أخـــر الأخبــــار

 

لا لانكسار الجيش

السبت, 17 أيار 2014 02:34
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

انكسار الجيش في حربه على الإرهاب سيكون من أفدح المصائب على البلد، البلد المثخن بما يفوق التوقعات للأسف جرّاء تركة هائلة من الأزمات والتحديات. لذلك ينبغي على هذه الحرب أن تتسم بالأولوية الوطنية؛ مع ضرورة أن تكون بلا هفوات استراتيجية وتكتيكية طبعاً ومتكاملة على كافة الصعد عسكرياً وأمنياً وإعلامياً وتعليمياً... إلخ.

 فلقد صارت «القاعدة» كما تشير الوقائع أشبه بوحش مرعوب؛ غير أن الإرهاب هو التحدي الأكثر ترسخاً في اليمن، ثم إن «القاعدة» عملت منذ زمن طويل على مد جذورها عميقاً في مجتمعنا المنكشف بسبب أرواح شريرة وهمجية ممسوخة وطنياً ومشوّهة جداً على صعيد الوعي فضلاً عن أولئك الأوغاد الذين ينظرون إلى المسألة باعتبارها تنمية لمصالحهم كما لأرباحهم المتنوعة. والحاصل هو أن التعامل باستخفاف مع الحرب ضد الإرهاب عمل ساذج بالتأكيد خصوصاً أن مكر «القاعدة» لا حدود له؛ بل إنها متوغلة على أكثر من صعيد داخل المجتمع كما نعرف.

بلغة أخرى ينبغي لحرب جديرة كهذه أن يتوحّد ويندمج فيها إحساس اليمنيين جميعاً مكلّلين بقداسة شعور أهمية مؤازرة أبطال الجيش وهم يجابهون البُغاة الذين يتخذون الدين قناعاً لجرائمهم الشنيعة. وفي السياق ينبغي على القبائل التي تحتضن قاعديين عدم المراوغة وتحديد موقف نهائي أكثر وضوحاً؛ لأننا قد وصلنا إلى اللحظة الحاسمة التي لا ينفع معها استمرار التعاطف البغيض مع هؤلاء الشذّاذ المأزومين.

على أن الخشية تتفاقم مجتمعياً من عملية كسر الجيش في حال استئناف عمل الخيانات من داخله بالذات؛ كذلك نحذّر من خطورة الانزلاق إلى مكائد تصفية الحسابات في هذه الحرب على حساب مستقبل البلد عموماً وتدعيم «القاعدة» وخراباتها أكثر. إنها صرخة من القلب نكثفها هنا رغم أنف الإرهاب، كما من القلب أيضاً نسديها تحية عارمة إلى الجيش وتضحياته الجسيمة وهو يخوض أسمى تجليات الحس الوطني ضد مشروع متخلّف وإجرامي كـ«القاعدة».

والثابت هو أن اليمنيين رغم كل شيء سيظلّون يتفقون على استنكار ممارسات مراكز قوى ونفوذ متعدّدة لطالما تواطأت مع «القاعدة» ورعتها بينما تتخذ موقفاً معادياً من مسألة محاصرة الإرهاب ودحره تحت ذرائع ومزاعم شتى كما هو واضح. وبالتأكيد لن يشفي الشعب غليله منها سوى بتوالي انتصارات الجيش واعادة اعتباره كجيش وطني معتبر فيما يكابد الآن أهوالاً ومفاسد تفوق التصوّر؛ ورغم ذلك يظل مفعماً بروحه الجسورة ولا يتردّد في اقتحام الصعاب في ظل قيادات وطنية شجاعة لا تعرف المهادنة والخوف.

قراءة 1335 مرات آخر تعديل على السبت, 17 أيار 2014 03:09

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة