 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 21 أيلول/سبتمبر 2016 18:47

من أحدث عارف الشيباني