إرث الحماقات المتجدد بالحماقات مميز

الإثنين, 05 أيلول/سبتمبر 2016 21:36 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

البلاد مشحونة من أقصاها إلى أقصاها ، وهي على شفا التفكيك والافلاس والضياع ، وليس في صالح أحد استمرار هذه الوضعية المتدهورة التي لا اتعس منها .

والأنكى أن كل طرف مازال يعتقد -وبمنتهى الخفة والبلاهة -انه سيغيظ الطرف الآخر وينتصر عليه ، من خلال تشبثه بتعصبه ، واستغلال الشرور التطييفية، وتبني خطاب الهيمنة،  وصناعة المآسي الرهيبة،  بينما لايرى جموع المتضررين من الشعب ..الشعب الرافض للتفرد،  والمستحقر لكل من يعرضه لهذه الآلام..الشعب المقهور من قتال بعضه ومن كل هذا الدمار ، والتائق للدولة ، كما للسلام العادل وللمعالجات الحقيقية .

لذلك على الجميع ان يغادروا مخيالهم الانتقامي والاستعلائي والاستحواذي العنفي ، واتباع العقلانية النقدية، وعدم التعامل مع الحاضر وفقا للأساطير والخدائع والأوهام ، اضافة الى التفكير الجاد في مسألة المستقبل،  وايجاد حلول موضوعية لمشكلات ومعضلات المجتمع والدولة ، بدلا من الإكتفاء بتبرير الأخطاء المميتة ، وعدم استيعاب التحولات المعاصرة، وتأكيد الصوت الواحد وتخوين ماسواه ، وتعزيز السلوك الأناني والعنصري الزائف والمقرف،   وتوظيف مايحدث خدمة لمصالح افسادية وايديولوجية ومناطقية ومذهبية وسلالية وقبلية تصادر الآراء والتعدد الديمقراطي وتثبت الانغلاق والاكتفاء بمنطق أنا ومن بعدي الطوفان .

أما لعبة عدم تجنيب البلاد الدماء، فلن تستثني أحدا ، لا أطراف صنعاء ولا أطراف الرياض،  مابالكم وان البلاد في حالة ارتطام مدو على كافة المستويات  ، وبالتأكيد مالاترضاه لنفسك لاترضاه لغيرك، لكن منطق الانسياق إلى المقامرات الطائشة والهمجية في ظل غرور التسلط والمطامع ، هو مايجعل الدم أرخص من أي  شيء في هذه البلاد المنكودة والمنكوبة بشكل مزدوج ،  كما يؤدي إلى التطنيش والتصلب ورفض الحلول السلمية ، وبالتالي تزايد مخاطر التناحرات ، وتبريرات الحلول الحربية،  فضلا عن ضيق الأفق ، واتساع الطريق الاجباري المجهول لكل مدخلات ومخرجات إرث الحماقات المتجدد بالحماقات فقط .

***

العصبويون الصغار والحمقى، بذهنيتهم الصغيرة ماقبل الوطنية،  لايمكن أن تصدر عنهم تصرفات وطنية كبيرة ومعتبرة.  والحال ان القليل من الإرادة،  فضلا عن القليل من الشفافية، يكفيان تماما لتبيان أن طريق إستعادة أدوات الدولة واضحة ، مثلما طريق دمج المقاومة في الجيش. لكن الذين يتعاملون مع القيم المفترضة  للشرعية بإعتبارها مجرد وليمة ..وليمة لزفاف مفاسدهم وانحرافاتهم على تشوهاتهم اللامدنية وخياناتهم المتعددة التي من الداخل :

هم أكثر نذالة من الإنقلابيين طبعا.

 

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 2692 مرات آخر تعديل على السبت, 10 أيلول/سبتمبر 2016 18:24

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة