حتى لا يكون هادي (فضاض) اشتباكات بين الشماليين !!

الأحد, 06 تموز/يوليو 2014 23:04
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

بما ان عبدربه منصور هادي ارتضى ان يكون شخصية عامة ، ورئيساً لبلاد على حافة التلاشي ، عليه ان لا يضيق بما يكتب عنه بما فيها الكتابات الطافحة بالتعريض (حقاً وباطلاً) من قبل  اعلام خصومه (الذين يتربصون به)  او تلك التي تتوخى اسداء النصح له من باب النقد ،  لان الكتابة تظل في نهاية الامر اقل ايلاماً من اشعال الحرائق  شمالاً وجنوباً من قبل عصبويات دينية ومراكز نفوذ تتغذى من تجارة الدم ، بعد ان تجذر حضورها من الفوضى  التي تتعاظم  بتواطؤ الجميع ، ولم تزل تؤثر في مسارات العملية السياسية ، وعلى وجه الخصوص عملية انتفال السلطة بوصفها الركن الابرز في عملية التسوية التي اوصلت هادي نفسه الى موقع الرجل الاول.

الكتابة عن الرجل الاول ـ  ايضاً ـ تعبير عن سقوط (التابو) السياسي ومرموزه الاول (الحاكم) الذي كان التعريض به او السخرية منه مساس بأحد الثوابت الوطنية و يتوجب على فعل مثل هذا  العقاب ، ويعود فضل ذلك الى خضة العام 2011 ، التي اسقطت كل هالات المقدس التي احدثها الحاكم واجهزته حول ذاته على مدى عقود.  

مشكلة هادي انه لم يتجاوز دور مطفئ الحرائق حتى الان ، او كما قال احد الاصدقاء (الجنوبيين) انه  ليس اكثر من فضاض اشتباكات  بين متناحري الشمال ، مثله مثل كل الجنوبيين الموجودين في دائرة الحكم ، ويسأ الظن بهم حين يوصًفون كمركز قوى  فتي يتشكل على انقاض المراكز التقليدية التي بدأت تتأكل حسب  وصفه ، ويسعى هذا المركز للحكم بأدواته الخاصة  على اقل تقدير في جغرافيا الجنوب الذي يتهيأ للانفصال .

اخر قال ان دور التهدئة الذي يقوم به الرئيس جنوباً، وحده الذي يمنع تشظي البلاد  حتى الان ، بل انه لم يزل يحافظ على بقاء حالة ما قبل 2011 فيما يتصل بثروات الجنوب  التي تلعب الدور الابرز في تغذية اقتصاد الشمال و(خزائن متنفذيه) ، ودور مثل هذا يتم اغفاله ايضاً في الكتابات الصحفية (غير البريئة) التي تتهمه بانه يعمل من اجل تهدئة الجنوب واشعال الشمال !!

مناقشة مثل هذه الافكار ، ستتطلب جرد حساب لعامين ونصف من شغر هادي لموقع الرئيس ، فالرجل ورث الهباء تماماً ، وعمل بجهد واضح على تطبيع الحياة العامة اولاً في العاصمة المنقسمة ، بين جيشين وارادتين ،  ومن ثم محاولة توفير الخدمات الاساسية للمواطنين (التي تحولت الى سلع نادرة وباهضه في سنة الغليان) ، وعلى رأسها المشتقات النفطية والكهرباء ، غير ان هذه المحاولة لم تزل تتعثر وتعاق حتى  اليوم من قبل اطراف معطلة تجاهد لإظهار الرجل والحكومة ـ المفروضة عليه  ـ  بالفاشلين في ادارة البلاد ، التي لم تزل تدار بسبعين في المائة  من عناصر سلفه وبفلسفته .

وحين اتجه جنوباَ بعد اقل من خمسة اشهر من تسنمه الحكم وتحديدا الى محافظة ابين لمحاربة جماعة العنف الديني المسلح (انصار الشريعة) ، الذي تعهد في خطاب  تنصيبه في مجلس النواب في 25 فبراير 2012 بتخليص البلاد منها ، اعتمد بدرجة رئيسة على العسكريين القريبين منه في قيادة عملية تطهير مدن ومناطق ابين .

 وفي العملية ـ التي عرفت بمعركة السيوف الذهبية  ـ سيبدأ الحضور اللافت للجان الشعبية (المُشَكلة من ابناء المناطق القبلية المنكوبة لمحاربة القاعدة بإشراف مباشر من وزير الدفاع بذات مزاج صحوات العراق ) ، لان الجيش المنقسم  هو نفسه من ادار لعبة تسليم المحافظة للقاعدة بتوجيهات من قياداته في المركز ـ بما فيها لواء 25 ميكا وقائده الصوملي الذي حوصر في زنجبار لأشهر بين 2011و2012 ، ودلت الوقائع اللاحقة انه كان جزء من اللعبة  ـ

ذات قيادات المركز ستوفر الغطاء الواسع لعناصر التنظيم للهروب من مناطق المواجهات في لودر وجعار وزنجبار بكامل  (غنائمهم) ، و الالتجاء الى مناطق آمنة جديدة في شبوة وحضرموت والبيضاء ، ومن هذه المعركة سيكتسب هادي وجهاً قيادياً مختلفاً، صحيح انه سيفقد احد اهم اذرعه العسكرية ـ سالم قطن قائد معركة السيوف في عملية ارهابية مشبوهة ـ الا انه سيدخل معركة التحضير والتهيئة  لمؤتمر الحوار الوطني بقوة مضاعفة ، باستقدامه من سيمثلون  الجنوب وحراكه ايضاً من القريبين سياسياً وجغرافياً منه .

 وعلى مدى عام ونصف من انشغال الجميع بمؤتمر الحوار (تحضيرا والتئاماً) ستكون اطراف التنازع (مراكز النفوذ) تعد عددها  للانقضاض على ما تبقى من  (الجثة) . ففي الوقت الذي كانت هذه الاطراف تحاور داخل المؤتمر ، كانت  في ذات الوقت تناور خارجه وتحضر لجولات اخرى من التعطيل بواسطة التصادم وتعميم الفوضى .

اما جماعات العنف المسلح (انصار الشريعة وملحقاتها) وفي مستقراتها الجديدة  ستعيد بناء قدراتها العسكرية  ـ بتواطؤ من وفروا لها الحماية  سابقاً ـ وستوجه ضرباتها القوية للمؤسسة العسكرية والامنية داخل قياداتها ـ وزارة الدفاع والمناطق العسكرية ومقار الاستخبارات والسجون ـ  وحين اقترب الخطر من مركز الحكم ، اعاد الجيش بقيادات قريبة من هادي و(اللجان الشعبية) الكرة مرة اخرى معها في عمقها وحواضنها القبلية في المحفد وعزان وقبل ان تضع الحرب اوزارها وتؤتي ثمارها ، كانت اطراف التناحر الديني تفجر حرباً جديدة في محافظة عمران ومحيطها القريب من العاصمة ، ولم يكن امام هادي مرة اخرى سوى لعب دور مطفئ الحرائق او فاضض الاشتباك بين المتناحرين حتى لا يصل  بأرودهم الى العاصمة ،التي استبدلت شكل انقسام  2011 (شمال محسن وجنوب صالح او شمال الفرقة وجنوب الحرس ) بالمربعات الامنية التي تتحكم بها المليشيات والاذرع الامنية للقوى المتناحرة ، واختزلت هذه الحالة عملية الفوضى التي اجتاحت العاصمة ـ الاربعاء 11 يونيو 2114 ـ حيث لوحظ ان الاحياء التي يتواجد بها الاصلاح والقريبين منه  كانت اكثر هدوء في هذا اليوم العصيب ، الذي اختتمه هادي بإحداث  تعديل حكومي لامتصاص الغضب بذات طريقة فض الاشتباك ، حين تحكمت بالتعديل نزعة المحاصصة (الموتـ / اصلاحية) حتى وان بدت للمتابعين الاسماء المحسوبة على المؤتمر قريبة من جناح هادي داخل المؤتمر.

قراءة 1521 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة