انها مفارقات غزة التي غيرت الحسابات واسقطت التوقعات والاحتمالات التي بنيت على الاحتلال بين ترسانة جيش الاحتلال الصهيوني الضاربة وبين امكانان المقاومة المتواضعة.. بين البجاحة والغطرسة والعربدة الصهيونية وبين ارادة الحق الفلسطينية المتجذرة والمتجددة.

كانت المفاجئة هي الحالة التي اصطدم بها جيش الاحتلال في جبهة المواجهة الشاملة.

المقاومة ضربت عمق الكيان الصهيوني وفصائلها متماسكة.. والصمود في غزة اسطوري والنهوض الوطني عم كافة الاراضي الفلسطينية والوحدة الوطنية تجلت على نحو مصيري سلطة ومقاومة.\

على هذه التطورات دخل جيش الاحتلال دوامة الحرب العمياء التي فتحت على غزة، اختلطت فيها صنوف الجرائم الوحشية بدمارها المرعب بنوازع الانتقام والحقد والضغينة والكراهية والعنصرية والفاشية وبجرائم ضد الانسانية، سيبقى ضحاياها الابرياء وبخاصة الاطفال اللذين مزقت اجسادهم بوحشية شاهد على اللعنة الصهيونية في جبين الانسانية.

لكن من هذه التطورات يبدأ الفلسطينيين الانتصار لقضيتهم، مواجهة العدوان وانهاء الاحتلال وازالة الاستيطان، هم بوحدتهم الوطنية قادرين ل المضي بهذه المسيرة العظيمة، وهي وحدها تمنحهم الامكانات والفرص والوسائل والاساليب لتحقيق أهدافهم النبيلة.

هنا يتعين التأكيد على حماية هذا التحول الوطني الفلسطيني الذي انطلق الآن ليضع نهاية للشتات والتشتت السياسي ما يعني أهمية تعزيزه ودفعه للأمام لأن هذا وحده رهان المستقبل الفلسطيني بأفاقه لا بأنفاقه.