أخـــر الأخبــــار

 

الرفيق حسن محسن السقاف (1)

الجمعة, 16 أيار 2014 21:51
قيم الموضوع
(2 أصوات)

 

قد نتهيب صعود القمم العالية؛ لكننا نبذل ما بوسعنا لنرتقي إليها. والكتابة عن الرفاق لا تختلف عن ذلك التهيب، وبذل الجهد للارتقاء إلى قمم شمَّاء!

فارس هذه الكلمات التي أسطرها هو الأستاذ الرفيق الراحل حسن مُحْسِنْ السقاف، الذي يصادف يومنا هذا (13 مايو 2014) الذكرى السابعة عشرة لرحيله (رحمه الله).

ولد الرفيق حسن في إثيوبيا، عام 1934، لوالدين هاجرا من قرية "الوهط" - محافظة لحج حالياً. كان متفوقاً في دراسته. بعد حصوله على الثانوية العامة. تم تكريمه، مع طلبة آخرين، من قبل إمبراطور الحبشة "هيلا سيلاسي". تم إيفاده إلى لبنان للدراسة، حيث التحق بمعهد عال لدراسة الإحصاء هناك. عاد -بعد إتمامه الدراسة- إلى إثيوبيا، والتحق للعمل في مكتب الأمم المتحدة هناك، وعاش في بحبوحة من العيش. تزوج من قريبة له هاجرت إلى إثيوبيا مع أبويها من حوطة لحج؛ لكن حنينه إلى الوطن، نتيجة علاقاته التي نسجها مع رفاق من وطنه، أفضى به إلى العودة إلى صنعاء، في العام 1968، حيث تم تعيينه في "المكتب الفني للتخطيط"، الذي كان أحد مؤسسيه، والذي تم تغيير اسمه إلى "المجلس الأعلى للتخطيط"، ثم "الجهاز المركزي للتخطيط"، و"وزارة التخطيط والتعاون الدولي".

حصل الرفيق حسن على دورات تخصصية في الولايات المتحدة الأمريكية. ترك العمل في المكتب الفني للتخطيط وانتقل إلى لجنة النقد، التي كان هناك توجه لدمجها مع هيئة الرقابة على النقد لتأسيس البنك المركزي اليمني. كما أنه كان من الصف الأول في قيادة "حزب العمال والفلاحين"، الحزب الماركسي، الذي تحول اسمه إلى "حزب العمل اليمني"، وكان الراحل عضواً في مكتبه السياسي، وهو أحد الفصائل الماركسية التي شكلت "حزب الوحدة الشعبية" (فرع الحزب الاشتراكي اليمني في شمال الوطن).

الرفيق حسن كان من مؤسسي البنك المركزي اليمني، وكان مدير إدارة البحوث في البنك، ومن المفاوضين الأوائل مع البنك وصندوق النقد الدوليين.

كان الرفيق حسن السقاف، بحكم خبرته وكفاءته وموقعه الوظيفي، على علاقة طيبة بالأستاذ المرحوم عبدالعزيز عبدالغني، والدكتور عبدالكريم الإرياني، كونهما كانا رئيسين للوزراء في الحكومات المتعاقبة.

في العام 1982، شنت أجهزة الأمن القمعية حملات اعتقالات واسعة لقيادات وكوادر "حزب الوحدة الشعبية اليمني". وكان مفاجأة للقيادات الأمنية أن يكون الأستاذ حسن محسن السقاف عضواً قيادياً في الحزب.

يحكي الأستاذ الصحفي علوي حسن محسن السقاف، نجل الرفيق حسن، أن سيارة "وفود" حضرت إلى منزل الرفيق حسن، في الصباح، فقد كان من المقرر أن يذهب لاستقبال وفد من البنك الدولي، وحمل الرفيق حسن معه نجله "علوي" إلى المدرسة... وقبل الظهيرة تم اعتقاله من مقر البنك المركزي اليمني. وضعوا عصابة على عينيه وحملوه إلى "دار البشائر"، ببذلته الفاخرة وربطة العنق، وحذائه الجلدي اللامع!

أدخله السجانون إلى زنزانة جماعية، بهيئته تلك، وبدون القيد الذي يتم طرقه على كاحلي الرجلين. استغرب الرفاق المتعبون في الزنزانة الجماعية من هيئة القادم الباذخة؛ لكنه بعد التحية جلس على الأرض. ما لبث أن ناداه السجان، ليعود وقد زيَّن القيد كاحليه، وقد عمد إلى ربط حلقتي القيد بربطة العنق، محاولاً رفعهما حتى لا يجرح القيد كاحليه. عند عودته ضج الرفاق مرحبين به، وهم يتسابقون لترتيب مكان له ليجلس فيه.

الحديث عن الرفيق حسن محسن السقاف يحتاج إلى أكثر من تناولة، فإلى الغد، الذي آمل أن يكون رفيقاً بي، فقد كانت لحظاتي السابقة مع الرفيق حسن وجعاً مقيماً!

قراءة 1754 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة