فاجعٌ اغتيال الإعلامي عبد الرحمن حميد الدين .. تعازينا من صميم القلب لأهل وزملاء الفقيد الذي استهدفته رصاصات الغدر في جريمة مروعة ونكراء أودت بحياته وهزت الوسط الإعلامي والصحفي اليوم . من الواضح أن العقل الخسيس المدبر لهذه العملية يكرس استمرار مآسي الاغتيالات المستهدفة وإفلات القتلة الجبناء من العقاب . غير ان هناك مسؤولية كبيرة تقع على الجميع من أجل التحشيد ضد العنف السياسي الذي صار يستشري بهوس فادح للأسف . ومع ذلك ليس من قدر للصحفيين وللإعلاميين الشرفاء إلا مقاومة قوى الشر ببسالة الحلم الوطني والمدني الكبير ، فضلاً عن عدم الخضوع لإرادة القتلة معدومي الضمير الذين غايتهم الخراب لمعشوقتنا اليمن.. والحاصل ان للجريمة دلالة واضحة في ارتفاع منسوب العنف لينال المدنيين أيضاً . لذلك ينبغي على الأسرة الصحفية والإعلامية التعاضد وفق أخلاقيات الزمالة متجاوزين كل الخلافات السياسية والفكرية وهم يتوحدون ضد الإرهاب والعنف حاثين على السلام وثقافة التعايش . ينبغي التصرف بنبالة وتضامن ضد كل رغبة مسعورة لقتل المسالمين بدم بارد خصوصاً الصحفيين والاعلامين كونهم أصحاب رأي سلمي من ناحية وناقلين للوقائع لا صانعين لها من ناحية أخرى . أما الصمت عن هذه الجرائم فهو التواطؤ الخبيث معها ولاستمرارها . علينا التصميم من أجل التحقيق الكامل في الجريمة وعدم تمييعها ، كما علينا أكثر عدم استباق الأمور ورمي الاتهامات جزافاً.. نعتب وبشدة على من يخضعون الجريمة للمزايدات السياسية، والأسوأ للتبرير كما لاحظنا للأسف ، إذ لايوجد أي شيء في العالم يبرر منهاج الاغتيالات الأكثر من دنيء وغاشم ضد المدنيين .
وإذ اشعر بالأسى كله لفقدان الزميل، يزداد يقيني من قذارة السياسة وصراع مراكز النفوذ هنا . ألا من نهاية؟
رحم الله الفقيد
وإنا لله وإنا إليه راجعون