أخـــر الأخبــــار

 

الطبخة التي أعدها صالح لتعز (1 – 2)

الإثنين, 08 آب/أغسطس 2016 19:30 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

هل حان الوقت للبدء بتشكيل مجالس أهلية في مديريات الحجرية وصبر على الأقل؟

كنا نعتقد أن وجود وانتشار الجماعات المتطرفة سوف يقتصر على المدينة فقط، وبالطبع مع وجود إمكانية للحد من ذلك، ليس اقلها مثلا وجود قيادة موحدة للمقاومة ومجلس أهلي في المدينة يقوم بحفظ الأمن ورعاية مصالح الناس بدلا من هذا العجز والتسيب المخزي.

الاهتمام بحيفان بعد سقوطها بيد المليشيات، لا يفترض مجرد الحماسة فقط، لأن هذا سيعني بعد عام واربعة اشهر من الحرب أننا لا نزال محكومين بردة الفعل، وأقصى ما نستطيع فعله هو المساهمة الجيدة في فتح باب آخر للجحيم.

بالتأكيد محاولة استعادة حيفان وتأمين طريق هيجة العبد ستعني أن معارك أخرى وفي مناطق أخرى سوف تشتعل قريبا، وما يحدث في الصلو ليس إلا مجرد بداية. لكن قبل أن نتساءل عن الاستعدادات الجارية مثلا لمواجهة أسوأ الاحتمالات، علينا أن نتساءل لماذا تأخر سقوط حيفان كل هذا الوقت بينما المعطيات على الأرض كانت تشير إلى عدم وجود ما يمنع من السيطرة عليها؟

بطاقة حيفان

في بداية اندلاع المعارك في حيفان أواخر العام الماضي ومطلع هذا العام، سقط عدد من الشهداء من أبناء الاعبوس، ولا يزال الشهيد ربيع عبدالواسع حديث البطولة والحسرة هناك.

اندفع الكثيرين للحرب بإمكانيات شحيحة وبطولة نادرة، سقط عدد من الجرحى أيضا ووقع البعض في الأسر، ومع مرور الأيام تكشفت طريقة إدارة المعركة وكم أنها لا تخدم سوى الهزيمة.

من أوكلت لهم القيادة اظهروا أيضا أنهم بلا خبرة وحتى فاسدين، بينما تم تهميش وتظنيش قيادات عسكرية من أبناء المنطقة لها ثقلها الشعبي وخبرتها المعتبرة.

تكفل المسلحين القادمين من خارج المديرية بإكمال مهمة عزل المجتمع المحيط. ضايقوا الناس ومارسوا انتهاكات كثيرة بحقهم فانكفأت الاعبوس وإذا مررت حينها من احد القرى ستنكر أن هذي بلاد خرج منها قادة الحركة الوطنية وصانعي الجمهورية من الصفر.

يبدو اليوم أن استعادة حيفان من قبضة المليشيا ليس أكثر من مادة للدعاية السمجة، لأن الطريقة التي سهلت سقوطها هي نفسها الطريقة التي يراد بها استعادة المديرية.

ذهب لواء الصعاليك لالتقاط الصور وظل أهالي حيفان خارج الحسابات.

ملامح الطبخة

هناك مديريات أيضا مثل سامع والصلو لم تذهب المليشيات للسيطرة عليها، رغم عدم وجود ما يمنعها من ذلك. كل الطرق تؤدي إلى هيجة العبد، لكن يبدو إن الطبخة لم تكن قد نضجت إلى الحد الذي أصبحت عليه الآن.

إذن علينا توقع توسع المعارك وتوسع دائرة العقاب الذي عزم صالح على انزله بحق تعز، ومناطق صبر والحجرية على وجه التحديد.

معالم الطبخة تشير إلى أن تحركات الفترة السابقة كانت على مستويين:

الأول: إعادة لملمة مشايخ وقيادات المؤتمر الشعبي العام في هذه المناطق وأحيانا الإيعاز لهم بالالتحاق بالمقاومة، اذا لم يكن المشايخ أنفسهم وقد عرفوا بالحياد فعلى الأقل أبنائهم لطالما أصبحت تلك المناطق خاضعة لسيطرة المقاومة والجيش. من السهل العثور على أمثلة توضح أمر كهذا، ومن الصعب أن نجد ذلك الحس الحذر الذي هو شرط اساسي للتفوق العسكري.

لعل تحركات جابر عبدالله غالب، وإقامة أمسيات رمضانية ترفع صور صالح في مناطق تقع تحت سيطرة المقاومة، أواخر رمضان الفائت، لعلها لم تكن مجرد جس نبض، لربما كانت إشارة عن اقتراب موعد الدور الجديد. وتتضح هذه النقطة أكثر بعد أن أصبح جابر عبدالله غالب ضمن أعضاء المجلس السياسي المعلن عنه قبل أيام في صنعاء والذي سيصبح واجهة السلطة الانقلابية. كما أن تعيين سلطان السامعي لا يأتي خارج حسابات المعركة. الاثنين، السامعي وجابر، ينحدرون من مناطق لا تزال خارج سيطرة المليشيا وتجربة صبر أصبحت تؤكد للمليشيات أن السيطرة على مناطق جديدة يلزمه الكثير من الإعداد، أو بالأصح يلزمه طبخة جيدة.

مشايخ المؤتمر في الحجرية قد لا يكون لديهم نفس تأثير المشايخ في مناطق أخرى، لكنهم حتما مرتبطين بمصالح عميقة مع سلطة صالح، وفي اللحظة التي سيعتقدون أنها مناسبة، سوف يكون لهم دورهم في سبيل الدفاع عن تلك المصالح.

وبالطبع اللحظة المناسبة هي لحظة اكتمال شروط المعركة، لأن المغامرة ستكون ذات كلفة، لكن يبدو أن الشروط اكتملت مع تشكيل مجلس صنعاء الذي طهر فيه صالح مجددا المتحكم الأول بالسلطة. وهذا عامل سيكون له دوره في التحشيد، إن لم يكن من موقع أننا أصبحنا الأقوى فعلى أساس وعود بضمان بعض المصالح.

كانت الصراري في صبر، هي الورقة الأخيرة بالنسبة للاستقطاب الحوثي، سواء بمناسبة الإذكاء الطائفي، أو بمناسبة أن الحوثيين ظاهريا كانوا أصحاب السلطة.

أستهلك صالح في حربه القذرة ضد اليمنيين، كثير من أوراق الحوثي الطائفي، ويبدو أنه حان الوقت ليبدأ اللعب بأوراقه الخاصة التي حرص على تحييدها طوال الفترة الماضية، على أن هذا لا يعني أنه استغنى عن خدمات الحوثي تماما. استمرار وجود حرب سيعني أن الحاجة إلى مقاتلين أغبياء يعشعش الجهل في رؤوسهم ستظل قائمة. يحتاج صالح لأولئك الذين عليهم أن يلاقوا حتفهم في الحدود مع السعودية، ويملك الحوثي سلطة عليهم، لكن بعد أن أصبح الحوثي نفسه مجردا من أي سلطة على الحرب ومجرياتها.

هذا هو المستوى الأول: ورقة حزب المؤتمر واستعادة دور المشايخ ليصبح مؤثر في مجريات المعركة. ولسبب مفهوم تبدو معركة تعز أهم من كل المعارك الأخرى.

في الحلقة الثانية من هذا المقال سوف نتحدث عن المستوى الثاني من الطبخة التي أعدها صالح لتعز.

قراءة 1185 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة