-1-

أفظع ماتمارسه الدولة بحق المواطنة والنظام وهيبة الدولة هو ممارستها للتحكيم القبلي..أن تتحول الدولة الى طرف محكم يعني ان تتحول إلى غريم لكل تطلعات الدولة..على الرئيس عدم الرضوخ لذلك ، وعلى الدولة ان تعزز ثقتها بأنها دولة ، تمارس العدالة، وتمنح الحقوق،و تضرب بشكل لاتهاون فيه من يضربون المصالح العامة، عليها ان تقر بالأخطاء إذا حدثت، و تحترم القضاء والتعويض القانوني . ثم ان التحكيم يتحول الى أداة مخصبة للابتزاز ولتنمية الامتيازات اللامشروعة بينما يذهب ريعه للوسطاء كما يكرس مراكز القوى التقليدية ، و تكمن خطورة المسار في انه يعيق تحقق الدولة بحيث تستمر تلك الآلية المهينة فقط والمتمثلة في اجترار الإرث الذي دمر الدولة عقوداً لصالح الوعي القبلي المشين الذي لطالما تجاوز حدوده كما نعرف حتى ان هناك من يعادون قيمة الدولة بعجرفة قل نظيرها للأسف والوقائع كثيرة !

 -2-

تعرفون جميعا ان غالبية ذوي الرتب الكبيرة في القوات المسلحة والامن هم للهنجمة وللاستعراض وللنخيط كما لترهيب البسطاء ولاستغلال النفوذ وللمفاسد المتنوعة داخل الدولة وفي المجتمع لا اقل ولا اكثر .

كائنات تشكل عبئا على اليمن كما انها بلا انجازات مشرفة على الاطلاق بينما بطولاتها الوحيدة تتمثل في الهبر فقط .

بالمقابل وللانصاف ثمة قلة مكابدة ونوعية من اصحاب الرتب الكبيرة في القوات المسلحة والامن –يعرفهم اليمنيون جيداً-هم الذين تربوا وطنيا و يمثلون حالة الهام كما يستحقون رحيق الاحترام كله كونهم يثابرون  في ممارسة اتساقهم المبدأي ولم ينجرفون بالرغم من كل الظروف الافسادية المغرية نحو ممارسة الرذالات مستقويين بمايحملونه من رتب كحال كثيرين للاسف .

وحدهم اصحاب الرتب الصغيرة من يمكن التعويل عليهم حال وجود استراتيجية هيكلية وطنية حقيقية لبروز جيل مستقبلي اكثر خلوا من تلك المظاهر والاداءات المشينة التي لاتطاق ولطالما شوهت جوهر القوات المسلحة والامن